كتاب “الجرح يغني”: نصوص لا تقتلها القراءات/ المرتضى محمد اشفاق
شكرا للعميد..
يطهر كتاب “الجرح يغني _ أطياف وظلال” جوانب أخرى من حقيقة العميد: ستجدك أمام الشيخ بكاي الشاعر بلغته الجميلة، وقاموسه المكتنز، ستجد فيه العميد الناقد بلغته المحاججة، والكاشفة، وستجد الشيخ بكاي القاص بلغة كثيفة مليئة بالضغط، والإحالة، والتشفير..
ويبقى في العميد من كريم الخصال، وجميل المآثر والمواهب ما لا تسعه الكلمات..تنوع الموضوعات، وأحجامها دليل على وعي الكاتب أننا لا نصبر على طعام واحد، فأزمة القراءة اليوم خانقة، وإكراهات حياتنا اليومية بتفاصيلها، وانشغالاتها صارفة، فلا وقت إذن للسرديات الطويلة مهما كانت قيمتها الفنية والفكرية..جاءت الأشكال المختلفة في هذا العمل جملا قليلة، وفقرات قصيرة تغري القارئ العجول، والمطالع الكسول بقراءتها..هي قصيرة في مبانيها، متنوعة في مواضيعها، فسيحة بمعانيها..من خصائصها أنها تريك الجديد مع كل قراءة، وتكشف من خفاياها أسرارا احتجبت عنك في مرورك الأول؛ وتعدد التأويلات دليل على ثراء النص، وقدرته على التمدد في مساحة الذوق والإدراك..هي إذن نصوص لا تقتلها القراءة ولا القراءات، كما تموت النصوص الرخيصة، بقراءة واحدة..ستقول لكل نص قرأته هذا كرسيي، وعمامتي بهما أحجز مكاني، فلي إليك عودة…