رسامة الـ“بورتريه” الاردنية مريم الخرابشة: “تعلمت الرسم دون معلم
9 يوليو 2024، 13:22 مساءً
السلط -الأناضول- ليث الجنيدي-
تتحقق أقصى درجات الإبداع عندما يتميز الإنسان بموهبة اكتسبها بنفسه، وأتقنها بأعلى درجات الاحتراف، دون أن يكون لأحد دور في ذلك، كما فعلت الأردنية مريم الخرابشة، بعد أن استطاعت أن تفرض نفسها بإجادتها لفن صعب ويحتاج إلى دقة متناهيه يتمثل برسم “البورتريه”.
الخرابشة (24 عاما)، تحدت ظروف الحياة الصعبة، لتتمكن من إكمال دراستها الجامعية بتخصص الكيمياء، مستعينة بعشرات اللوحات من “البورتريه”، لتصبح مقصدا للراغبين برسم صورهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن وصل إنتاجها لما يزيد على 90 لوحة فنية.
ويعتبر فن البورتريه أحد أنواع الرسم التي ينظر إليها الفنانون على أنه معقد، لاعتماده على تقديم الشخصية عبر ملامح الوجه، ويعود تاريخه إلى آلاف السنين، ويطلق عليه “فن التعبير عن الشخصية”.
مراسل الأناضول التقى الشابة الأردنية في مسقط رأسها بمدينة السلط غربي العاصمة عمان، واستمع إلى مراحل تعلمها لذلك الفن، وكيف استطاعت من خلالها أن تكون مُنتجة في مجتمعها.
تقول مريم للأناضول: “تعلمت هذا الفن بمفردي قبل 7 سنوات، وكنت وقتها بالصف الثامن”.
وتابعت “اكتشفت مقدرتي على ذلك، أثناء رحلة مدرسية إلى محافظتي عجلون وجرش (شمال البلاد)، ومررنا برسام يرسم بالطريق العام، فازداد إعجابي وتولدت الفكرة لدي”.
وأوضحت “أنا لا أتبع لأي مدرسة بالرسم، وأرسم بأصناف متعددة، ولكن وجدت أن لدي ميولا أكثر باتجاه البورتريه”.
ووصفت هذا الفن بأنه “رسم واقعي لأشخاص باستخدام الفحم والرصاص، وهذا النوع من الفن يتميز بأنه يركز على الملامح بشكل كبير، بحيث يبين تفاصيل أعضاء الوجه بشكل دقيق جدا”.
وعن الرسالة التي تحاول إيصالها من خلال هذا النوع من الفن، قالت الخرابشة “حالتي هي أهم رسالة، كوني تعلمت دون معلم، فهذا تأكيد بأن الفن لا يحتاج إلى معلم، وإنما إرادة داخلية تظهر قوتها على اللوحات، وهو موهبة مكتسبة يستطيع أي شخص أن يملكها ويتمتع بها”.
وفيما يتعلق بالتحديات التي واجهتها، أشارت “حقيقة لم أكن أعلم مسبقا بأسعار المواد المستخدمة في عملية الرسم، وهي مرتفعة الأثمان نوعا ما”
واستدركت “كما أنني أيضا واجهت مشكلة بالتسويق، فهذا النوع من الفن يحتاج إلى ذواقين يدركون أهميته واختلافه عن باقي الفنون الأخرى”.
وأردفت “الفن عزز ثقتي بنفسي، حيث وجدت فيه طريقة لأعبر فيها عما يدور بداخلي، وفتح لي الكثير من الأفاق صوب التعامل مع العديد من الأشخاص”.
أما المواد المستخدمة، فقالت إنها “أقلام رصاص، وفحم، وبودرة فحم وهي التي تستخدم لملئ الفراغات الكبيرة داخل الصورة، وممحاة، ومدعكة وهي أداة تستخدم لتسييل خطوط الرصاص”.
و مُتفاخرة بإنجازاتها، قالت “من خلال هذا الفن تمكنت من رسم عشرات اللوحات، وتوفير تكاليف دراستي الجامعية، وقد بلغ عدد اللوحات التي رسمتها من هذا النوع (البورتريه) نحو 90 لوحة”.
وأوضحت أن “اللوحات تكون بثلاثة أحجام، الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وأسعارها تبدأ من 15 دينار (21 دولارا) وتنتهي ب 25 دينارا (35 دولارا)”.
وعن حجم الإقبال والتفاعل، أشارت إلى أن “الإقبال جيد نوعا ما، وأكثر من يقصدونني هم فئة الشباب ذكورا وإناثا”.
وإضافة إلى “البورتريه”، قالت الخرابشة: “أرسم أيضا بالألوان الزيتية، وأستخدم خامات قماشية تسمي كانفس، وتكون مكلفة أكثر من البورتريه، لأن المواد المستخدمة غالية ومكلفة وتحتاج إلى وقت، وسعر اللوحة يتراوح ما بين 25 و100 دينار (35 و 140 دولارا)”.
وفي مقارنتها بين الأسلوبين الفنيين، أوضحت “لوحة البورتريه تستغرق بالعادة ما بين يوم ويومين، ويعتمد ذلك على حجم اللوحة، بينما الزيتي يستغرق من شهر إلى أسبوع”.
كما تجيد الشابة الأردنية الرسم على الخشب باستخدام ألوان أكريليك، وما يميزه أن “خامة الخشب طويل العمر ويدوم وجميل المنظر وتكاليف بسيطة”، على حد قولها.
وفن “البورتريه” يتعلق بمُسمى اللقطة السريعة والعفوية، حيث يكون الشخص في وضع ثابت ومدروس، وللفنان أن يقرر التكوين العام، وما إذا كان سيرسمه مُحاطا بأشياء، أم على خلفية فارغة وغير ذلك.