canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

هاني الراهب.. كاتب يستحق القراءة مجددا بقلم: ناجي ظاهر

استحق الكاتب الروائي السوري هاني محمد الراهب (1939-2000)، منذ سنوات بعيدة اهتماما خاصا، والتفاتة دراسية بحثية مركزة، فهو كاتب تجريبي من طراز رفيع، كما انه كاتب نقدي لا ترضيه أنصاف الحلول ويتغلغل في إنتاجه الروائي إلى أعماق الحياة عامة والحياة العربية خاصة ليثري ذاكرة قارئه ويقدم إليه بالتالي ما يؤثر، يعبر وقد يغير، ولعمري هذه واحدة من ابرز مواصفات الأدب الذي يستحق أن يقرأ وان يعيش في الذاكرتين العامة والخاصة.

ترك الكاتب هاني الراهب خلال عمره القصير نسبيا، إرثا روائيا ثريا، اعتقد انه يضيف الكثير إلى الموروث الروائي العربي وربما العالمي، رغم تواضعه من الناحية العديدة، حوالي العشر روايات.

ابتدأ كاتبنا هاني الراهب مسيرته مع كتابة الرواية وهو لما يزل على مقاعد الدراسة الجامعية، وكان ذلك عندما أعلنت دار الأدب اللبنانية العريقة عن مسابقة للرواية العربية، فتقدم إليها بروايته الأولى “المهزومون”، وكانت المفاجأة انه فاز بروايته هذه بالجازة الأولى في تلك المسابقة، ليبدأ رحلة روائية قد تكون من أخصب الرحلات الروائية في فترة إنتاجه للروايات التي امتدت من عام 1961، حتى أيامه الأخيرة في عالمنا.

عندما فاز الراهب في هذه المسابقة كان في الثانية والعشرين من عمره فقط!!. بعدها تتالت رواياته، وأقدم فيما يلي ثبتا بها تيسيرا على من يود العودة إليها من الإخوة القراء: المهزومون، رواية، بيروت، 1961. بلد واحد هو العالم، رواية، دمشق، 1965 – المدينة الفاضلة، قصص، دمشق، 1969- شرخ في تاريخ طويل، رواية، 1970- ألف ليلة وليلتان، رواية، 1977. جرائم دون كيشوت، قصص، 1978. الوباء، رواية، 1981. التلال، رواية، بيروت، 1989. خضراء كالمستنقعات، رواية. خضراء كالحقول، رواية. رسمت خطاً في الرمال، بيروت، 1999. خضراء كالعلقم، قصص، بيروت، (نشرت بعد وفاته(..

اعرف أن الراهب حظي باهتمام خاص خلال حياته الأدبية، إذ اعتبر اتحاد الكتاب السوريين روايته “الوباء” من أهم مائة رواية صدرت في القرن العشرين، إلا أن ما أثارني هو أن هذا الكاتب الهام لم يحظ بما هو جدير به من اهتمام في مجالات الدراسات الأدبية حول رواياته، باستثناء دراسات قليلة كان آخرها فيما اعلم دراسة نشرت في كتاب حمل عنوان” خصائص الكتابة الروائية”، صدر عن دار الحوار في مدينة اللاذقية السورية عام 2015 للكاتب الباحث احمد الناوي بدري. ومع هذا الاهتمام المنشود، لم يحظ الراهب أيضا باهتمام شعبي لائق شأن بلدياته الكاتب الروائي حنا مينة صاحب رواية” نهاية رجل شجاع” التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني فلفتت إليه الأنظار وسلطت عليه الأضواء. قد يعترض البعض على هذا مدعيا أن الراهب كاتب تجريبي وقد يصعب على الكثيرين قراءته، وهذا صحيح لكن ليس بالمطلق، فروايات الراهب تنحو في العديد منها منحى شعبيا وبإمكان القارئ العادي أن يقرأها وان يستمتع بها ويستفيد منها أيضا، وأشير هنا إلى روايتين هما “خضراء كالمستنقعات” و”خضراء كالحقول”، فهاتان الروايتان تقدمان وجبة دسمة للقارئ الراغب في التغيير، واعتقد أنهما تمتلكان قدرة خاصة على إحداث تغيير لدى من يقرأهما، لا سيما فيما يتعلق بالنظر إلى المرأة، فهما تنتميان إلى ذلك الأدب الذي يحدث هزة حقيقية في أعماق قارئه، فيضحي بعد قراءته له إنسانا آخر مختلفا.

قرأت معظم ما وصل إلى يدي من إنتاج هذا الكاتب، واعتقد انه بإمكاني أن أسجل هنا.. أن ما يلفت النظر في هذه الروايات يتمثل في عدد من النقاط أشير فيما يلي إلى أبرزها.

1- انه كاتب تجريبي من طراز خاص، فهو دائم التغير والتبدل فيما يكتبه وينشره من روايات، وكل راوية تقريبا تختلف عن سابقتها، تضيف إليها وتستقل بعالمها الإبداعي الخاص، الحافل بالدهشة والمفاجأة، وكأني به ينطلق من رؤية مفادها أن العمل الإبداعي لا يكرر نفسه، ولا يشبه إلا ذاته. وعليه فان من يقرأ “المهزومون”، يفاجأ بالوباء والتلال وغيرهما من رايات الراهب.

2- يلفت النظر في كتابات هاني الراهب هذه الروح النقدية العالية التي تتخفى تحت رداء من الفنية الرفيعة، فهو ناقد دون مباشرة وهو ينظر إلى مهمته ككاتب بمسؤولية تتمثل في قرعه لناقوس الخطر والتحذير مما قد يحدث ويوسع دائرة الخراب الحاصلة والملموسة. وتتجلى نقديته هذه في كل نتاجه الروائي ويكفي هنا أن أشير إلى عنوان روايته الأولى ليدرك القارئ ما ارمي إليه من كلامي هذا، أما رواية الوباء فان عنوانها وحده يروي نقديته ويشير إليها بجلاء ووضوح.

3- رغم أن أهمية الأدب، خاصة الروائي، تتمثل في الشكل أولا، إلا أننا لا نستطيع أن نلغي دور المضمون في تشكيل النص الروائي، فبين الشكل والمضمون علاقة طرديه كما يجمع النقاد ومن الصعب جدا الفصل بينهما إلا لغرض الدراسة، لقد كان الراهب مسكونا بالهموم العامة، اكرر.. بعيدا عن المباشرة والصراخ الأجوف، ويكفي أن نلقي هنا نظرة عابرة إلى عناوين رواياته لنلاحظ هذه الهموم ولنلمسها لمس اليد، ابتداء من المهزومون وانتهاء بـ “رسمت خطا على الرمال”، التي تكاد تروي حكايتنا نحن العرب بين الموجود والمنشود.. ابتداء من الألف حتى الياء.

مجمل القول إن هاني الراهب كاتب روائي هام يستحق الالتفات في رأيي، كما يستحق أن يقرأ على مستوى شعبي واسع، واعتقد أن قراءته على هذه الشاكلة قد تتم على أكثر من مستوى منها تحويل إحدى رواياته إلى مسلسل تلفزيوني، أو تكثيف القراءات والإشارات إليه.. وبعض هذا ما وددت تقديمه هنا.

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى