غير آبه بتلاوين الغياب.. / عبد الرحمن هاشم
غير آبه بتلاوين الغياب تواصل سيرك تسقط بداخلك أشياء صغيرة لتحدث ضجيجاً صاخبا دون أن تبالي و مع الوقت تدرك بأنك كيان يتكون من أشياء صغيرة هي مصدر قوته و استمراره و بدونها يتلاشى .
تعود أدراجك كي تعيد تلك الأشياء إلى سابق عهدها ، لكن هيهات ففيها البلور و الزجاج الشفاف و الثقة المطلقة البريئة ، لا شيء يعود معك رغم شوقه لموطنه الذي رفضه ذات مرة على ما في ذلك من موت و ذبول.
تنطفئ بداخلك جذوة العدوي الإجباري و غريزة تقدير الأشياء مهما كان حجمها على الرغم من أنها ببساطة تسد فراغا ربما هو بدونها مفزع و قاتل.
على ذات ألواح و دسر تلملم أشيائك في وجل العابرين و وحدك تحتسي كؤوس حنينك الطاعن و الأعين الصغيرة تنظر إليك بشغف و شوق لتفتح لك من الرقيم بابا ذهبيا يفضي إلى الخلاص الأبدي من كل ذنب أو خطيئة ارتكبتها ذات يوم باسم الحب ، نعم الحياة هي مجموعة من الأشياء الصغيرة و الكبيرة معا تشكل شخصية كل واحد منا لكن في صمت و هدوء.
ماذا أقول له لو جاء يسألني..
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟
ماذا أقول ، إذا راحت أصابعه
تلملم الليل عن شعري وترعاه؟
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟
وأن تنام على خصري ذراعاه؟
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء رباه؟
هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معا .. كنا قرأناه.
المصدر: صفحة هاشم عبد الرحمن