canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

وقفة على الأطلال.. إلى جيل الثمانينات.. / المرتضى محمد أشفاق

كان صاحبنا يفضل تلك الحياة البائسة، يتقاسم فيها مع أصحابه نتن الأفرشة الندية التي لا تطوى طوال السنة الدراسية، وعفن الطبقات المتراكمة من مختلف السوائل يزكم الأنوف، والأجسام الصغيرة المتمنعة على أسنان المكنسات الهتماء، تظهر كحبات جرب تتناثر على أجسام الحصر المنهكة…

من المدائن: مدينةR ومدينهG ومدينه بطوار، وحياة البؤس فيها تخرج معظم ساسة البلد، وقادته، وأطره…
في أرحام غرفها الضيقة تشكلت خلاياهم السياسية، وخضعوا للتكوين العقدي، وفاجأهم زوار السحر بطوالعهم الكريهة..
وفي تلك البيوت الواهية استأنس التلاميذ والطلبة بدروسهم، ورابطوا فيها مصممين على قهر العراقيل، والرضى، والطاعة لذات اليد القصيرة، فتفوقوا، وطاروا إلى أرقى الجامعات العالمية، وأظهروا فيها التميز، والنبوغ..
فيها سكن العلماء، ومنها لمعت نجومهم، وصعد ذكرهم، وتدفق عطاؤهم في الفجاج…
وفيها أقامت أسر مشاهير الفنانين، وسار صيتهم مع كل زقاق..
وفيها انتشرت المطاعم الرخيصة، ودلف إليها الفقراء، طلبة، وتجارا، وكادحين، يحتسون قهوة الصباح..
وفيها تسكعت صبايا هيف، بيض الترائب، متدربات حطتهن عواصف الأقدار التعيسة لتخلصهن من غيلان المجاعة في الأعماق، فلم يجدن وسيلة سوى التخلي عن بقية أخلاق وقليل من التقوى..
وفيها اشتهرت دكاكين الطرب، تغطي أبوابها صور سميرة توفيق، ووردة الجزائرية، وفهد بلان..

كانت بيوت تلك الأحياء متراصة تراص اللبِن باللبن، خاشعة في وَهَنٍ، متآكلة السقوف، يسيل من ثقوبها ندى الأطلسي ممزوجا ببول القطط السائبة، تغص بمعمِّرين من أجناس شتى، وأعمار مختلفة، يطبقون جميعا ظاهرة(سيرشارج)، يرغمون بيت الثلاثة لاستقبال العشرة، وينامون كحصائر الخبز، الجنب بالجنب، التصاق الخبزة بالخبزة، لا تأمن أن يحك جلدك ظفر غيرك حين تعجز يده عن شق الطريق إلى جسمه اللصيق بجسمك، وهي تتحسس وخز حشرة في الجانب الأيمن من بطنه..
كلما رأيت اليوم الزحام لدفع الملفات، أو للإدلاء بالأصوات تذكرت طوابير الراغبين في دخول تلك المراحيض اليتيمة القبيحة، وأهرامات الرجيع البشري ترتفع فيها مع كل زائر…
وجد صاحبنا نفسه منفيا في حي المساكين، في أمة طحنتها السنوات الشهباء، ولفظتها لتعيش قدرها الجديد في مدائن المنفيين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى