canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

الشاعر ووسائط الاتصال / باته بنت البراء

ليس من السهل كسر العادات الاجتماعية ولا تغيير الأنماط المعتادة في المسلكيات، فهي تحتاج الكثير من الوقت ولا تحدث إلا بالتدريج.
إلا أن ثورة الاتصالات أحدثت تحولات متسارعة خلخلت البنيات الاجتماعية وغيرت أنماط التواصل بين الأفراد، وجاء انعكاسها في عالم الشعر ثريا ومثيرا؛ فقد فتحت أفقا واسعا للتعاطي والحوار، وأسهمت في خلق تواصل فوري ومباشر بين الشاعر والآخر، فانتفت الحاجة إلى تحين فرصة زورة قد تكون أو لا تكون، واسْتُغْنِيَ عن رسول يثير الريبةَ، ويخشى الرقيبَ.

ظل لقاء الشاعر بمن يحب نادرا في أدبنا العربي قبل أن تخالطه لوثة العجمة، وتحكمه شروط التمدن، ولولا تلك الندرة لما عرفنا شعر جميل، ولا أحزان تَوْبَةَ، ولا بكائية ابن زريق.
لقد وفر انتشار الوسائط مناخ لقاء افتراضي يرضي شجن الشاعر، ويمنحه فسحة لقاء وأملا بالوصل دون رقيب ولا حسيب، فكيف كان ذلك؟

يقدم لنا الشاعر الشاب إفكُّ أحمد الشرف تجربة اللقاء في سردية بديعة:
الْبَـــالْ اعْــيَـاتْ الـرِّيـمْ اعْلِيـهْ @ أَتُّــوگْ، إِفْ مَسَـاجْ ؤُتِـمْحِـيـــهْ
وِيـعُـودْ – ؤُهَـاذَ شـِي بَـدِيهْ- @ حَــدْ أَنُّـو حَرْفَــيْـــنْ، ؤُفُـوكَــــالْ
نَــادِرْ فِـيـهَــا يَـوْمْ اتْـمَـشِّـيـهْ @ وِيـــلَا مَـشَّـــاتُـو مَــا يِــطْـــوَالْ
بالسَّـيْـفْ اشْوَيْ اتْگَطّعْ فِيـهْ @ كَـلْمَاتْ التَّحْتْ التَّحْتْ اگْــلَالْ
إِگْـــلَالْ، ؤُذَ فَـــاتْ أَرْضَ بِـيــهْ @ الْــبَــالْ، ؤُلَا گَــطَّــعْ لَـحْــبَـــــالْ
فَـيْـدِيهْ، إِلْلِّي گَـطَّـعْ فَـيْـدِيـــهْ @ لَحْـبَــالْ، ؤُلَا خَـــلَّاهْ إِفْ حَـــالْ
كَوْنُـو مِنْهَـا، مِنْ مِتْـنْ الْوَيْـلْ @ كَـانْ، إِيلَا فَـاتْ اللَّـيْـلْ اثْـگَــالْ
يَـجْـبَــرْ فَوكَـالْ، ؤُعَــادْ اللَّيْـــلْ @ يِـثْـگـالْ، ؤُلَا يَـجْـبَــــرْ فُـوكَـــالْ

فالقصة تبدأ بتلك الزيارة الخفيفة التي تقوم بها الريم للبال في الهاتف
وهو الوسيط المأمون، فترسل رسالة ما تلبث أن تمحوها، وكأنها تخشى
عين الرقيب، وتحذر أن تترك رسما على صفحة الهاتف حتى لا ينم بها:
الْبَـــالْ اعْــيَـاتْ الـرِّيـمْ اعْلِيـهْ @ أَتُّوگْ، إِفْ مَسَاجْ ؤُتِـمْحِـيـــهْ
والشاعر المتبتل انتظارا لتلك الزورة الخفيفة، يصف الرسالة التي نادرا ما تكون، وإن ساعد الحظ وجاد بها الزمان، فلن تعدو كلمات قليلة متقطعة تنطقها الحبيبة بصوت خفيض لا يكاد يبين، إلا أنها تُرضي شجن النفس، وتُحيي الأمل لدى الشاعر بالوصل، وتشد من عزمه على المواصلة أملا
في المزيد:
نَــــادِرْ فِـيهَـا يَــوْمْ اتْـمَــشِّــيـــهْ @ وِيـــلَا مَـشَّـــاتُـو مَـا يِــطْــوَالْ
بالسَّيْفْ اشْوَيْ اتْگَـطّـعْ فِـيـهْ @ كَـلْمَاتْ التَّحْتْ التَّحْتْ اگْلَالْ
إِگْـــلَالْ، ؤُذَ فَــــاتْ أَرْضَ بِـيـهْ @ الْــبَــــالْ، ؤُلَا گَـــطَّـعْ لَـحْـبَـــالْ
فَيْــدِيهْ،…
غير أن الحدث الذي جعل الأمل يتبدد، وحد من عزم الشاعر على المواصلة هو الخطة الجديدة التي انتهجت في التعامل معه، فأقصت بذلك كل حلم باللقاء:
فَيْــدِيهْ، إِلْلِّي گَطَّـعْ فَيْـدِيـــهْ @ لَحْـبَــالْ، ؤُلَا خَــــلَّاهْ إِفْ حَـالْ
كَوْنُو مِنْهَـا، مِنْ مِتْنْ الْوَيْـلْ @ كَـانْ، إِيلَا فَاتْ اللَّيْـلْ اثْـگَــالْ
يَجْـبَـــرْ فَوكَالْ، ؤُعَـادْ اللَّيْــلْ @ يِـثْگـــالْ، ؤُلَا يَـجْـبَــرْ فُـوكَــــالْ

هنا تصل القصة نهايتها المؤلمة؛ فسهر الانتظار، وقيام الليل تبتلا في محراب الهاتف، لم يعد مجديا بعد أن أقلعت الفتاة عن عادتها القديمة بإرسال فوكال هامس مختصر في الهزيع الأخير من الليل.

هذه الحادثة مثلت اللحظة التي هزت كيان الشاعر وأودت بصبره، حين خلا الهاتف ليالي تباعا من أية كلمات أو همسات من طرفها، وهي الكلمات التي تبعث النبض في نفس الشاعر ، وترد للروح ذماءها.
جاءت هندسة الضمائر في النص شاهدة على أن الحبببة بطلة القصة بلا منازع، فهي من تتصدر الأفعال فتنجزها، أو تعدل عنها فتقصيها؛ ترسل صوتية في أخريات الليالي فيزهر الأمل في نفس الشاعر، ولكنها ما تلبث أن تهجر هاتفه وتتركه نهبا للانتظار، وقد وهن منه العزم، وتقطعت بأحلامه السبل، هكذا ظل ضمير الأنثى مهيمنا على فضاء النص، فاعلا في الحدث: (اعْــيَـاتْ – أَتُّوگْ – ؤُتِـمْحِـيـــهْ – اتْـمَـشِّـيـهْ – وِيـلَا مَـشَّـــاتُـو – اتْگَطّعْ فِيـهْ – ). وبالمقابل ظل الشاعر محكوما بفعلها، رهين الواقع المتقلب والأمل المأزوم: (اتوگْ اعليه – ؤُذَ فَاتْ ارْضَ بِيهْ – گَطَّـعْ فَيْـدِيـــهْ لَحْبَالْ – ألْلِّي گَطَّـعْ فَيْـدِيـــهْ لَحْبَالْ – ؤُلَا خَلَّاهْ إِفْحَالْ – كَانْ يَجْبَرْ فَوْكَالْ – ؤُلَا يَجْبَرْ فَـوْكَالْ ).
إن الشاعر إفك أحمد الشرف يؤسس بامتياز للمدرسة العذرية في “الشَّاتْ” والتي لا ينال صاحبها مِنْ مَنْ يحب مُبْتَغًى، ولا يشفي منه غليلا، رغم طي المسافات، واختفاء الرقيب، وحرية التصرف لدى الآخر.

ويحاول شاعر ثان أن يعـقـد حبل الوصل مع من التقى عرضا واستجدى منها أن تراسله على الهاتف، فتعده وعدا خلبا، وبعد حين من الانتظار تتصل من رقم مجهول لتؤكد له تعذر الوصول إلى الحي الذي تسكن فيه:
إِفْ لِكْصَـرْ َگَـَبْـلْ ازْمَـيْـنْ @ اجْـبَـــرْتْ احْـدَيْــــدْ ازْوَيْـنْ
سَــوَّلْــتُـو عَـنْ فِامْـنَــيْــنْ @ اجْـــــبَــــــارُو يُــــــقَـــــــــــدَّرْ
نَـكْـفَـــرْ لِي بِالـتَّـلْـفِــيـــنْ @ ؤُتَـلْـفَــنْ لِي بَعْـدْ اشْهَــرْ
جَ َگَــــايِــلِّـي فِِالْـحِـــيــــنْ @ مِــنْ رَقْـــــمْ ؤُلَا يَـظْــهَــــرْ
مَـا يَِــگْـــدِرْ يَـلْــحَـَگْـ حَــدْ @ حَــوْمِـــتْـــنَ مِـنْ لِـكْـصَـــرْ
وَأَلَّا ذَ حَــــالِـــــتْ بَـعْـــدْ @ ابْــــرَ طَـــاحِـــتْ فِابْــحَـــــرْ

ولعل شاعرا ثالثا بدا أوفر حظا من سَابِقَيْهِ، رغم بعد الشقة وقلة الزاد، فقد وصلته عينات من الحديث: فمرة تبريعه، وطورا شعر، وأحيانا حديث عن حالة الطقس حيث تقيم:
هُـونْ أَرَگَـــاجْ إِفْ مَسَـــاجَـاتْ @ مَشَّالِي بِاكْـلَامْ اعْــلَ الشَّـاتْ
يَـوْمُـو ذَاكْ، ؤُمَـــشَّ شِـيَّــاتْ @ مَـاهُــمْ يَـاسِـــرْ يَغَـيْـر انْـعَـــاجْ
تِـبْـــرِيـعَـه مَــرَّه، وِابَّــيْــــتَــاتْ @ امْنِ الشِّـعْـرْ، ؤُخَـبْـــرْ أَلَجْـــلَاجْ
الْـبَـــرْدْ الْـهَـــكْ، اعْــلَ مَــرَّاتْ @ مَـشَّـــاهْ إِفْ مَـــسَـــاجْ أَرَگَـــاجْ
وِامْـعَ عَـنِّي مَــانِي مَــزْرُوفْ @ إِلْ مَـسَـــاجْ، ؤُعَـنُّــو مِــغْــدَاجْ
فِلْيِسْبِگْ، ذَانَ عِدْتْ ؤُتَوْفْ @ مَسَّـاجْ إِفْ مَسَاجْ إِفْ مَسَّـاجْ

لقد منح الشات الشعراء فسحة للقاء الافتراضي الذي ظلت تحكمه بقية أخلاق ومسحة من حياء، ولكن ظهور “اسناب” و”التيك توك” انحسرت معه مدرسة “الشاتْ”، وغابت شعرية الكلمات أمام السفور المعلن والحديث الماجن والصور الخليعة.
لقد كان “الشات” بحق إمام المدرسة العذرية في عالم الوسائط، وبانحساره ينحسر الشعر ويُفْسَحُ المجال للمدارس القائمة على السفور والصوت والصورة، والشاعر لا يحب السفور لأنه يعتنق الخيال، ويضيق بالوفرة ذرعا لأنه بطبعه ملول.

المصدر: الفيسبوك – صفحة باته بنت البراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى