ثقافة وفنموضوعات رئيسية
ها هنا نظمٌ يُستخرج من محاريب الضاد.. / كبرياء رجل

ها هنا نظمٌ يُستخرج من محاريب الضاد، وتُنتشل كلماته من صميم الملكوت اللغوي، كأنما أُفرِغ عليه سبك الإعجاز، ووشّته يدُ من تمرّس بنقش الحروف على خدود البيان، واستضاء بمشاعل العارفين.
قصيدةُ الشيخ العلامة أحمد محمد المجلسي ــ طيب الله ثراه ــ ليست محض مدحٍ تقليدي، بل سِفرٌ سامق في مدارج التحنان النبوي، وفي مديح خير البرية ﷺ. تقاطرت فيها دموع الحنين، وتضعضعت قوافيها تحت وطأة الأشواق، ثم ما لبثت أن سمت وسما بها الذوق، حتى اتكأت على عرش البلاغة بجبين لا يعرف الذلّ.
هي من أوائل ما حفظتُ في مطالع صباي، وظلّت تسكنني كلما نادى قلبي للمدينة، وكلما تاقت روحي إلى ظلّ الرحمة المهداة ﷺ. تمثّل لي الكثير، لا لأنها جميلة فحسب، بل لأنها نشأت معي، ورافقتني كأعذب أنشودةٍ في دروب العشق النبوي، وصارت بعض وجداني، وبعض سرائري التي لا يبلّغها القول.
موسيقاهَا عذبة، وألفاظها من نخبة العربية، لا يعرفها إلا من أمعن النظر في بطون المتون، وأدام السجود في محراب النحو والصرف والبيان. تحاكي بها النونُ الساجعةُ أنينَ العاشقين، وتناجي الألفُ السامقةُ أهلَ السِرّ من العارفين.
وقد شُيّدت أبياتُها كما تُشيّد منائر العابدين: على قاعدة الحنين، وبملاط البصيرة، وسقفها الرجاء، ورياحينها دعواتٌ يعبق منها الإيمان واليقين.
إنها من تلك القصائد التي لا تُقرأ، بل يُتطهّر لها، وتُستفتحُ بها قلوبُ المستشفعين، في حضرة النور الكامل، سيدنا محمد ﷺ، حيث لا تسكن اللغة إلا إذا سكنت تحت ردائه، ولا تستوي الفصاحة إلا إذا أرخت جدائلها بين يديه.
رحم الله المجلسي، فقد فاضت روحه إلى بارئها، وترك لنا هذا المديح العابق، لئلّا تنطفئ جذوة المحبة فينا، ولا تنكسر سيوف الرجاء في صدورنا.
كامل الإجلال، وبالغ التقدير.
لمن مدح خير من وطئ الثرى، عليه أزكى الصلاة وأتمّ السلام.
أتذري عينُهُ فضَضَ الجمان
غراماً من تذَكّره المَغاني
مغانٍ بالعُقيقِ إلى المنقّى
إلى أحدٍ تذكرُها شجاني
ومن تَذكارِ منزلةٍ بسلع
إلى الجمّا تعاني ما تعاني
فهل عزم يصول على التواني
وهل بعد التباعد من تدانِ
وهل أغدو بكورَ الطير رحلي
على وجناء دوسرة هجان
تَبُذُّ العيسَ لاحقَةً كلاها
وتطوى البيد مسنَفَةَ اللبانِ
تُرى بعد الدؤوب كأخدري
بيَمؤودٍ أرنّ على أتانِ
حداها شوق دار الفتح مثوى
إمام الرسل مأمن كل جان
ومعقل من تعاورَه الدواهي
وكاسب معدم وفكاك عان
بعيشك صف شمائله فإني
أحن إلى شمائله الحسان
يلاقي المعتفين بهم رحيما
لدى اللزبات منهَمِر البنان
يجود من العيون بمكفهرّ
يسح على القلوب مدى الزمان
ويوليها إذا صدئت جلاء
لما فيهن من صدإ وران
ويشفى بالمسيس عضال داء
دوٍ ما للأساة به يدان
ويلقاهم بوجه أب عطوف
* رؤوف في القيامة ذي حنان
ويسقيهم وقد خرجوا ظماء
بأشهى من مروقة الدنان
وكم وافى القيامة من مسيء
عميد القلب ملتاثِ اللسان
عليه من الكبائر موبقات
يضيق بها بيان ذوي البيان
تأملها فلما أن رآها
تفوت العد أيقن بالهوان
فأضحى آمنا ما كان يخشى
ونال بجاهه أقصى الأماني
فظل لواه مأوى مستظل
وناهيكم بذاك علُوّ شان
يدير على العداة كؤوس صاب
كريه الطعم عند ذويه آن
فكم من موطنٍ ذرب شباه
أباد سراتهم وسبى الغواني
بذي لجَبٍ تضل البلق فيه
تظل الطير فوقهم دوان
على نهد المراكلِ شيظَميٍّ
أقبّ مُطَهم سلس العنان
وما ذو لبدتين ببطن ترجٍ
أبو شبلين مقروحُ الجنان
كصولته ولافيحُ الجوابي
تشابه ما لديه من الجفان
فما شمس الظهيرة يوم دجن
تحاكي وجنتيه ولا تداني
ولا بدر التمام إذا تبدى
يحاكي الوجه ليلة إضحيان
ملاحة خده لما رأتها
لدى إسرائه حور الجنان
صنعن كما صنعن نسا زليخا
لرؤية يوسف البهج الحسان
دنا في ذلك المرأى دنُوّاً
من الرحمن ما يدنوه دان
وذاك القرب تقريب اصطفاء
وليس عن المسافة والمكان
ملائكة الطباق السبع قامت
تبادلُ بالسجود وبالتهاني
وهل تثني العبيد عليك يا من
على أخلاقه تثني المثاني
فانت وسيلتي في كل كرب
عن الرحمن تفرجُ ما عناني
وأنت المرتجى والمنحمني
إذا ما الموت عن كثب رماني
بجاه المصطفى أدعوك يا ذا ال
عطايا والحنان والامتنان
وجد لي بالهدى وامنن بتوب
وكفر من ذنوبي ما دهاني
وحطنا واكفنا شر الأعادي
جميعا واضربن سور الأماني
المصدر: الفيسبوك – صفحة كبرياء رجل.
قصيدةُ الشيخ العلامة أحمد محمد المجلسي ــ طيب الله ثراه ــ ليست محض مدحٍ تقليدي، بل سِفرٌ سامق في مدارج التحنان النبوي، وفي مديح خير البرية ﷺ. تقاطرت فيها دموع الحنين، وتضعضعت قوافيها تحت وطأة الأشواق، ثم ما لبثت أن سمت وسما بها الذوق، حتى اتكأت على عرش البلاغة بجبين لا يعرف الذلّ.
هي من أوائل ما حفظتُ في مطالع صباي، وظلّت تسكنني كلما نادى قلبي للمدينة، وكلما تاقت روحي إلى ظلّ الرحمة المهداة ﷺ. تمثّل لي الكثير، لا لأنها جميلة فحسب، بل لأنها نشأت معي، ورافقتني كأعذب أنشودةٍ في دروب العشق النبوي، وصارت بعض وجداني، وبعض سرائري التي لا يبلّغها القول.
موسيقاهَا عذبة، وألفاظها من نخبة العربية، لا يعرفها إلا من أمعن النظر في بطون المتون، وأدام السجود في محراب النحو والصرف والبيان. تحاكي بها النونُ الساجعةُ أنينَ العاشقين، وتناجي الألفُ السامقةُ أهلَ السِرّ من العارفين.
وقد شُيّدت أبياتُها كما تُشيّد منائر العابدين: على قاعدة الحنين، وبملاط البصيرة، وسقفها الرجاء، ورياحينها دعواتٌ يعبق منها الإيمان واليقين.
إنها من تلك القصائد التي لا تُقرأ، بل يُتطهّر لها، وتُستفتحُ بها قلوبُ المستشفعين، في حضرة النور الكامل، سيدنا محمد ﷺ، حيث لا تسكن اللغة إلا إذا سكنت تحت ردائه، ولا تستوي الفصاحة إلا إذا أرخت جدائلها بين يديه.
رحم الله المجلسي، فقد فاضت روحه إلى بارئها، وترك لنا هذا المديح العابق، لئلّا تنطفئ جذوة المحبة فينا، ولا تنكسر سيوف الرجاء في صدورنا.
كامل الإجلال، وبالغ التقدير.
لمن مدح خير من وطئ الثرى، عليه أزكى الصلاة وأتمّ السلام.
أتذري عينُهُ فضَضَ الجمان
غراماً من تذَكّره المَغاني
مغانٍ بالعُقيقِ إلى المنقّى
إلى أحدٍ تذكرُها شجاني
ومن تَذكارِ منزلةٍ بسلع
إلى الجمّا تعاني ما تعاني
فهل عزم يصول على التواني
وهل بعد التباعد من تدانِ
وهل أغدو بكورَ الطير رحلي
على وجناء دوسرة هجان
تَبُذُّ العيسَ لاحقَةً كلاها
وتطوى البيد مسنَفَةَ اللبانِ
تُرى بعد الدؤوب كأخدري
بيَمؤودٍ أرنّ على أتانِ
حداها شوق دار الفتح مثوى
إمام الرسل مأمن كل جان
ومعقل من تعاورَه الدواهي
وكاسب معدم وفكاك عان
بعيشك صف شمائله فإني
أحن إلى شمائله الحسان
يلاقي المعتفين بهم رحيما
لدى اللزبات منهَمِر البنان
يجود من العيون بمكفهرّ
يسح على القلوب مدى الزمان
ويوليها إذا صدئت جلاء
لما فيهن من صدإ وران
ويشفى بالمسيس عضال داء
دوٍ ما للأساة به يدان
ويلقاهم بوجه أب عطوف
* رؤوف في القيامة ذي حنان
ويسقيهم وقد خرجوا ظماء
بأشهى من مروقة الدنان
وكم وافى القيامة من مسيء
عميد القلب ملتاثِ اللسان
عليه من الكبائر موبقات
يضيق بها بيان ذوي البيان
تأملها فلما أن رآها
تفوت العد أيقن بالهوان
فأضحى آمنا ما كان يخشى
ونال بجاهه أقصى الأماني
فظل لواه مأوى مستظل
وناهيكم بذاك علُوّ شان
يدير على العداة كؤوس صاب
كريه الطعم عند ذويه آن
فكم من موطنٍ ذرب شباه
أباد سراتهم وسبى الغواني
بذي لجَبٍ تضل البلق فيه
تظل الطير فوقهم دوان
على نهد المراكلِ شيظَميٍّ
أقبّ مُطَهم سلس العنان
وما ذو لبدتين ببطن ترجٍ
أبو شبلين مقروحُ الجنان
كصولته ولافيحُ الجوابي
تشابه ما لديه من الجفان
فما شمس الظهيرة يوم دجن
تحاكي وجنتيه ولا تداني
ولا بدر التمام إذا تبدى
يحاكي الوجه ليلة إضحيان
ملاحة خده لما رأتها
لدى إسرائه حور الجنان
صنعن كما صنعن نسا زليخا
لرؤية يوسف البهج الحسان
دنا في ذلك المرأى دنُوّاً
من الرحمن ما يدنوه دان
وذاك القرب تقريب اصطفاء
وليس عن المسافة والمكان
ملائكة الطباق السبع قامت
تبادلُ بالسجود وبالتهاني
وهل تثني العبيد عليك يا من
على أخلاقه تثني المثاني
فانت وسيلتي في كل كرب
عن الرحمن تفرجُ ما عناني
وأنت المرتجى والمنحمني
إذا ما الموت عن كثب رماني
بجاه المصطفى أدعوك يا ذا ال
عطايا والحنان والامتنان
وجد لي بالهدى وامنن بتوب
وكفر من ذنوبي ما دهاني
وحطنا واكفنا شر الأعادي
جميعا واضربن سور الأماني
المصدر: الفيسبوك – صفحة كبرياء رجل.