canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

وزير يبيت في جهنم… / المرتضى محمد أشفاق.

قال لي صاحبي والخوف على وجهه باد، وكفاه تفركان عينيه، وكلما فتحهما سال الدمع وهما تستترقان مغازلة النور…بين وقت وآخر يمسك أنفه ويحلب منه ملعقة ماء من السائل الذي لا يجف إلا ليتدفق من جديد…
قال أتعلم أني بت بشر حال، وعشت مآسي، وأهوالا تمنيت أن تزول ولو بموتي…
لم أصدق الأمر لأني مقصى بحميع مؤهلاتي، لكني تذكرت أن اثنين استدعيا في ظرف مشابه، أحدهما كان يقترض من غساله ألفي أوقية، والآخر كان في المرآب ليحرر سيارة من فئة حصانين محتجزة لعدم دفع أجرة الميكانيكي..
خنقتني مشكلة اللباس المدني، وكيف أتغلب على رائحة التحنيط في الألبسة المستهلكة التي لجأت إليها وقد توفي (صو مختار) (الرَّتايَّيْرْ)، الماهر الذي كان يطوع تلك الألبسة لتنسجم مع أحجامنا، بنتوءاتها، واعوجاجها، وعدم تناسقها، ودخلت في ورطة استقبال المهنئين، فأنا سأنزل ضيفا على صديقي في (نتك جنبه)، ولن يجدوا مساحة لركن سياراتهم، ولا يملك إلا عريشا، ومرحاضا يصطف أمامه خلق كثير دون انقطاع، بماذا سأشتري لهم كوكاكولا، وفانتا واسبرك وقد سمعت أنها من لوازم الاستقبال..والسائق قيل لي إن عليه نفقته كيف سأعيشه وأقدم له الهدايا..أم المشاكل هي السكن، من لي بتأجير المنزل اللائق وأنا صفر الجيب، فكرت في أن آخذ مبلغ التجهيز وأستقيل، فهو يساوي راتبي ثلاثة أعوام..
بعت منزلي المتواضع وتسع نعاج وعربة حمار، ووجدتني متسكعا في قريتي..وورطة الزينة وما أدراك ما هي، فقد قيل لي إن الرجال في هذه الحالة لا بد لهم من مستوى مقبول من الجمال، شعري عصي تتخلله مساحات صلع، ونقاط ثعلبة، وآثار الشمس والبقع المعتمة بادية على وجهي المتحفر، ولن تتختفي مهما بلغ المجملون من المهارة، وحسن الصنعة…وأنا أعاني من مشكلة(مكرش، والهر)، لن أتوفف عن الضحك والصراخ و(التكلاب) أثناء تدليك عمال الحمام لجسمي، ولن أتحمل لمس الحلاق للحيتي وتدليك وجهي..
وكلما نظرت في المرآة لأقارن وجهي مع وجوه زوار القصر، تذكرت حكمة محمود: شيخوخة الرجل تظهرها تجاعيد رقبته، وشيخوخة المرأة تجعل فمها بين مزدوجتين..
وبقي السجل ذو الحواشي الحمراء الذي لا أراهم يقرؤونه، كيف سأسأل عن فوائده…
ومشية(مَارْكَى لَى بَّا) التي يختالون بها، والمربعات الملساء أوه(أتفو) تلك أسقطتني مرات في دورات المياه…آه تذكرت أيضا أنني رجل مبوال، كيف سأطلب تلك الحاجة طلبات متكررة..وكيف تطلب، من الرئيس، أو من الوزير الأول؟ برفع الأصبع؟ ما ذا يقال؟
يا صديقي أنا بت في جهنم، حلمت أني أصبحت وزيرا..
تنفس الصعداء وقال حمدا لك يا رب أن جعلت ما عشته أضغاث أحلام، ونجيتني من وفود المهنئين، والملتحقين، والمنضمين، وغير ذلك من عناوين المنافقين..
وذهب لتحرير نعاجه وقد فاتها أول القطيع…صب العلف للحمار، نظر إلى دراعته الزرقاء، وتحسس جنبيه، ضغط عليهما بأصابعها لتتكور تحتهما جسيمات سوداء من عباءة الوسخ اللصيقة بجلده…
سعل، وبصق، فأصابت وجوه الحاضرين، زخات خفيفة قدرها محمود ب3مم..تمدد، فرقع أصابعه وهو يسأل عن ثمن مد الهبيد..


المصدر: الفيسبوك – صفحة المرتضي محمد أشفاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى