canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

انديونة العيد.. ذكريات المولد الجميلة / المرتضى محمد أشفاق

بداية السبعينات أحضرت أمه -في ما أحضرت-من مدينة الشيخ إبراهيم انياس (بطه) ضخمة فيها ألف حبة من آسببرين.(حب الراص).كانوا أطفالا يمشون إلى خيمة المدرسة المضروبة غرب الحي، لم تكن في الحي تجارة، لا خيز، ولا (امبسكيت)، ولا شيء (يذاق لطعمه كما يقول الكبار)، إلا حفنات من(بشنه)، يختلسونها من المزاود يأكلونها بالسكر- وهو إذ ذاك أندر-من الكبريت الأحمر.
فكر وزميلاه-ولهيب الجوع، وشدة الشره يشتعلان في بطونهم-في الحصول على ما يأكلون.
ذهب إلى (بطة آسببرين)، وغافل أمه، فأفرغ منها في غير تقتير حفنات في جيبه، مساهمة في تحضير وجبة لم يعرفوا بعد عناصرها..أحضر أحد الإخوة قدحا من دقيق اللبن المجفف(ميو) الذي أطلق عليه بعض الموريتانيين(داداه) لأنه من مواد الإسعافات التي وزعها نظام الرئيس المختار ولد داداه رحمه الله أثناء موجة الجفاف الشهيرة، أعان الأخ على الحصول على تلك المساهمة نوم والديه في القيلولة، وأحضر صديق آخر (أزلي) من السكر أخذه في غفلة من والدته..
أما الماء وهو أندر تلك العناصر جميعا فاختلسوه من قربة خيمة المعلم..
بدا للثلاثة دون سابق تخطيط أن يذيبوا كمية الآسبيرين كلها مع السكر في قدح الماء..ثم بدا لهم وهم يستجيبون لخواطرهم ارتجالا وبسرعة، ودون تفكير أن يصبوا بعض ذلك السائل على اللبن المجفف، ثم شرعوا يأكلونه، كانت الوجبة الغريبة شهية جدا، لكنهم أحسوا بما لم يجدوا له تفسيرا آنذاك، وهو الكثافة الطاغية على حلاوتها، أفرغوا في بطونهم ما شاء الله لهم أن يفرغوا، لكن الجنون لم يتوقف، فشربوا بعد هذا(ازريكت آسبيرين)..
انتبهت إحدى الوالدات إلى ما حصل بعد فوات الأوان..ودون الحاجة إلى إقرار تحت الإكراه، سردوا متبجحين تفاصيل العملية المجنونة..فكادت تطيش حزنا، وخوفا، واضطرابا، كانت تسترجع، وتحوقل، في أمل ويأس، والأطفال لا يفهمون شيئا، ولا يدركون مصدر قلقها، ولا سبب خوفها..
شاع الخبر، فاجتمع الناس حولهم، فشعروا بالخوف، الخوف من العقاب طبعا، لأنهم في ذلك العمر ما كانوا يتصورون أن يموت الإنسان إلا إذا ذبح كما تذبح الشاة..فهموا مما سمعوا من اللغط المهموس أن القوم يخافون على أعمارهم، ويخافون على عقولهم..ثم قالت إحدى الوالدات- ولها رأي في الطب التقليدي- إنه لا بد أن يستقاء رهط( امخاصير لخبار) فورا، لكن كيف؟(إديرو خمسه لي ما يكلعو عشره)..فجأة وجدوا أنفسهم(معتونا عليهم)، والوالدة الطبيبة تحمل في يديها كمية كبيرة من(ازبل) المليء بالحشرات الصغيرة، وبدأت عملية حشو أفواههم به، كانت الطريقة الوحيدة التي ابتكرتها لكي يقيئوا رغما عنهم، ويتخلصوا مما في بطونهم، وبعض الشر أهون من بعض(ولي ماهو لعمر مخلوف) لما رأى صاحبنا سائل (ازبل)، والحشرات الصغيرة تتفلت من أشداق صاحبيه(انطلص) منه القيء، وبدأ الثلاثة قذف ما أدخلوا بموجات متلاحقة عبر منافذ الأفواه، والأنوف حتى كادت أنفاسهم تتوقف، وكادوا يسكرون، ويغيبون عن الوعي..
أتحفظ على ذكر الأسماء أخاف أن يكون الصديقان من الرموز..
ذكرى مولد مباركة..
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه، اللهم ارحم والدينا، ووالديهم، ومن ولدوا، ومن له حق علينا، أو عليهم..اللهم انصر المجاهدين، وارفع عن غzة، وأهلها الكرب..


المصدر: الفيسبوك – صفحة المرتضى محمد أشفاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى