ثقافة وفنموضوعات رئيسية
التّطبيقات المالية.. نظرة لغويّة / د. محمد مصطفى زين

ممّا لا شك فيه أن سلامة اللغة أمر متعين شرعا وطبعا، ويتأكد الأمر في الألفاظ المستعملة بكثرة، ويزداد تأكيدا في العناوين التي تنتشر على كل حائط وتبث محتواها (السليم أو السقيم) لكل قارئ ومتلقّ.
وقد استوقفني من عناوين التطبيقات المالية اثنان، هما:
1- بنكيلي
لهذا التركيب احتمالان:
الاحتمال الأول: أن يكون “بنكي” اسما مضافا إلى ياء المتكلم و”لي” لام ملك جارةً ياء المتكلم، وفي هذه الحالة عليه مؤاخذتان:
– الأولى: أن الجار والمجرور هنا لغو خارج عن متعارف كلام العرب لأن إفادة الملك حاصلة بمجرد إضافة الاسم إلى ياء المتكلم كما تقول هذا ثوبي وهذا مالي، ولا تقول ثوبي لي ولا مالي لي، فاللام وما جُر به زيادة بلا إفادة وحشو بلا عائد، ولعل التعبير الذي يؤدي المعنى المراد هو ” بنكي معي، أو بنكي في يدي”.
– الثانية: وصل الكلمتين خطّاً وهذا مجانف لقواعد الإملاء.
الاحتمال الثاني: أن تكون “بنكي” فعلَ أمر من “بنْكَى المال يُبنْكِيه” أي أرسله عبر هذا التطبيق، و”لي” كحالها الأول جار ومجرور، وهذا الاحتمال أرجح قياسا على أضرابه من نحو (شرجيلي، تكسيلي..)، فمن ناحية سلامة الفعل معجميّاً يمكن أن يكون صحيحا على رأي أبي عليّ الفارسي الذي يرى اطراد الإلحاق ما دام جاريا على سنن كلام العرب، والإلحاق هو أن تَزيدَ الكَلمَة بحرفٍ لغَرَضِ جَعلِ مِثالٍ عَلى مِثالٍ أزيدَ مِنه ليُعامَلَ مُعامَلَتَه، ويمثلون له ب ”سَلْقَى” و”جَعْبَى” فهما فعلان ملحقان بـ “دحرج”، و”سرهف”، وأصلهما من جذري “س ل ق/ ج ع ب” (ينظر: المنصف لابن جني، ص 40، والارتشاف لأبي حيان 1/234)، فعلى هذا يمكن أن نجعل “بنكَى” فعلا منحوتا من جذر “ب ن ك” ملحقاً بالرباعيّ، ومع ذلك فعليه مؤاخذتان:
– الأولى: أنه فعل أمر معتل اللام فحقه أن يُجزم بحذف حرف العلة، فتقول “بَنْكِ لي”، لقول ابن مالك:
………… واحذف جازما ** ثلاثهنّ تقض حكما لازما
الثانية: كتابتها متصلةً.
2- مصرفي
وهو اسم مضاف إلى ياء المتكلم، وشكل الراء الصحيح فيه هو الكسر، لأنه اسم مكان من فعل “صرف يصرِف” كضرب يضرِب، واسم المكان فيما كان مضارعه مكسور العين حقه أن يجيء على وزن “مفعِل” لقول ابن مالك:
في غير ذا عينه افتح مصدرا وسوا *** هُ اكسرْ، وشذ الذي عن ذلك اعتزلا
المؤاخذة التي يمكن أن توجه للتطبيق ليست في كتابة النسخة العربية لكنها في نسخته الفرنسية حين جعلته (masrvi)، فلو أدرج حرف اللين (i) بين (r) و(v) لارتفع اللبس، ولذلك نرى الكثير من الناس ينطقه بالفتح خطأً لغياب التشكيل في النسخة العربية وغياب ما يقوم مقامه في الفرنسية.
د. محمد مصطفى زين.
المصدر: مجموعة اتحاد الادباء والكتاب على الواتساب.
وقد استوقفني من عناوين التطبيقات المالية اثنان، هما:
1- بنكيلي
لهذا التركيب احتمالان:
الاحتمال الأول: أن يكون “بنكي” اسما مضافا إلى ياء المتكلم و”لي” لام ملك جارةً ياء المتكلم، وفي هذه الحالة عليه مؤاخذتان:
– الأولى: أن الجار والمجرور هنا لغو خارج عن متعارف كلام العرب لأن إفادة الملك حاصلة بمجرد إضافة الاسم إلى ياء المتكلم كما تقول هذا ثوبي وهذا مالي، ولا تقول ثوبي لي ولا مالي لي، فاللام وما جُر به زيادة بلا إفادة وحشو بلا عائد، ولعل التعبير الذي يؤدي المعنى المراد هو ” بنكي معي، أو بنكي في يدي”.
– الثانية: وصل الكلمتين خطّاً وهذا مجانف لقواعد الإملاء.
الاحتمال الثاني: أن تكون “بنكي” فعلَ أمر من “بنْكَى المال يُبنْكِيه” أي أرسله عبر هذا التطبيق، و”لي” كحالها الأول جار ومجرور، وهذا الاحتمال أرجح قياسا على أضرابه من نحو (شرجيلي، تكسيلي..)، فمن ناحية سلامة الفعل معجميّاً يمكن أن يكون صحيحا على رأي أبي عليّ الفارسي الذي يرى اطراد الإلحاق ما دام جاريا على سنن كلام العرب، والإلحاق هو أن تَزيدَ الكَلمَة بحرفٍ لغَرَضِ جَعلِ مِثالٍ عَلى مِثالٍ أزيدَ مِنه ليُعامَلَ مُعامَلَتَه، ويمثلون له ب ”سَلْقَى” و”جَعْبَى” فهما فعلان ملحقان بـ “دحرج”، و”سرهف”، وأصلهما من جذري “س ل ق/ ج ع ب” (ينظر: المنصف لابن جني، ص 40، والارتشاف لأبي حيان 1/234)، فعلى هذا يمكن أن نجعل “بنكَى” فعلا منحوتا من جذر “ب ن ك” ملحقاً بالرباعيّ، ومع ذلك فعليه مؤاخذتان:
– الأولى: أنه فعل أمر معتل اللام فحقه أن يُجزم بحذف حرف العلة، فتقول “بَنْكِ لي”، لقول ابن مالك:
………… واحذف جازما ** ثلاثهنّ تقض حكما لازما
الثانية: كتابتها متصلةً.
2- مصرفي
وهو اسم مضاف إلى ياء المتكلم، وشكل الراء الصحيح فيه هو الكسر، لأنه اسم مكان من فعل “صرف يصرِف” كضرب يضرِب، واسم المكان فيما كان مضارعه مكسور العين حقه أن يجيء على وزن “مفعِل” لقول ابن مالك:
في غير ذا عينه افتح مصدرا وسوا *** هُ اكسرْ، وشذ الذي عن ذلك اعتزلا
المؤاخذة التي يمكن أن توجه للتطبيق ليست في كتابة النسخة العربية لكنها في نسخته الفرنسية حين جعلته (masrvi)، فلو أدرج حرف اللين (i) بين (r) و(v) لارتفع اللبس، ولذلك نرى الكثير من الناس ينطقه بالفتح خطأً لغياب التشكيل في النسخة العربية وغياب ما يقوم مقامه في الفرنسية.
د. محمد مصطفى زين.
المصدر: مجموعة اتحاد الادباء والكتاب على الواتساب.



