canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
موضوعات رئيسية

السفر في العيون.. ثراء لغوي و متعة فنية/ لحــسن بـنـيــعـيــش

    احتفاء بعيدها العالمي الحادي عشر، يسرني أن أشارك القراء رحلة وسفر في العيون بين الثراء اللغوي، و المتعة الفنية، للوقوف على كثرة الألفاظ، ودقة المعاني، وجمال الصورة، وبراعة البلاغة و المجاز…

يقول الشاعر :

                     “وإذا العيون تحدثت بلغتها     ***      قالتْ كلاما لم يقله خطيب”

جاء في معلقة امرئ القيس:

                  “و ما ذرفت عيناك إلا لتضربي   ***  بسهميكِ في أعشار قلب مقتل”

استعار السهم للتعبير عن التأثير في القلب و جرحه إلى حدّ الموت أو القتل و منه قول الشاعر معاتباً:

                 “أعيناي كُفا عن فؤادي فإنه   ***  من البغي سعي اثنين في قتل واحد”

وللبحث عن حالة فيزيائية مستحيلة يستوي فيها الفعل و رد الفعل في القوة يقول إيليا أبو ماضي متمنيا:

              “ليت الذي خلق العيون السّودا   ***   خلق  القلوب الخافقات حديد”

و هذا محمود درويش في استعارة جميلة:

” نيرون مات، و لم تمت روما

بعينيها تقاتل”

و هو من أدخلته البندقية في الحب الممنوع و في حالة بالغة القدسية يقول:

“بين ريتا وعيوني بندقية

و الذي يعرف ريتا ينحني و يصلي

لإله في العيون العسلية”

أما بدر شاكر السياب و في مطلع واحدة من أروع قصائده: “أنشودة المطر” و في انزياح غير مسبوق:

“عيناك غابتا نخيل ساعة السحر

أو شرفتان راح ينئا عنهما القمر”

للتعبير عن حالة من التيه و الضياع. وهذا نزار قباني يختزل كل ما يملك موظفا اسلوب الحصر:

“أ أقول أحبك يا قمري؟

آه لو كان بإمكاني

 فأنا لا أملك في الدنيا

إلا عينيك وأحزاني”

و الشاعر السوداني ادريس جماع الذي مات و هو يعشق الجمال عبر بكلمات رقيقة و أسلوب رهيف في قصيدة “أنت السماء”:

“و نظرت في عينيك

آفاقا و أسرارا و معنى”

و صدق عباس محمود العقاد لما عرف أن الشاعر بمستشفى المجانين عندما قال:

“هذا مكانه، لا يقول هذا الكلام عاقل”

و الشاعر نفسه ما يقول على عيون الممرضة في لندن بنظرتيها أو بدونهما:

“و السيف في الغمد لا تخشى مضاربه

و سيف عينيك في الحالتين بتّار”

حين ترجم لها ما قاله بكت، و اعتبر أبلغ بيت في الغزل في العصر الحديث.

و امتدادا لأثر العيون و في استعارة جميلة يقول كُثيّر عزّة:

                     “رمتني بسهم ريشه الكحل لم يجز    ***    ظواهر جلدي وهو في القلبِ جارح”

و في صورة شعرية ملفتة يقول الشاعر:

“قد يخطئ رأسك قناص، فتصيبك عيون امرأة

 لتهديك الحياة”

عيون تنقذك من الموت، لتدخلك على الفور في غيبوبة دائمة. و للعيون معاني لغوية كثيرة منها:

  • الطرف: ج أطراف و طوارف، و امرأة مطروفة فاترة العين، ونظر بطرف خفي، نظرة في استحياء أو خوف:

                “نظرت بطرف العين خـيــفة أهـــلــها   ***   إشـارة مـذعــور و لـم تـــتــــكـــــــلـــــم

                فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا   ***  و أهلا و سهلا بالحبيب المتيم”

و جاء في المقدمة الغزلية لقصيدة البردة :

               “وما سعاد غداة البين إذ رحلوا *** إلا أغن غضيض الطرف مكحول”

  • المقلة: ج مقل، و هي شحمة العين التي تجمع البياض و السواد، و هي الحدقة و قيل هي العين كلها، وسمية مقلة لأنها ترمي بالنظر، و المقل: الرمي. يقول امرؤ القيس:

                     “لها مقلة لو أنها نظرت بها    ***     إلـــى راهـــب قد صـــــام لله و ابـــتــهــــل

                      لأصبح مفتونا معنى بحــبها    ***     كأن لم يصم لله يوما و لم يصل”

و في قصيدة “راحلة”:

“وهذا المساء و حمرته من لظى وجنتيك

يحادثني الصمت في مقلتيك

و نظرتك الحلوة الذابلة بأنك عن حينا راحلة”

  • الجفن: ج الجفون والأجفان، يقول الشاعر:

                      “رحلت منكم باك بأجفان شادن    ***    علي وكم باك بأجفان ضيغم”

و يقول أمير الشعراء:

                        “مضناك جفاه مرقـده            ***        و بـــــــكـــاه و رحـــــــــم عــــــــوده

                         حيران القلب مـــعـــــذبه           ***        مقروح الجفن مسهده”

  • اللحظ: ج ألحاظ و هو النظر بشق العين أو مؤخرها:

                        “له خال على صفحات خد     ***      كنقطة عنبر في صحن مرمر

                          و ألـــــحاظ كأســيــاف تــنادي     ***     على عاصي الهوى الله أكــبر”

و في تشبيه ضمني لا أروع و لا أحلى يقول ابن الرومي:

                     “نـظـرت فـأقـصـدت الفــــــؤاد بلحــــــــظها     ***   ثـــم انـــثــــنـــت عـنـه فـظـــــل يـهـيـم

                       فالموت إن نظرت وإن هي أعرضت     ***   وقــع الســــهام و نزعـــــــهـنّ ألـيـــــم”

  • الحور: اتساع العين مع شدة بياض لبياضها و شدة سواد لسوادها فرجل أحور  و امرأة حوراء:

                          “حور سقتني كأس الموت أعينها     ***   ماء سقـتـنـيه تلك الأعين الحور”

و يقول بشار بن برد:

                         “وحوراء المدامع من مــعد        ***       كــأن حـديـــثـها ثـــمر الجنــان

                           إذا قـامت لـمشـيـتها تثنت      ***     كأن عظامها من خيزران”

 إن هذه الثروة المعجمية، منحت الأدباء و الشعراء طاقة تعبيرية هائلة، فوقفوا على مواطن الجمال لإثارة الذوق في سلاسة وعذوبة وانسجام. و تبقى العربية دائما بأعيننا و كلّ عام و لغتنا الجميلة بألف خير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى