خواطر: “أدب شعبي” وذكريات/ خناثة بنت بكار
أراحت لقلبي عازب الهم والهوى
ربوع بذات الريع شرقي ذي الهوى
و ألوت بصبر بعد صبري منازل
بجنبة ذات الدخن في ملتوى اللوى
الي قوله بردالله ضريحه:
شهيا و أدنيناه إذ هو مجتوى
….._قاطعه ذو بزة عديمة اللون لتعرضها لعوامل التعرية إستوردها المستعمر عام حصرة ألاگ بعد طول انتظار في رفوف ملابس الجند- من أين والي أين ؟
لأكتشف وانا حديثة العهد بتامورت محمودة ان العسكري التعيس حديث التحويل من بير ام أكرين ومازال يعبر ب “أياك” عن “حكالل”….
ترجل أحد الثلاثة وأوقد سجارة.. تشي ملامحه بنسبه العريق.. سمعته يترنم:
آَذَنَتنا بِبَينِها أَسماءُ … رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنهُ الثَواءُ
آذنتنا ببينها ثم ولت
ليت شعري متى يكون اللقاء
فترددت في أذني كثيرا ” ليت شعري متى يكون اللقاء”
بدأ صوت الموسيقى يتراجع رويدا رويدا وكانت التيدينيت تقارع فاقو وتشعر ان صوت آردين الذي تم بإتقان شكمه ليلازم تتبع المهر وعلي تقليد مدرسة تكانت تستعد السيدة بصوتها اللذي لايعدل أناقته الا مظهرها لتنشد بيت حرب ،في زحمة السير .
نزل احدهم وبقي إثنان .وماكادنا نسلم من صلاة المغرب حتى انطلقنا فالمسافة طويلة وغير معبدة ومازال الحرج ينحسر ويرتفع حتى ناديته بسمه واسم أبيه . هل مازال (فلان) يتردد من حين لآخر علي المنازل الغربية من أتنيب؟.. صمت وكأنه يحاول التملص من الجواب .
قال ” مندر كان اهل السهو مزالو يدخل فاقو بامچچاي “؟
هذا شئ لاأستطيبه .. لقد ادركت السلف وادركت من أدرك أبفال ولد امحمادو والأسلم عندهم “” الشح””لقد كان يدرك جيدا عشقي لتتبع آثار السلف في صنعته .وقد قال الأمير الدان في دار ول ابن ول المقداد انتوم اهل الگبله ماتعرف أخبيط الفايز .
بعد دساعة ونصف توقفنا لتناول الشاي.. جلس بجانبي وهمس نعم تلك عادة تلازم (فلان) رحمه الله…
قام ليتفقد المحرك والعجلات فأدرك عطبا في (أرويل) فانتهزتها فرصة للتعرف علي المكان فقد كان الجو معتدلا، وأنا مرهقة من طول الجلوس، فقلت أتمشى قليلا ….
اغرتني هدأة الليل وآنسني صفير (الركاش) وخشخشتة .. فخلعت نعلي لاتمتع بنعومة الرمل المهاجر من الشرق البعيد ،كنت ألامسه فأشعر بتناغمه وتآلفه رغم اختلاف ألوانه ومواطن ،لكن يجمعه هدف واحد ويشترك في هواية الرحيل ، وفي نشاطه المنتظم .لعل الذي يميز الرمل عنا نحن البشر تخلصه من الماضي …. صاح بي فجأة لاتبتعدي فنحن مسافرون . نعم مسافرون ، تلك المهنة التي يتقنها البشر او بالاحرى تتقنه فعجلة الزمن لاتعرف التوقف . وذلك موضع إشكال صاحبنا منذ نزول آدم الي الارض .
17 تعليقات