canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
تحقيقات ومقابلات

النانه الرشيد تكتب من غرناطة لـ”مورينيوز” عن “الحمراء” وبدو الصحراء وشواهد التاريخ

تتراءى غرناطة لزوارها مرتفعات جبلية تكسوها غابات الزيتون، و كلما اقتربوا منها أكثر، ترتفع للناظر قمم سلسلة سيرا نيفادا” sierra Nevada”، جاثمة كنسر أبيض، تروي أوردته الغائرة في باطن الأرض مدينة بني الأحمر مذ حكموها قبل أكثر من 700 سنة .
خيل لي و أنا أخطو أولى خطواتي نحو مدينة تُسر الحزن و تعلن المرح، أني أسمع صهيل الخيل و صيحات التهليل و الدعوة لحماية الحصون و صد فلول الإسبان.. أرى رايات الميامن و المياسر، خيل لي اني أسمع نحيب آخر المودعين و استغاثات أولى السبايا. على موعد مع الحمراء،” “زهو جدودنا” كما ادعت دليلة الشاعر نزار الإسبانية و حسرتنا كما نقر نحن.. أحث إليها الخطى و الشوق يبذر بفؤادي الشغف و الحنين، فتنمو أغصان الخيبة و الألم .
“الحمراء “، كتبت بحروف عربية أصغر حجما من كتابتها بالإسبانية، عند مدخل القصر المحروس بعناية، كشاهد على انتصارهم و هزيمتنا، و لربما كانت تلك الحروف العربية المغتربة، الإلتفاتة الكريمة الوحيدة التي “أغدق ” بها ورثة ازابيلا على عرب قد يأتون للبكاء عند الطلل. في تراثنا الصحراوي مثل يضرب للتعبير عن الغباء و السذاجة، يقال فلان أو فلانة ” إولي مع لثر”، و لم أستطع في يوم من الأيام اقتفاء أثري عائدة ،كنت أضيعه رغم الطرق الرملية، هذه المرة الوحيدة التي قررت، ورغم مضي قرون طويلة عن آخر قدم عربية غادرت غرناطة مودعة بالدمع الحمراء ، قررت اقتفاء الأثر ساذجة حزينة. و أنا أمشي بين رياض جنة العريف “Generalife” الفواحة، بساتين ملوك غرناطة، و ممرات فسحهم الضيقة الأنيقة، إلتمست لأجدادي من بدو “البيظان” عذرا في ترحالهم المزمن، و إغفالهم اعمار الصحراء، فمنذ مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه و العرب في تناحر بيني لا شفيع فيه حتى الدين الاسلامي. و من السخافة أن يترك المرء شواهد هزائمه، و لربما أدركت اسبانيا ذلك أيضا و لم تترك في الصحراء الغربية أي أثر ذي قيمة، بل تركتها يبابا كما وصلتها، نكاية بالذين تركوا فيها قصر الحمراء شاهدا منتحبا حتى يوم القيامة .
لا يمكنني وصف قصر الحمراء، كان هناك الإنسان الجهبذ الخبير، القادر على تطويع الطبيعة، لكن الحمراء مرادف بالمخيلة العربية لرخاوة العزيمة، و شره السلطان المفضي للإندثار و الهزيمة،
 فيما كنت أقطع  الممر الرابط بين الحصن و قصر السباع، كان عبد الله صالح مفخخ الفود، جثة هامدة، يحملها في خرقة بالية أبناء عمومته، ليلقون بها في حوض سيارة عابرة لصحاري لم تعرف مذ تولت بلقيس غير العصبية القبلية و الحمية الجاهلية. لا مكان لي هنا..آن لي أن انصرف .

 

تاريخ النشر الأول 5 ديسمبر 2017

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى