دعم خليجي لمجموعة الساحل وإحجام جزائري
باريس (رويترز) –من جون أيريش ومارين بينتيير– قال زعيما فرنسا ومالي يوم الأربعاء إن قوة عسكرية من غرب أفريقيا تدعمها فرنسا بهدف التصدي للإسلاميين المتشددين ينبغي أن تحقق أول انتصاراتها بحلول منتصف 2018 لتثبت جدارتها وتضمن مزيدا من الدعم الملموس من الأمم المتحدة.
ودشنت قوة دول الساحل الخمس، المعروفة اختصارا باسم جي 5 والمؤلفة من قوات من جيوش مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، عملية عسكرية رمزية بمناسبة تشكيلها في أكتوبر تشرين الأول وسط تنامي الاضطرابات في منطقة الساحل التي يتسلل عبر حدودها السهلة الاختراق متشددون بينهم عناصر تابعة لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
لكن فرنسا التي لها نحو 4000 جندي في المنطقة تقول إن المتشددين حققوا نجاحات عسكرية ورمزية في غرب أفريقيا في الوقت الذي تواجه فيه قوة جي5 صعوبات للحصول على التمويل اللازم وأن تصبح فعالة.
ولمنح دفعة للقوة استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قادة ألمانيا وايطاليا وزعماء الدول الخمس المشاركة في القوة بالإضافة إلى وزيري خارجية السعودية والإمارات.
وفي مؤشر على أن دولا خليجية عربية تسعى لكسب نفوذ في المنطقة تعهدت السعودية ودولة الإمارات بدفع 130 مليون يورو (152.75 مليون دولار) يوم الأربعاء رغم أن المبادرة لم تنل تأييدا من الجزائر.
وقال رئيس مالي إبراهيم أبو بكر كيتا خلال مؤتمر صحفي عقب القمة التي شملت نحو 15 دولة لمناقشة عمل القوة ”فيما يتعلق بقوة جي5، نحن مدركون أن الوقت ينفد“.
وأضاف ”هناك حاجة ملحة اليوم بأن نحقق نتائج في المعركة ضد الإرهاب على وجه السرعة“ محذرا من احتمال تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط إلى غرب أفريقيا.
ولم يفلح حتى الآن الآلاف من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوات الفرنسية والمدربين العسكريين الأمريكيين والطائرات بدون طيار في وقف الموجة المتنامية من عنف المتشددين مما دعا القوى الدولية لتعليق الآمال على القوة الجديدة.
ورغم المساعي الفرنسية لا تحصل القوة على دعم مالي مباشر من الأمم المتحدة بسبب المعارضة الأمريكية مما يزيد من صعوبة حصولها على نحو 500 مليون دولار كتمويل مبدئي للعمليات والعتاد.
يرى ماكرون في عمل قوة جي5 بشكل كامل استراتيجية خروج على المدى البعيد لقواته التي تدخلت في 2013 لسحق تمرد في شمال مالي.
وقال ماكرون ”لدينا هدف بسيط للغاية وهو أن نحقق أول الانتصارات في النصف الأول من 2018“. وأضاف أن الهدف هو ضمان أن يكون أفراد القوة مستعدين بحلول ذلك الوقت.
*دعم خليجي عربي وإحجام جزائري
دعم ماكرون القوة بشكل شخصي وطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المساهمة في تمويلها عندما اجتمع معه الشهر الماضي.
وأكدت السعودية يوم الأربعاء أنها ستقدم 100 مليون يورو للقوة بينما ستقدم الإمارات 30 مليون يورو ليصل إجمالي التعهدات إلى أكثر من نصف المبلغ المستهدف. ومن المقرر أن يقام مؤتمر منفصل للمانحين في 23 فبراير شباط.
وقال جلال حرشاوي الباحث في جامعة باريس 8 ”الإمارات والسعودية مهتمتان بالساحل. الحصول على مقعد على الطاولة والنظر إليهما باعتبارهما أصحاب مصلحة أمنية، هو أمر يتناسب مع استراتيجيتهما“.
وقال ماكرون إنه يريد أن يضغط على مجلس الأمن لتحويل أموال من بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي وقوامها عشرة آلاف جندي إلى قوة جي5.
وكانت الجزائر من أبرز الغائبين عن المؤتمر. وتشعر السلطات في باريس بالقلق من أن الجزائر لا تتعاون بشكل كامل في التصدي للمتشددين الذين ينشطون على طول حدودها أو تضغط من أجل تطبيق نتائج محادثات السلام في مالي والتي لعبت فيها دور الوساطة.
وقال ماكرون ردا على سؤال من صحفي ”كل من يريد أن يشارك في تحالف الساحل موضع ترحيب. زرت الجزائر الأسبوع الماضي ودعوتها للتعاون بشكل أكثر إيجابية مع العمل الذي نقوم به اليوم. هذا قرار الجزائر لكنني أريد (مساعدتهم)“.
ولا تزال الجزائر، التي رفضت المساهمة في القوة عندما زارها ماكرون يوم الخامس من ديسمبر كانون الأول، تتعامل بتشكك مع أي نشاط عسكري قرب حدودها تقوم به فرنسا التي كانت تستعمرها.
وقال رئيس الوزراء أحمد أويحيى إن البعثة تقوم بأنشطة قائمة لأن الجزائر تنسق بالفعل مساعي مكافحة الإرهاب مع مجموعة دول الساحل الخمس منذ أكثر من عشر سنوات.
تعليق واحد