مكناس حكمتها أميرة موريتانية أنجبت رؤساء
مكناس – ” مورينيوز” – من سيدي ولد سيد أحمد البكاي – لا يستطيع زائر مكناس المدينة التاريخية إلا أن يندهش لمعالمها الجميلة من باب المنصور ذي النقوش الفسيفسائية ، وأسوار القصر الملكي العتيقة، إلي مسجد بريمة وسيدي عثمان والقصر الجامعي الذي يعتبره المغاربة متحفا للفن.
ولعل أبرز ما شدني هو ضريح السلطان مولاي اسماعيل مؤسس المدينة في نهاية القرن التاسع عشر، الذي ترقد بجانبه أميرة موريتانية هي لاله خناثة بنت بكار.
وإذا كنت موريتانيا مثلي تشعر وأنت في هذا المكان برباط قوي يشدك. لعله التاريخ المشترك المتداخل كما يقول الباحث الموريتاني في سلك الدكتوراه المقيم في المدينة محمد سعيد ولد محمد الحسن: ” ترتبط صورة الشنقيطي ( الموريتاني) في أذهان المكناسيين يأيام السلطان مولاي اسماعيل وزوجته الموريتانية لاله خناثة بنت بكار، وبأيام كانت الوفود الأدبية تشكل روابط حميمية ، وجسور مودة”. ويشير ولد محمد الحسن إلي وصول العلاقات ” في بعض الأحيان الى درجة الانتصار لبعض امراء بلاد السيبة ( اسم أطلقه بعض الباحثين علي موريتانيا القديمة) في استرجاع ملكه”.
فقد اصطحب القاضي عبد الله بن رازكه الأمير علي شنظورة إلي مكناس وجهز له السلطان مولاي اسماعيل جيشا بقيادة أخيه استعاد به السلطة. وكان القاضي والشاعر ولد رازكة صديقا حميما للسلطان مولاي اسماعيل”، وقد ساهم في التواصل الثقاقي بين موريتانيا القديمة والمغرب خلال تلك الفترة.
ويقول الطالب الباحث سيد احمد ولد البيان أن “لهذه المدينة ارتباط وثيق بتاريخ الموريتانيين سواء في القديم او في التاريخ المعاصر حيث أن آخر عسكريين حكما موريتانيا تخرجا من الأكاديمية الملكية هناك”. وهما الرئيس الحالي الجنرال السابق محمد ولد عبد العزيز، وسلفه العقيد علي ولد محمد فال. وهذه النقطة يقول الباحث: ” لم تغب عن أذهان المكناسيين، مما انعكس على تعامل أهل مكناس مع الجالية الموريتانية” التي يبلغ عددها نحو المائتين.