35 فرنسيا حكموا موريتانيا 55 عاما من خارجها
عندما زرتُ مدينةَ سينلوي (اندر) بالسنغال لأول مرةٍ حَرَصت على زيارة بعض معالمها؛ سواء تعلق الأمر بالمكاتبِ الإدارية التي كانت في الأصل مكاتبَ حكومة موريتانيا في عهدِ الاستعمار الفرنسيِّ، أو تعلق الأمرُ ببقايا دار أهل أبنو المقدادْ التي كانت مَثَابة للموريتانيين وفيها يقول الشاعر المُجيد سيديا ولد هدَّار رحمه الله:
هَاذِ الدارْ اللي لا اخْلاتْ ** عادتْ فيهَ لفلوحَه
بيهَ الاگْدامْ ءُ لا اتْباتْ ** ليلَه ما هِي مفتوحَه
وكان لا بدَّ من المرور عبرَ جسر “فيديرب”، ومشاهدةِ جسر أهل محمد الحبيبْ، أو غير ذلك من المواضع التي صارت مع الزمن جزءا من ذاكرة الموريتانيين التاريخية.
كان المستعمر الفرنسي يحكم موريتانيا من مدينة سينلوي (اندَرْ)، وربما نكون بذلك الدولة الوحيدة في العالم التي كان الاستعمار يحكمها من مركز خارج ترابها. وقد استمر هذا الحكم بشكل فعلي أزيد من 55 سنة تعاقب خلالها العديد من الفرنسيين على تسيير شؤونِنا.
أسماء وتواريخ.. من كبولاني إلى آنتونيوس
تعاقبت على حكم بلادنا خمسة وثلاثون حاكما فرنسيا وهذه مسمياتهم وتواريخهم:
• كبولاني(Xavier Coppolani)، (من 12 مايو 1903 لغاية 12 مايو 1905).
• الرائد فريرجان(Louis Frèrejean)، (12 مايو 1905 الى 27 مايو 1905).
• العقيد كابديبوسك(Bernard Laurent Montané-Capdebosq)، (27 مايو 1905 إلى نوفمبر 1907).
• الكولنل غورو(Henri Joseph Eugène Gouraud)، من نوفمبر 1907 إلى 1909.
• الرائد كلوديل(Commandant Claudel)، 1909.
• الملازم أوبير(Lieutenant Aubert) 1909.
• العقيد باتي(Henri Hippolyte Patey) (1 يناير 1910 إلى 1 مارس 1912).
• شارل موري(Charles Paul Isidore Mouret) (1 مارس 1912 إلى 25 مايو 1914).
• لويس أوبيسيي(Louis Jules Albert Obissier) (مايو 1914 إلى 20 نوفمبر 1916).
• هنري غادن(Nicolas Jules Henri Gaden) (20 نوفمبر 1916 إلى 9 نوفمبر 1926).
• آلبيريك فورنييه(Albéric Auguste Fournier)، (9 نوفمبر 1926 إلى 13 يناير 1928).
• ألفونس شوتو(Alphonse Paul Albert Choteau)، (13 يناير 1928 إلى 21 نوفمبر 1929).
• رينيه شازال(René Héctor Chazal)، (21 نوفمبر 1929 إلى 19 يونيو 1931).
• غابرييل ديسيمي (فترة أولى) (Gabriel Omer Descemet)، (19 يونيو 1931 إلى 22 يونيو 1933).
• لويس آنطونيينه(Louis François Antonin)، (22 يونيو 1933 إلى 7 أبريل 1934).
• غابرييل ديسيمي (فترة ثانية) (Gabriel Omer Descemet)، (7 أبريل 1934 إلى 5 يوليو 1934).
• أدولف ديت(Adolphe Deitte)، (5 يوليو 1934 إلى أغسطس 1934).
• جان شازيلا (فترة أولى) (Jean-Baptiste Victor Chazelas)، (أغسطس 1934 إلى 1 نوفمبر 1934).
• إدوار برينو(Richard Edouard Brunot)، (1 نوفمبر 1934 إلى 15 أبريل 1935).
• جان شازيلا (فترة ثانية) (Jean-Baptiste Victor Chazelas)، (15 أبريل 1935 إلى 10 نوفمبر 1935).
• مارسيل دي كوبيه(Jules Marcel de Coppet)، (10 نوفمبر 1935 إلى 1 سبتمبر 1936).
• جان بيريس (فترة أولى) (Jean Louis Beyries)، (1 سبتمبر 1936 إلى 24 أكتوبر 1936).
• أوزوالد دوران(Oswald Durand)، (24 أكتوبر 1936 إلى 7 أغسطس 1938).
• شارل أندريه دوماس(Charles André Dumas)، (7 أغسطس 1938 إلى نوفمبر 1938).
• جان بيريس (فترة ثانية) (Jean Louis Beyries) (نوفمبر 1938 إلى 4 مايو 1944).
• جان شالفيه(Jean Chalvet) (أبريل 1942 إلى مايو 1944).
• كرستيان لغريه(Christian Robert Roger Laigret) (4 مايو 1944 إلى 31 يوليو 1945).
• رينيه بابين(René Babin)، (31 يوليو 1945 إلى 30 أبريل 1946).
• جورج بوارييه(Georges Poirier) (30 أبريل 1946 إلى 19 يوليو 1947).
• لوسيان جاي(Lucien Eugène Geay) (19 يوليو 1947 إلى 31 ديسمبر 1947).
• هنري دي مودوي(Henry Jean Marie de Mauduit) (31 ديسمبر 1947 إلى 7 أغسطس 1949).
• لويس تيراك(Louis Terrac) (7 أغسطس 1949 إلى 27 سبتمبر 1950).
• جاك روغي(Jacques Camille Marie Rogué) (27 سبتمبر 1950 إلى 25 أبريل 1952).
• بيير مسمير(Pierre Messmer)، (25 أبريل 1952 إلى 6 أبريل 1954).
• ألبرت موراغ (فترة أولى) (Albert Jean Mouragues) (6 أبريل 1954 إلى 23 يونيو 1955).
• جان باريزو(Jean Paul Parisot) (23 يونيو 1955 إلى 14 مايو 1956).
• ألبير موراغ (فترة ثانية) (Albert Jean Mouragues) (14 مايو 1956 إلى 5 أكتوبر 1958).
• هنري برنار(Henri Joseph Marie Bernard) (5 أكتوبر 1958 إلى فبراير 1959).
• جان آنتونيوس( Jean Pierre Anthonioz) (فبراير 1959 إلى 28 نوفمبر 1960).
حكام ومواطنون.. من هنا وهناك
تولى أربعةُ حكام فرنسيين تسييرَ البلاد مرتيْن متفاوتتيْن وهم: “ديسمي” و”شازيلا” و”بيريس” و”موراغ”. والوحيد من هؤلاء الحكام الذي قتلته المقاومة الوطنية هو “كبولاني”. ومن بينهم من له شهرة واسعة خارج موريتانيا مثل: “غورو” الذي تولى مناصب عسكرية وسياسية في سوريا وفي المغرب بعد مغادرته بلادَنا. ومنهم من تولى رئاسةَ الوزراء بفرنسا بعد ولايته في موريتانيا مثل “بيير مسمير”. وواحد منهم كان بروستانتيا وهو: “مارسيل دي كوبيه”. وقد بادوا جميعا، وكان آخرهم موتًا “مسمير” الذي قضى في 29 أغسطس 2007.
يذكر أن الأمير بكار بن اسويد أحمد رحمه الله تعالى مات شهيدا يوم بوگادوم في أفله بعد قتال مع الكتيبة التي قادها الرائد “فريرجان”، وذلك صبيحة الأربعاء 1 إبريل 1905م.
والعقيد “غورو” هو من قاد حملة كبيرة لاحتلال أطار سنة 1909. وفي “كولنل غورو” يقول سيديا بن أحمدو بن قطرب الديماني الذي توفي رحمه الله منفيا في تنبكتو:
أحرَمْنِي يالرَّبْ امنْ النارْ ** عاگبْ ذَ من صَوْعْ الكفارْ
مَـــــــــرّگْنِ كُولُنَلْ ادْيَارْ ** ما نتخمَّمْ عنهَ نرْحــــلْ
گَسْتْ أطارْ ءُ جَانِي فأطارْ ** وإتْركْتْ أطارْ إلْ كولنلْ
ءُ گِسْتْ التَّل ءُ لاَنِي باغيهْ ** ما نبغِي كنتْ إنْگِيسْ التَّلْ
يغيـــــرْ إبْلَدْ كاملْ ما فيهْ ** كُولنَلْ ألاَّ متْعـــــــــــدَّلْ
ويذكر أن العقيد “باتي” قاد بنفسه في 21 يناير 1912 معركة تيشيت التي جرح فيه الأمير سيدي أحمد بن أحمد ولد عيدة رحمه الله وأخذه أسيرا إلى مدينة اندر كما هو معروف.
كان الموريتانيون يسمون العقيد باتي “أبو خمسة خطوطٍ”، تعبيرا عن شارة رتبته العسكرية التي على منكبه. قال القاضي محمذن بن محمد فال رحمه الله عند زيارة “باتي” منطقة الترارزة سنة 1911 وسلوكه المتغطرس:
وذو الخطوط الخمس جاء والورى ** تسير من أمامه ومن ورى
وهم على السير ذوو إقبــــــــال ** وهْوَ بذاك السير لا يبالــــي
وفي عهدِ العقيد “باتي” تم ترسيمُ نظامِ المساعدين العسكريين “گوميات” (Goumes) وكذلك نظام الجمَّالة(Méhariste). وشكِّلت ثلاثُ مجموعات من “گوميات”: واحدة بآدرار واثنتان بالترارزة. كما شكلت أربع فرق من الجمَّالة: إحداها في آدرار وأخرى في الترارزة وثالثة في تگانت ورابعة في العصابة. وعهد إلى هذه الأنظمة بحراسة مداخل البلاد ومخارجها، وإراغام السكان على توفير التموين من غلات وحليب ولحوم، وتأمين وسائل النقل من جمال وثيران وحمير وغير ذلك مما يسهل عمليات تحرك الجيش الفرنسي والقوات المساعدة.
ومن أكثر الحكام الفرنسيين اعتناءً بتاريخ موريتانيا “هنري غادن” الذي جمع الكثير من المخطوطات التاريخية الموريتانية، كما طلب من بعض المؤرخين تآليفَ في ذلك المجال؛ فعلى سبيل المثال: ألفَ العلامةُ الأديبُ امْحمدْ بن أحمد يوره رحمه الله كتابَه “إخبارُ الأحبارْ بأخبارِ الآبارْ” في ذلك السياق. ويذكر أن الكثير من الكتب التاريخية المحلية قد كتبت بطلبٍ من بعض الحكام الفرنسيين؛ ومن أمثلة ذلك كتاب سيدي بن الزين العلوي رحمه الله: “كتاب النسب في أخبار الزوايا والعرب”، ومثال ذلك أيضا ما كتبه الشيخ سعدبوه بن الشيخ محمد فاضل والشيخ سيدي محمد بن الشيخ أحمدو بن سليمان الديماني رحمهما الله تعالى من كتابات تاريخية نشرها الباحث الجزائري المتفرنس إسماعيل حماد على شكل ملاحق في نهاية كتابه المنشور سنة 1911:
Hamet Ismaël, Chronique de la Mauritanie Sénégalaise, 1911, Ernest LEROUX.
وفي عهد “غادن” تم نفي المقاوم الجليل الشيخ حماه الله رضي الله عنه إلى مدينة المذرذرة وأمضى فها أربع سنين من 1926 إلى 1930.
وفي عهد “كريستيان لغريه”، وفي سنة 1945، تم ضم منطقة الحوض إلى إدارة أرض الوطن بمدينة اندر، بعد أن كان المستعمر اقتطعها قسرا وجعلها تابعة للإدارة الفرنسية ببامكو عاصمة مالي.
وفي فترة “جورج بوارييه” نص القانون الفرنسي على وضع موريتانيا ضمن ما يعرف بإقليم ما وراء البحار، فصار يحق لساكنتها انتخاب نائب عنهم في الجمعية الوطنية الفرنسية؛ ففاز أحمدو ولد حرمة، وبدعم من لامين غاي وسنغور، على منافسه إيفون رازاك في 10 نوفمبر 1946.
وخلال ولاية “ألبير موراغ” وقع الانتخاب على المعروف عند الموريتانيين بعبارة “زرگ وي ونون” أي الاقتراع بـ(لا) أو (نعم)، وذلك بعد مصادقة الجمعية الوطنية الفرنسية في 23 يونيو 1956 على “قانون دي فير” (Loi Deferre) أو القانون الإطاري، الذي من شأنه أن يفتح الباب أمام موريتانيا والمستعمرات الفرنسية الأخرى للحصول على الحكم الذاتي الداخلي وترك تدبير الشؤون المحلية لأبناء البلد. وبمناسبة الاقتراع بـ(لا) أو (نعم)، قال الأديب أحمد سالم ولد ببُوطْ:
وَيْ ءُ نُونْ ألاَّ خياراتْ ** والمخيَّر ماهُ مغبونْ
وَيْ امحاليَّ فالحسناتْ ** وامحاليَّ فالفظة نُونْ
وهو تعبيرٌ جميل عن الحالة المترددة التي كان يعيشها الناخب الموريتاني؛ حيث تقتضي الأخلاق والورع التصويتَ بـ”لا”، في حين يقتضي الحفاظ على المصالح المادية وكسب وُدِّ الإدارة الفرنسية التصويتَ بـ”نعم”.
وبعض هؤلاء الحكام ترك كتبا عن موريتانيا مثل “فريرجان” في كتابه (موريتانيا من 1903 إلى 1911)، و”غورو” في كتابه: (ذكريات إفريقي)، و”بيريس” الذي يمكن قراءة نصه حول “تطور مجموعات البدو الموريتانيين الاجتماعية والثقافية” من خلال هذا الرابط:
http://www.mr.refer.org/numweb/spip.php?article43
انْدَرْ.. العاصمة الأولى لموريتانيا
انْدَرْ هي التسمية الولفية الشائعة عند الموريتانيين لمدينة سينلوي، وهي مدينة سينغالية ساحلية تقع على دلتا النهر السنغالي عند مصبه في المحيط الأطلسي. وقد ظلت خلال فترة الاستعمار الفرنسي لموريتانيا من 1903 إلى 1958 عاصمة موريتانيا. وفي القديم كان الموريتانيون يقسمون مدينة انْدَرْ إلى عدة أقسام: القسم الشرقي وهو تَينُجِگَيْنْ، والقسم الأوسط وهو انْدَرْ الأبيض، وتفصلهما قنطرة بنيت في القرن التاسع عشر في عهد الوالي الفرنسي لويس فيدريب(Louis faidherbes) وتعرف عند المورتيانيين بـ”صالة تَينُجِگَيْنَ” اي قنطرة تَينُجِگَيْنَ أو “صالة امَّيسَ فَدْرُو” وهو تصحيف لـ(Monsieur Faidherbes). وفي انْدَرْ الأبيض مكاتب الإدارة الفرنسية ومنازل الموظفين وأحياء منها: سَنْدُونَه ولَوْضَة.
وفي اندر الأبيض كذلك دار أهل أبنو المقدادح تلك الدار التي لم يبق منها عندما وقفت عليها في نوفمبر 2001 سوى أطلال شاهدة على أن البقاء لله وحده. ولم يعد يرى الرائي سوى أساس الدار التي كان منزلا ذا طوابق، له شرفات وسلالم تحدث عنها الشعراء وتغنوا بوصفها. ويوجد في أحد جوانب فنائها قبر قيل لنا إنه قبر والدة أهل ابنو المقداد: كمبَه آنْ بنت همات آنْ، الكاتب والمحلف الشهير بمدينة اندر في القرن التاسع عشر.وقد سمى بعض الموريتانيون بناتهم على “كمبَه آنْ” مطلقين عليهن تسمية: “كمبانْ” التي ليست سوى تحريف بسيط لاسم هذه السيدة. وقد قلت حين رأيت ما آلت إليه دار أهل أبنو المقداد، وكيف حولها كر الجديدن من منزل عامر موعود إلى طلل شاخص مهجور:
دارُ ابنِ مقْدَادٍ وآثارُهــــــا ** كانت كما قالوا لنا عامــــــرهْ
واليومَ لا ترى سوى حائــــطٍ ** أطلاله من قِدَمٍ داثــــــــــرهْ
سبحانك اللهم يا خالقــــــي ** ما أقرب الدنيا من الآخــــــره
أما القسم الغربي من المدينة الذي تفصله عن اندر الأبيض قنطرة أهل محمد الحبيب فيسمى آگْمَيْنِي ويسمى بالفرنسية(Quartier des pêcheurs) أي حي الصيادين.
يقول امحمد بن أحمد يوره الديماني رحمهم الله تعالى ذاكرا بعض أحياء هذه المدينة التي سكنها الموريتانيون كثيرا وعرفوها وعايشوا أهلها:
تطاولَ ليلِي ولَمْ يَنْقَضِ ** ظلامٌ أحاطَ ولم أنْهَضِ
فتَبًّا للَوْضَ ورهبَانِهَا ** إلى قصر سنْدُونَة الأبْيَضِ
فَتَينُجِگَيْنَ فَگِرْجَانُهَا ** لقصرِ سلَيْمَانَ ذي المربَضِ
وخلال غربة المجاهد الأمير سيدي أحمد بن أحمد بن عيدة قال “گافه” الشهير وهو محتجز في مدينة اندر:
مَارتْ عندِي ** عنِّي مگبوظْ
نوكلْ وحدي ** كِيف أمَكْروظْ
كما قال الأمير سيدي أحمد وهو في طريقه إلى آدرار وقد ترك مدينة اندر وراء ظهره وبدأت معالم مرابعه تبدو:
حَامِدْ لَلَّه اللِّي ابْعَـــــادْ ** انْدَرْ ءُ زَيْنْ ادْيـارُ
وُافْرَغْ لِمْحارْ اُعادْ زَادْ ** يُورَ مَنْبَتْ بِاحْجارُ
وللمختار بن حامد رحمه الله تعالى مقامة أدبية جميلة تسمى المقامة الأندرية (نسبة إلى مدينة اندر) وبدايتها: “خَرَجْتُ إِلَى قَنْطَرَةِ “تِينُ جِگَيْنْ” * أَعْتَبِرُ بِمَنْ يَمُرُّ عَلَيْهَا مِنْ “گُورٍ” وَ”جَگَيْنْ” * فَوَقَفْتُ بِجَانِبِهَا الْغَرْبِيِّ * أَرْصُدُ مُرَورَ الْعَجَمِيِّ وَالْعَرَبِيِّ * فَمَرَّ الْوُلْفُ وَالتَّكَارِيرُ * وَالْفُلاَّنُ وَالبْنَابِيرُ * وَمَرَّ الْفَوَارِسُ * أَهْلُ الْقَلاَنِسِ * مِنَ الْفَرَانِسِ * وَأَسَاتِذَةِ الْمَدَارِسِ * وَتَلاَمِذَةِ الْكَنَائِسِ…”
كما يصف الشاعر الفذ سيديا بن هدار موكب الأمير التروزي أحمد سالم ول إبراهيم السالم رحمهما الله مارا بقنطرة أهل محمد الحبيب في الجانب الغرب من اندر:
مولْ الملك الحيْ السبحانْ ** تبـــارك وتعــــالَ
درجَ عاطيهَ ما تنهانْ ** ما جَابرْ حَدْ ألْ ذَاك آلَ
طرُّ حالَ ذاك إللِّي بانْ ** أحمد سالمْ يالرجــالَ
ذاك أميرْ الدرجَه والشانْ ** تتگامطْ بيه الزمـالَ
مستگبل نافد موريتانْ ** امكرطِي من ساحل صالَ
فـوگو ظـلالَ فّارَدَانْ ** والدرجَه فوگْ ظلالَ
ذيك الحاَل من فم اتبان ** هي حالتْ ذيك الحالَ
تحتفظ مدينة اندر بالعديد من المعالم والكثير من الوثائق المتعلقة بموريتانيا مع أن أغلب تلك النصوص تم نقله إلى الوثائق الوطنية بنواكشوط أو إلى المكتبة الوطنية بوزارة الثقافة. ومن بين تلك الوثائق تقارير وصور لم تنشر بعد… ولعله من المفيد أن نستفيد في كتابة جانب من تاريخنا السياسي والاجتماعي من أرشيف هذه المدينة والتعريف به خدمة لتاريخ موريتانيا.