ابنة الصياد (5): وقعتُ في حب عسكري فرنسي وعشت معه من دون زواج بموافقة أمي وأخي
يرحل Auguste ” المُتَأسْلم” الى بلده، فقد ترك في فرنسا زوجته الرسمية وبناته وحياة أسرية قائمة ……………………..
تحكي بنت اطويلب : ” … خلال إحدى حلقات السمر في بيتنا باكجوجت، حيث المُتسامر يتناول الشاي ويجود بشيء..، بَعثَ إلىَّ البعض من رفاق Auguste الفرنسيين، يلتمسون امكان قضاء وقت معهم وتناول الشَّاي .. قد كنت جميلة وغير مرتبطة.. كان من بينهم مترجم عسكري، شاب، وسيم، أشقر بعيون زرقاء، فارع القامة، من مدينة ليون ، وقعت في حبه من النظرة الأولى وأصبحت ألتقيه في بيت معرفة لي، سيدة عجوز، لها ابنة وحيدة من سنغالي ولا تقيم معها.. توطدت علاقتنا في الخفاء، وكنا ككل الشباب نتبادل الودَّ و القُبَل و لا أكثر… كان عسكريًّا بامتياز، خاض حرب الجزائر وربما الهند الصينية، لا يفقه كلمة من العربية، مثلي تماما بالنسبة إلى الفرنسية.. كان كريمًا معي… فرغم كون الفرنسيين يأخذون النساء أحيانا عنوة، إلا أنهم كانوا أيضا كرماء معهن يعطوهن المال والإبل والنخيل.. و حصَّلَّت منهن نساء أعرفهن و من محيطي الأسري ثروة معتبرة.
في سنة 59 – 60 بَعثَ إلينا شقيقي رسالة من افديرك تفيد أنه التحق بالحرس الوطني، وأنه حُوِّل الى نواكشوط مع النقيب Goupil ، ” المتزوج” من ربيبة والدي من زوجته الجديدة، وطلب منا الانتقال من اكجوجت و الالتحاق به.. و بناء على ذلك طلب خليلي الفرنسي بدوره التحويل الى نواكشوط…
حين وصلنا نواكشوط، لم يكن لدينا سِنْتًا، كانت نواكشوط عبارة عن منازل طينية ب” لكصر”، و”عنقار” كبير للجمعية الوطنية، وفيلا صغيرة للرئيس، إضافة الى خيام و أكواخ مبعثرة ، و بعض شجيرات زهر- القات، زُيِّنَ بها الشارع استعدادا لحفل الاستقلال..
طلب منا خليلي الفرنسي أن نقيم بجواره ، بين القلعة العسكرية Fort Cappolani ، التي شيدتها فرنسا على بعد ثلاثين الى أربعين كلم شمال نواكشوط، وقرية صغيرة لإيمراكَن ، كانت رائحة الماء كريهة والآبار مالحة، ومع ذلك لم نحتج لشيء فقد تكفل خليلي بكل شيء،…
كانت هذه هي المرة الأولى التي تعمَّدْتُ فيها أن أكون مع مسيحيٍّ، وبدافع العاطفة والحب،.. قَبِلَ أخي الذي لا يتدخَّلُ عادة في شؤون الآخرين أن أقيم مع صديقي الفرنسي على أن تبقى والدتي- التي احْترمت هي الأخرى قراري- معه،.. لكن أمام اصراري وبُكائي رضخ لطلبي وانتقلتُ وإياها و ضربنا خيمتين قرب القلعة على شاطئ المحيط واحدة لإقامتها، والثانية لنا،.. أنا وحبيبي؛
كان خليلي متحكِّمًا، مجنونًا بالغيرة، يميل للعنف أحيانا، وجعلنا مع الوقت في وضع يشبه السَّجن، لم يكن بيننا هذه المرة عقد زواج ولا شيء.. كان يتناول معنا الغداء ويقضي معي الليل… ولم تعترض والدتي على طبيعة هذه العلاقة الغريبة على المسلمين،.. و هو بالتأكيد خيار خاطئ من وجهة النظر الدينية…. لكن الله شاء، و هذا مكتوب .
طلبني للزواج، ولمرافقته إلى ليونْ لكن رفضتُ رغم حبي الشديد له، حملتُ منه في وقت لاحق وتعرَّضتُ للإجهاض.
استُدعِيَّ خليلي المظلي لفرنسا، حان يوم رحيله،.. نمتُ معه للمرة الأخيرة تحت النجوم في هواءٍ طلقٍ لطيف…
ولَّدَ لديَّ رحيله – رغم قساوة سلوكه – فراغا نفسيا كبيرًا.. لكنَّ إحساسي بالتَّحرر من السيطرة الذكورية كان مبعث راحة على الأقل.
استأجرنا بيتا صغيرا بلكصر بخمسين افرنكا، تعرَّفتُ على سيدتين، احداهما أم لطفل فرنسي مثلي، وتُماثلني في العمر، ربطتنا صداقة عميقة.. وبدأنا نرى نخبة نواكشوط منْ مثقفين وغيرهم تستعرض أمامنا… كانوا كذباب على شريحة عسل،.. قررَّت القطيعة مع الزواج ، … و بدأ الرّجال بالتَّحلق حولي لتتشكل منهم شلة خلان مع الوقت…..”
…………….
يتبع بإذن الله
بنت اطويلب: وقعت في حب عسكري فرنسي وعشت معه من دون زواج بموافقة أمي وأخي