“ابنة الصياد 7: “قولبني” كزافيي المسيحي المتعصب وعشت معه وأنجبت ابنة دون زواج/ عرض الدهماء
تواصل بنت اطويلب هنا رواية قصتها بعد الاستقلال حينما تحولت إلى نادلة في حانة تلبس كما تلبس بريجيت باردو وتقدم الطعام للزبناء..ترقُصُ التانغو في بعض الأماسي، وتقدِّمُ الخمور للاعبي البوكر في السَّهرات الخاصة….
………في الحانة- المطعم تعرفتُ على الفرنسي الثالث في حياتي Xavier ، خرِّيج مدرسة فرنسا- ما وراء البحار ، مستشار فني متعاون ، مقيم منذ سنة في موريتانيا، وسيم، لطيف ، درس اللغات الشرقية، و كان مقتدرا في اللغة العربية لكنه يرفض التحدث بها، معتبرا أن النسخة الموريتانية منها ليست عربية، و لا يهتم بالحسانية التي يراها مجرد لهجة.
Xavier متعصب جدا لفرنسا العمق، فرنسا التقاليد، مسيحي ملتزم ، مارس لعبة البوكر بالمال مع رواد المطعم إلى أن أصبح ماهرا..
كنا نتنزه سويا، نخرج للبحر أو السينما.. طلبَ مني الانتقال للسكن معه في فيلا قرب حي les blocs ” ابلوكات” بمحاذاة المنزل السابق للرئيس المختار ولد داداه و غير بعيد من السوق، و على اليمين توجد فيلاهات للموظفين الفرنسيين الكبار..
أعاد كزافيي قولبتي على النمط الفرنسي، بدأتُ أتكلم الفرنسية بشكل صحيح.. تحررتُ من وطأة التقاليد، و تعلمتُ قيادة السيارة..
احتفظتُ بشلة أصدقائي الموريتانيين في ظل علاقة مرتبكة مع خليلي الجديد، فقد كان يعيشُ صراعا داخليا مردّه مكانته الاجتماعية ، فهو سليل العقلية المحافظة لفرنسا القديمة ، ولم أكُنْ من مُستواه، كان من الصَّعب عليه بخلفيته التربوية المسيحية جدا تقبل مساكنة امرأة من غير زواج، وبدوري كمسلمة كان الأمر محرجا لي أمام الآخرين.. رغم أني بدأت انسلخ من تقاليدي باتجاه تقاليده.
كان كل منا يرتاد محيطه الخاص.. كنت في ذلك الوقت أعرف الرئيس السابق (…….) كان وقتها (…..)، كنا نلتقي مع آخرين على كثيب أمام البيت، نختلق القصص المضحكة، نحكي الخرافات و نقرض الشعر.
حملتُ من شريكي الفرنسي بابنتي الأولى Virginie قبل الزواج.. و وضعتها في فرنسا في ظروف عانيت فيها البرد والغربة والوحدة، كما عانيتُ من تعقيداتٍ صحية ونفسية و عدتُ لبلدي ..
طلبني اكَزافيي للزواج ورفضتُ، في البداية. كنتُ مُصِرَّة على حُريتي، وعلى أن أعيش معه لذاتي فالزواج بالنسبة لي أصبح ارتباطا معنويا لا ارتباطًا على الورق.. غير أنني بعد فترة قبلتُ و تزوَّجنا في القنصلية الفرنسية وكانت عيشة شاهدة على الزواج..
أنشأنا ناديا للملاحة الجوية.. تدرَّبتُ فيه وكنتُ أول امرأةٍ موريتانية تقود الطائرة، وجنحت بي في احدى المحاولات عن المهبط ،..
وتقول بنت اطويلب هنا إن نجاتها من هذا الحادث دفعت بها إلى الشهرة حيث أجرت معها الإذاعة مقابلة حول ما جرى.
……
وضعت ابني الثاني Jérémy وقد تم تعْميده وأخته Virginie ( طقس مسيحي تغسل الروح برش الماء على الرأس تمهيدا للانتماء للمسيحية)، كما تمَّ تعْميد بقية أطفالي بالمسيحية تلبية لرغبة وَالِدَيْ Xavier .. لم يعْنِ الأمر لي كثيرا ، فلا ألقي بالا لغير ديانتي.
101 تعليقات