أحلامهم تفاوتت بين بناء مسكن ونهوض أمة وشراء دراجة هوائية !
الدوحة – ” مورينيوز” – من محمد ولد الشيخ- لكل واحد منا حلمه الذي يسعى لتحقيقه وهو حلم يختلف من مرحلة عمرية لأخرى ومن شخص لآخر وفقا لمكانة الشخص الثقافية والاقتصادية ولمستوى طموحه ورغم تلك الاختلافات تبقى الأحلام أملا يعيش عليه الكثيرون ويجدونه زادهم الذي يقوي لديهم الأمل في البقاء والسعي نحو مزيد من العطاء في حياتهم العلمية والعملية والأسرية (مورينيوز) سألت الكثيرين عن أحلامهم وطموحاتهم باعتبار تلك الأحلام والطموحات مؤشرا على رؤية الناس لأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ومدى رضاهم عنها ، وقد تفاوتت تلك الأحلام بين من يحلم ببناء بيت مرورا بمن يريد إكمال مشواره الدراسي وانتهاء بمن يريد شراء دراجة هوائية صغيرة !
وفيمايلي أهم تلك الآراء :
في البداية يقول مأمون بيطار إنه يسعى لتحقيق حلمه في الحياة ولكنه في حقيقة الأمر لايجد حلما واحدا فكلما حقق هدفا من أهدافه حلم بتحقيق هدف آخر مما يجعل مسألة الحلم عنده مرتبطة بالطموح والبقاء على قيد الحياة ولكنه خلال الفترة الأخيرة وبعد أن شيد بيتا في بلده ودرس أبناءه في جامعات عريقة أصبح حلمه ان يعود إلى قريته النائية ويعيش بسكينة مستفيدا من مدخراته ولكن تحقيق هذا الحلم كثيرا ما تعارض مع رغبة أفراد عائلته الآخرين الذين يسعى كل منهم لتحقيق حلمه الذي قد يتناقض مع مايرغب هو في تحقيقه وهكذا يؤجل تحقيق حلمه بالعودة لبلده الأصلي !
وقد لايكون تحقيق الحلم أو الهدف مرتبطا بالفقر والحاجة إلى الانتقال من الفقر إلى الغنى فالأغنياء لهم أحلامهم الكبيرة حيث يجد كل صاحب شركة نفسه يتوق إلى توسيع شركته وبناء مصانع اكبر من تلك التي يمتلكها وهذا ما يؤكده نبيل وهو شريك في مكتب مقاولات إذ يقول إنه رغم الأوضاع الممتازة التي عاشها من خلال الطفرة الأخيرة وتحقيق مكتبه لقفزات كبيرة إلا أنه لايزال يحلم بالمزيد من المكاسب ، ولكنه يخشى من تداعيات الأزمة العالمية الأخيرة على مجال عمله مما يجعله أقل شططا في حلمه بأن يبني قصرا بمواصفات طالما وضعها في ذهنه ليكون أكبر بيت في مدينته !
ويقول ناصر النعيمي إن الطموح مرتبط بالحلم فكلاهما يحتاج إلى مزيد من العمل والجد ولكن الحلم ينبغي أن يتعدى مجرد بناء منزل أو الحصول على بعض المنافع الذاتية لكل واحد منا ، ويضيف مفسرا لوجهة نظره إن الأمة المسلمة بحاجة اليوم إلى ان يحلم أبناؤها بنهضة تعيد لها مكانتها بين الأمم وهي المكانة تجعلها تعيد الكرامة لليتامى والأرامل في فلسطين وغيرها من مناطق العالم الإسلامي لأن الحلم أول الطريق نحو تحقيق مانحلم به ولكن من المهم أن نقوم بتلمس الأسباب لذلك بدلا من التناحر بيننا ، ويؤكد النعيمي ان حلمه هو نهوض أمته وتحقيقها للنصر على أعدائها !
وبسؤالنا للطفل ماجد أسعد عن حلمه لم يفهم في بداية الأمر الفرق بين الحلم الذي يعني الطموح وتحقيق أهدافنا في الحياة وبين الحلم الذي يعني الرؤيا ولكنه بعد أن فهم المقصود بالسؤال أكد أن حلمه هو الحصول على دراجة هوائية بمواصفات تلك التي عرضتها شاشات التلفزة خلال التظاهرة الرياضية الأخيرة لسباق الدراجات الهوائية في الدوحة ! وهو حلم ليس من الصعب تحقيقه ، ولكن غيره كثيرون اعتبروا أحلامهم أمورا خاصة بهم لايجوز عرضها في الصحافة لأنها لن تجعلهم يحققونها !
وبسؤالنا للمرشد النفسي محمد السيد عن أهمية الطموح والحلم بتحقيق الأهداف المختلفة قال إن الحلم ملازم للأمل الذي يعيش عليه الإنسان وهو جزء مهم من حياتنا لايمكن أن نعيش دون طموح يدفعنا للمزيد من العطاء ويشدنا للبقاء ،وبما أن الطموح متأت من دوافع الميول و الرغبة في تحقيق أمر معين بناء على قناعات شخصيه فإن النتائج بدون أدنى شك ستكون أفضل متى وصل الإنسان إلى ماكان يطمح إليه..مما يعني أن الأفضلية تبقى دائما لما هو قريب إلى نفس الإنسان بغض النظر عن ماتفرضه التوجهات المادية في وقتنا الحاضر لأن الإنسان ينتج و يبدع في مايحب و مايهوى و قد يفقد الكثير من قدراته على العطاء متى ماألزم باتجاه معين يُخالف ميوله و هواياته.. ونستطيع اعتبار مافرضته الظروف على الكثيرين للتخلي عن طموحاتهم و رغباتهم و هواياتهم من الأسباب المؤثرة في تأخر عملية التقدم الحضاري في المجتمعات بشكل عام..