تحقيقات ومقابلاتموضوعات رئيسية
بائعة الكسكس و”الشلة”/ السيده اجيرب
بسطت ( كيس گورليا الفارغ ) وجلست عليه ووضعت (الطبسيلين) أمامها. كانت أول القادمات فاطمة التي تشتري عادة مائة من باسي ( تتعشى بها هي ) ومائتين من كسكس لابنتها وابنها المعاق ومن يأتي من ( الكواسه ).
فاطمة امرأة ستينية كانت تمتهن التسول التقليدي لكن لم يعد ذا مردودية، خاصة لا تمتلك الشروط الأساسية لاستعطاف الناس وكسب شفقتهم.. ليست معاقة ولا تعاني من ضعف جسدي رغم أنها مصابة بارتفاع الضغط الذي طالما استخدمت وصفته الطيبة كوسيلة للتسول إلا أن تلك الحيلة فقدت قيمتها مع الوقت واصبحت لا تثير اهتمام الناس،فابتكرت مع أخريات التسول (العصري ) حمل بعض الأغراض البسيطة ( آمساويك ، حكيمات ، اتسابيح ) والتظاهر ببيعها عند ملتقى طرق (بانا ابلاه ) حيث الطريق الاعتيادي “للبطارين ” كما تطلق عليه. تعود مساء تحمل ما جادت به أيادي المتصدقين وهو بالكاد يفي بالاحتياجات الأساسية لاطعام أسرتها أما دواء الضغط فلا تشتريه بانتظام لذلك إذا داومت يومين تصاب بالدوران وتجلس في البيت أياما وعلى الرغم من ذلك فهي ( موثوقة اكثر شي تعطيه ما خلصت اربع ليالي إلى خمسة). ثم تلتحق بهما تامرزگيت تحمل ( طوبته المعكوفة مع صرة من منيجة ؤعلمت فهي لا تطيق التذگاب بابريكه ) امرأة تجاوزت السبعين رصيدها الاجتماعي عدة زيجات لا تعمر كل منها سوى أشهر قليلة ، فهي لا تصلح حسب رأيها أن تكون ( مولات دار ) غير أنها بعد (احجاب امرابطها) كما تكرر دائما انجبت من آخرهم ابنها الوحيد معلم للفرنسية في ضواحي عدل بگرو.
تعتمد تامرزگيت في معيشتها على طابله تبيع عليها (امنيجه ؤعلمتات) ومبلغ زهيد يرسله ابنها، ولكنها أيضا تستفيد من إيواء بعض أقاربها العاملين في (المربط ) أما أم الخير فهي عجوز تمارس تعليم الصغار ( تيجمكي ) على الرغم من تواضع مستواها التعليمي ولكنها وجدت في تدريس هؤلاء الأطفال مصدراساعدها في توفير بعض من احتياجاتها المعيشية رغم ضآلة ما يدفع لها من طرف الأهالي وعدم انتظامه. ثم أضافت لتلك المهنة ( اگليع النظره) ولأن الوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه معين على استقطاب الزبناءتحسنت ظروفها المعيشية فهي لا تشترط أن يكون الدفع نقدا فقد تأخذ ملابس قديمة أو ( حوته من ياي بوي أو بعض الخضراوات أوكيله من باسي أو كسكس …. ).
تعيل أم الخير ثلاث بنات وشابين أحفادها من ابنتها المتوفاة عهدها بوالدهم أياما بعد التعزية على الرغم من مرور عشر سنين على اختفائه، أما ابنها فقد غادر إلى افريقيا منذ خمس سنين أو يزيد تأتيها أخباره من حين لآخر بأنه (سالم ؤلا يوجعو شي) فتحمد الله وتحدث نفسها ( ألا مافات اجبر شي إجبونَّ).
وتبد أ الجلسة المسائية بين النسوة وبمشاركة متقطعة من مول البوتيگ وگعده ماهي اطويلة لمحمود إحاني يكيلو باسي فهو لا يأكل غير باسي السالمة مما يثير غيرة زوجته دائما وألا ما اتحانيه يو صل ادفع فأثرو إشاشره واحد تالب واحد ورغم ذلك فلا يفوت هذه الفرصة حتى وإن أبدى الجميع استعداده للقيام بتلك المهمة. وتحلو اجماعة بزيارة من”سلمْ ارجالها” شابة تمارس هواية الزواج والطلاق …. ارْجلها اطويلة تأتي بالأخبار المتنوعة والطريفة والجديدة من كافة المقاطعات لذلك اطلقوا عليها ( اخْبوره) ولكنها اعيات اتعود باجماعتها وبالتالي يرتبط شراءها لباسي أو كسكس باستحفي واطياح ليد….يتواصل بإذن الله تعالى.