الرحالة موهوب3.. لم يبق إلا ثلاثة أحزاب../ ذاكو وينهو
عاد موهوب الى مضارب القبيلة بعد ايام من المتاع في نجعته تلك … لم يبق منه سوى اطلال وقار …وقد اخذت منه الايام ما نالت موسى الحلاقة من لحيته وعارضيه ….شقي بآثار عجلات الزمن تحفر في جبهته وخديه اخاديد هي اول ما يطالع المتطلعين الى وجه موهوب….عاد بزاد ..لكنه عاد ايضا بقلب جريح …تتجلى آلامه في نوبات شرود تعتريه كلما استرسل في حديثه واخباره الزائفة المشوشة…كان يتفرس وجوه مخاطابيه ليقرا ردات افعالهم…لا شك انهم ينكرون منه ما ينكر هومن نفسه…خصوصا انه اكتشف – والترحال اكبر المعلمين – انه لم يعد بالامكان الاتكال على غباء البسطاء..نظرا للعنة اسمها الديمقراطية …
اسر موهوب الى أحد خاصته حديثا توجس منه خيفة لولا علامات التقبل التي يبديها صاحبه بهز راسه تارة , وقوله والله اصبت عين الحقيقة يا موهوب …وتابع موهوب قائلا :….واعلم انه ما اصاب البلاد والعباد شر أقضى على قيم , واخطر على دين , وأهلك لمال وجاه وسمعة من هذه الديمقراطية المشؤومة التي لفها لنا ” النصارى ” تحت عناوين الحرية والمساواة والعدل والشفافية , وغير ذلك من المقولات التي يلهج بها الناس والدواب اليوم….اليمقراطية بمفهومها الغربي لا تصلح لنا ولا نصلح لها …لانها تتطلب هدم البنيات الثقافية والاخلاقية والاجتماعية لامتنا…وتعني التملص من الثوابت …..حتى نرى الرجل منا يرقص في زفاف ابنته , ونرى جداتنا في البنطلون حاسرات عن شيبهن يدخن المارلبورو….وحتى نرى الآباء يعتذرون لاطفالهم ويستعطفونهم لئلا يشكوا سوء معاملتهم الى منظمات حقوق الانسان…ليس هذا فقط , بل لابد ان تشرع الحرية الجنسية عند بلوغ سن الرشد القانونية, والانجاب خارج عقود النكاح , ويحظر حلب الناقة لان الفصيل احق بلبن امه , ويجب ان نحمل الكلبة الحامل الى الطبيب للاطمئنان على صحتها وصحة الجنين …ولا بد من حلق لحية التيس شهريا , وتقليم اظافر الحمار كل اربعين ليلة..ولا بد من وصد الابواب امام الضيوف من الاقارب لان المطاعم والفنادق منتشرة ولم تقم اصلا الا لهم….وسيتحتم نقل الوالدين اذا عمرا الى دور رعاية المسنين…هذه امور تنتظرنا لنصبح ارضا صالحة للديمقراطيات الجديدة…
الحل ان يكون اختيار الامام او الرئيس – سمه ما شئت – مقصورا على اهل الراي من العلماء والحكماء والعدول , يختارونه حسب علمه و دينه ومروءته وعقله وذكائه وحلمه وحكمته…اي بتوفر الصفات المميزة لقائد مصلح يخاف الله رب العالمين….
وينبغي ان يختبر كل من يرشح لشغل وظيفة حكومية او منصب سام , فيخضع لاختبار شفهي في فرض عينه , فيختبر الوزير والمسؤول الكبير في الصلاة واحكامها ويسأل في الطهارة والسهو والغلول ثم عن بعض سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم , واذا كان امراة تضاف اسئلة في احكام الحيض والنفاس…والا فكيف يؤتمن على الامة من سفه نفسه وفرط في مصيره الابدي ؟؟؟, كيف توكل حقوق العباد على من فرط في حق نفسه.؟؟؟…وبهذا نقضي على مهزلة الاحزاب السياسية والانتخابات …وسيختفي كثير من الكذب والغيبة والتنابز بالالقاب والنيل من اعراض المسلمين واهدار الاموال في غير حق , وسيشجع هذا طلاب الامارة الى تعلم العلم والشريعة …..
ياموهوب انت رجل رجعي ومغفل , كيف تحدثنا عن فرض العين والطهارة كيف نسال وزيرا عن القبلي والبعدي وترتيب قضاء الفوائت ونحن في القرن الواحد والعشرين , في زمن العولمة والانترنت والقنابل الذكية والنيتو , لا ..لا ..هذا لغو وفضول .
ياملعون بني فارغ انت مستلب حقير , ما قلت هو صوت المستعمر المتخفي في ذاتك ولم تستطع بعد التخلص منه , ان نزعة اكبار” النصارى” واتخاذهم مثالا أعلى في كل صغير وكبير من حياتنا هي ماساتنا اهل هذه الديار ….انهم نجحوا في تخذيلنا واقناعنا بالدونية بل بالسخرية من انفسنا ألا تذكر في العقود الماضية كيف كنا نسخر ونزدري كل ما يمت الى اصالتنا بسبب…هل نسيت ذلك المثل الذي ظل سائرا الى وقت قريب يسخر من العربية واهلها ( انت افيسد والل كراي عربيه ) بعض البسطاء الضعاف نفرته الجملة من دراسة العربية , ثم كيف كان يسمى الجيل الاول من الشعبة العربية (يلطف) وفي هذا خطران اولهما اظهارالقوم ضعافا مساكين متخلفين , والثاني ان ثمة من لا يحتاج الى لطف الله…
والاخطر تحريف الدلالة اللغوية الى عكس معناها ….ترك فينا المستعمرمعنى الضعف والغموض والمذلة والبخل في كلمتين عجيبتين : (انت امرابط …هذي شغلت الطلبه) اليس المرابط هو الفارس الشجاع الواقف على الثغور يحمي كرامة الامة ؟؟ هل نسيت مجد المرابطين الفاتحين ؟؟؟اليس الطلبه هم العلماء الذين يعلمون الناس دينهم ويرشدونهم …..لكن ثقافة المستعمر حولت صبر العالم وحلمه وترفعه وقوته في (ليس الشجاع بالصرعة انما الشجاع من يملك نفسه عند الغضب ) وفي (ادفع بالتي هي احسن…) حرف هذا الى مقاصد تخدم اغراض اعداء حضارتنا ….بل ما زلنا نسمع (المؤمن مقمل) اليس المسلم مواظبا على النظافة في غسله ووضوئه وثيابه ومكانه فلا تصلح صلاته وهي عماد دينه الا بهذه الاشياء فكيف يكون مقملا….بل نسمع (كحة المومنين ) وهي السل اليس المقصود اظهار المومن مقززا لا يصلح للحياة , غبيا ليس له وعي صحي…
يا موهوب هذا كلام كثير وخارج عن الموضوع وخارج عن الزمان وعن المكان…..
صدقت صب الكاس الثانية انا راحل ….بقي اليها ثلاثة احزاب لم انتم بعد…….