canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
تحقيقات ومقابلاتموضوعات رئيسية

”الدوائر السبع..”( 3 من 17).. “الرامي الأسود” موسى جيبي يحكي عن الأرض والسادة والعبيد وحب “الخادم” الذي لا يستطيع البوح به.. / تلخيص الدهماء

…………………………… أنا  و أشقائي “آمادو” ، “مامادو” و “همَّتْ” عصارة خيرات الأرض والعَرق و غبار قطعان المواشي، فخر أهالي الضفة، نحن الرجال الأشداء في وسامة.

قضيتُ طفولتي بين الكتاتيب والحقل والسباحة في النهر، نزرعُ أرضنا  في نظام تعاونيٍّ أسري، ونعتبرُ منطقة ” Walo ” ، ” والو” (الشريط الملاصق للنهر) هبة من الله،  وسيلتنا الوحيدة لها: الفأس،.. نزرع منطقة “دييري” العالية، ثم ننزل مع انحسار فيضان النهر باتجاه منخفض “كولادي” الرطب حيث الزراعة أسهل.

مهنة المُزارِع، مهنة صعبة شاقة،.. تتطلب قُدرات عالية، والكثير من الصَّبر والحذر والعمل،..  لكنها أيضا تَمنح الكثير من البهجة و الغِبطة،.. المسألة لا تتعلق بالحقل بل بِكُنْه الحياة نفسها،. فِعْلُ البَذْر ينتمي للصلاة،.. هو فعل إيمانٍ وتوسُّلٍ واسترْحام لوعدٍ بالحياة أودِعَ في بذرة صغيرة،.. ستتحوَّل الى دُخْن، إلى ذُرَّة الى فول… هذا الغذاء الذي تتشاركه  أسرنا – بعد أن تحمد الله عز وجل – هو ما يضمن لها العيش المشترك  جيلاً بعد جيلٍ،.. التَّشاركُ في البؤس والبهجة هو الذي  ينشئ التعلق بالأرض،.. نحن لا نتشاركُ الحقول فحسب، نتشاركُ أيضا الزَّرع، فقد أراد الله للإنسان والأرضِ أن يعملا معًا، ليمنح كل منهما الحياة للآخر.

مزارعو “فوتا” ، في حركة دؤوبة بين الحقول لإنقاذها ، لقد عانت الأرض من تغْيِيبِ أبنائها. ومن تدخُّل الإنسان للتحكم في حركة ماء النهر و تحريف تقنيات الفيضان التقليدية.

فوقْتَ  كان النهر حُرَّا يصعد وينزل بمشيئة  السماء ، لا بمشيئة  السُّدود و الحواجز المعرقلة للفيضان، كان كل شيء جميلا،… الله أكبر!،.. كان النهر يُغذِّي كل أجناس الحياة في “والو”،  الأسماك عندما يفيض..، و الدُّخْن عندما ينحسر، ثم بقايا الحصاد من القَشِّ نمدُّ بها أبناء عمومتنا من ” الفولْبي”  في منطقة “دييري ” لتغذية أبقارهم.

ينتظم شبابنا في فرقٍ من الأصدقاء تضم جيلا متقاربا في العمر من كل ” هلايبه” (أخويات) = ( العَصْرْ)،  نَتمثَّلُ قِيَّم النبلاء من “التُّورودو” في أخلاقهم و نمط حياتهم، وطبيعة العلاقة المرسومة بدقة بين الشباب من الجنسين،..

لا يسمح باختلاط الفتيات والشباب.. أبدًا!،.. لكل جنسٍ فريقه العمري ( العَصْر) ويسمى ” فَدَّهْ” ، ” Fedde ” ، لكن قد تتوفَّرُ بعض المناسبات التي تَسمح بالتقاء الشباب بالشابات من نفس الشريحة العمرية،  مثلا تنظيم أنشطة مشتركة ، يمارِسُ فيها الشباب عملاً تطوعيًّا عضليا وتتكفل الشَّابات براحتِهِم واطعامهم،.. عادة ما يكون لكل شاب صديقة مفضَّلة من (عصره) وتربطهما علاقة رِفْقة، فقط رِفقة! .. أقولها لكِ،.. العلاقات بين الشباب صغار السِّن كانت مراقبة جدا،.. أنا لم تكن رفيقتي الأجمل بين الفتيات لكنها من طبقة النبلاء وكانت طيِّبة، ولا يحقُّ لنا التَّخيُّر في الفتيات، العادات تفرض علينا أن نبقِي علاقاتنا الاجتماعية في إطار نفس المستوى الاجتماعي.

الأجمل بين الفتيات في (عصرنا) والتي كان الجميع يتيه بها، ويُضمر حُبَّها لم تكن من الأحرار، كانت من العبيد، كل الأولاد كانوا يرغبون في صداقتها، لكنها عبدة ولا يمكن أن تربطها علاقة إلا بعبدٍ مثلها،.. وقد كان!،.. لكن الفرنسيين أخذوه للحرب ولم يعد.. نحن نعيش في إطار بعض الثنائيات الاجتماعية، الأحرار مع الأحرار والعبيد مع العبيد،.. أبناء الطبقات السفلى أكثر حرية في تصرفاتهم ، مثلا “تورودو” (نبيل) مثلي لا يمكنه أن يصرخ بصوت عالي ولا أن يرقص أو يُغنِّي كما هو حال العبد، ذلك غير لائق،.. هذه الفتاة أتذكَّر إيماءاتها، صوتها الجذَّاب حين كانت تُغنِّي، وخصوصًا ضِحكتها…ربما كنتُ لأنسى هذه الضَّحكات لو لم تنطفئ في ظروف مأساوية، لكنِّي لم أستطعْ!..  مازال صداها يتردُّد في أذني. هي حكاية قاسية…

يَسُوُد التَّعدد الزَّوجي منطقة الضِّفة وهو السِّمة الغالبة، و ككل مجتمع تقليدي نميل لتفسير الظَّواهر المستعصية بالخرفات، كالعلاقتنا مع أنواع الجن في المنطقة.. جن وديع في ماء النهر، وآخر شرس على اليابسة.

نتميَّز بزيِّنا الخاص ب  ” Foutankobé ” (سكان فوتا) ، نصف الدراعة،  و قبعة القش والجلد المميزة المسماة           ” Tengad”،  “تانكَادي” ، أهم أطباقنا “عَيْش هاكو” سلطان المائدة في كل منطقة “فُوتا”، و هو عبارة عن صلصة من أوراق “آدلكان”، والسمك الطازج والجاف والبصل ومعجون الفول السوداني.

…………………

يتواصل بإذن الله تعالى

…………………

ملخص من كتاب ” Les sept cercles, Une odyssée noire “، ” الدوائر السبع، ملحمة سوداء”، رؤية أحد ” الرماة السود” من مجتمع ” الهالبولار”  الموريتاني لواقع استعمار موريتانيا، صدر سنة (2015م)، بالتعاون  مع خبيرة الأنثروبولوجيا ”  Sophie Caratini ” ، نشرته مطابع ”  Thierry Marchaisse “، بفرنسا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى