canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
تحقيقات ومقابلاتموضوعات رئيسية

كتاب”الدوائر السبع” ( 4 من 17).. الرامي الأسود موسيى جيبي يحكي عن داكار ونسائها المتحررات والتجنيد الاجباري

………………………….. سافرتُ إلى دكار في خريف  1938م ، تُشيِّعني صلوات أمِّي،.. أقمتُ في حيِّ “مَدينهْ” مع بعض المُنحدرين من قريتي “سايي”.. تضم مدينة داكار بالإضافة الى الفرنسيين مزيجا من الأعراق، “الليبو”، “البيظان”، “الوولوف” ، “السِّيرِيرْ” ، “البيل” و “اجُّولَا” ، ويتعايش فيها المُسْلم، والمسيحي، والوثني،.. يتمايزون باللبس و الحلي و الوشم ، وتشريط الجلد ، و بعضهم يقلِّم أسنانه كقبيله “الموشي”.

وقد أهَّلتْني صحتي الجيِّدة وبُنْيتي الجَسديَّة القويّة، في العمل لدى فرنسيٍّ في ورشة لتكسير حجارة “البازَلْتْ”  في حي  “Oukam ” ، حيث اجتثَّ الفرنسيون قرى الصيادين “الليبو” ” L’ébous ”  (السكان الأصليون لداكار نصفهم مسلم والنصف وثني)،  ليُشيِّدوا مكانها معسكرا للرماة وقاعدة جويَّة.

هناك الحياة مختلفة تمامًا عن الضفة في طبيعة الأشخاص وتصرفاتهم ،.. يتعاطون  التدخين  وشُربَ الخمرِ وتتسكَّع المومسات على رصيف الميناء علانية، … شخصيًّا لم أكُنْ أقتربُ منهُنَّ، كنتُ أنظر إليهن من بعيد،  كنتُ أرى نساءً يدنِّسْن علانية شرف أسرهِنَّ، ..يَجبُرْنَ طواعية أهلهُن على العيش في العار..، نساء داكار متحررات جدًّا مُقارنة مع نسائنا في الضفة،  يختلفن في اللبس والتسريحات ، مع أثرٍ ظاهر من الوقاحة ، يترنَّحْن في المشي، يتكلَّمْن ويَضْحكن بصوتٍ مرتفع ويتخاصمن في العلن  بدون ضبطٍ للنفس،.. تُمارس أغلبهن التجارة،   في حين أن نساءنا في “فوتا” لا يخرجن إلا للحقل أو جلب الماء أو الحطب ، وحْدهُنَّ نساء “فولبي”، “foulbé  ” يتنقَّلن بين البيوت لبيع اللبن.

عايشتُ خلال إقامتي في السنغال مظاهر جديدة عليَّ: الوثنية ، السحر،…

انتقلتُ الى العمل  على عربة حصان ” Borom sarrette ” ، “Bonhomme charrette ” مع أحد المنحدرين من قريتي “سايي”، وكنت أرسل القليل الذي أجني من المال إلى والِدِيَّ.

في صبيحة 16 فبراير1941م  قام الجيش الفرنسي بأسرنا، داهمونا بُعيْد صلاة الفجر، والتقطوا الجميع، فقد أعطى    “مقيم-بوكَي” أوامره  باعتقال كل الشباب المنحدرين من البلدة حيثما وجدوا بدعوى هروبنا من التجنيد،.. في العام الذي سبق اعتقلوا شقيقي “آمادو” و من حينها لم نعلم له وجهة.

عندما بدأتْ حربهم  أعدُّوا لائحة بكل المعاندين الرافضين للتجنيد،  و كل متغيِّبٍ اعتبروه هاربًا من الخدمة العسكرية  وكان مصيره السجن والضَّرب و أنواع التنكيل و سوء المعاملة.

بَلَّغ عنَّا زعماء القرى،  كانت بحوزتهم جميعهم دفاتر ملْعُونة تضم أسماء كل الشباب وتواريخ ميلادهم. و ما إن يبلغ الشاب سن الرُّشد حتى يطالبوا أسرته بتسليمه الفوري  للجيش الفرنسي.

كَلَّفَ زعيم قريتي ” سايي” ” Sayé  ” قروي آخر خبير بنا بمساعدة الحرس الفرنسي على التَّعرف علينا في داكار، كان من سلالة “سِي” يدعى “صمبا تِلُّو”، رجل مولعٌ بالسلطة لحد التواطؤ مع المستعمر ، وكان مشهورا في “سايي”  و “بوكَي”،..  فهو المسؤول عن ضبط سجلات المُنْتَدبينَ للأعمال الشَّاقة، وكان يتعقب بهمَّة شباب “هلايبه” إلى أن يُسلِّمَهم للفرنسيين.

في دكار خِلتُني كنتُ آمنًا و بعيدًا عن هذه الأحداث، وأشعُر أنِّي غير معنيٍّ بها،  ولم أكُنْ في وضعية هروبٍ ولا تمرُّدٍ و ولم أتخيَّل أن دوري سيأتي قريبًا.

داهمنا “صمبا تيلو” رفقة ثلاثة من الحرس كانوا قد وصلوا من قرانا الى “دكَانه” يمتطون خُيولاً وفَّرها لهم المستعمر ،  ثم سافروا بالعربَة الى “اللُّوكَه” ومنها استغلوا القطار باتجاه داكار.

كُنَّا ثلاثة شبان من قريتي ” سايي” مقيدين على لائحتهم،  لم نستطع مُقاومتهم ، حملونا إلى نقطة تجمُّع عند محطة القطار كانت لدينا فكرة سيِّئة وقاسيَّة عن حروب الفرنسيين التي خاضوها من سنة 14 – 1918م .

لقد أسروا الكثير من رجال “فوتا” بالضفة ونقلوهم الى ساحة الحرب العالمية الأولى وعانوا مع البرد والقصف والجذران في الخنادق،..  بداية كانوا يأخذون عبيدنا وبعد ذلك أخذوا الجميع  ومن كل الشَّرائح.. المتزوِّج والأعْزب.. لا يأبهون لكونه ابنا وحيدا أو أنَّه السَّند الوحيد لأسرته.. يأخذوه حتَّى ولو كان أعْرجًا.

اختفت السواعد الضرورية للحقل، حَرمونا أبناءنا،  وفوق ذلك صادروا بالقوَّة جزءً من منتوجنا و مواشينا لصالح جنودهم، ..لقد كادوا أن يقتلونا جوعا.

في وقتنا ذلك مر على فرنسا 60 سنة في السنغال وقد أتمت استعمار البلد بالكامل.

…………………

يتواصل بإذن الله تعالى

…………………

ملخص من كتاب ” Les sept cercles, Une odyssée noire “، ” الدوائر السبع، ملحمة سوداء”، رؤية أحد ” الرماة السود” من مجتمع ” الهالبولار”  الموريتاني لواقع استعمار موريتانيا، صدر سنة (2015م)، بالتعاون  مع خبيرة الأنثروبولوجيا ”  Sophie Caratini ” ، نشرته مطابع ”  Thierry Marchaisse “، بفرنسا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى