محفوظة زروق “العصفورة التي طارتْ تحت السماء الزرقاء ونزلتْ في مطار أم التونسي”
يسألونك في هدوء هذا الليل الرمضاني إن كنت تنتمي لمعارضة تبالغ في الأمر كثيراً أم إلى موالاة تشهد بهتانا وزورا قل إنما أنا عصفورة طارتْ تحت السماء الزرقاء ونزلتْ في مطار أم التونسي الدولي دون أن تضع لانطباعاتها وملاحظاتها حدودا ولا خطوطا حمراء بل تمنتْ أن تكون كالهواء الذي ينتقل بين الحدود دون إذن السلطات فلم يكن لها ما تمنت رغم ما للوطن من طعم لن تفهموه وما للغربة من طعم العلقم.
أعجبني المطار والطريق المؤدي إليه لولا أن الإنسان حل محل الزر في موقف السيارات وأن الناس في المطار لا تحترم الطوابير، نبهتني إحداهن أن العاصمة من بعدي انتشرتْ فيها المباني والعمارات والطرقات فلاحظتٌ فعلاً وأنا أجوب المدينة أن عمارة غريبة الأطوار حلتْ محل إبلوكاتْ وأن معظم الطرقات مسدودة لتزييف العاصمة للقمة الإفريقية المقبلة، وعلى الطرق المفتوحة يٌخيلٌ إليك أنك في أثرى مدن العالم حين تشاهد أناسا يقودون سيارات فائقة الفخامة ثم تحدثك نفسك بأنك في أفقر البلدان حين تشاهد آخرين في ملتقى الطرق يسألون الناس إلحافا ثم تتأكد أنك وصلتٌ بالفعل حين تلتفتٌ يميناً وشمالا فتلاحظ أنك الوحيد الذي يربط حزام الآمان و يقف عند الضوء الأحمر…
من أجمل ما سمعتْ اذني خلال 48 ساعة التي قضيتها على تراب الوطن : الاذان والإقامة وصلاة التراويح …ومن بين الأمور التي راقت لي أن رجلاً مريضا بلغتْ حرارة جسمه الأربعين يطلب مساعدته على النهوض عند ما سمع الأذان ، تقول ابنته: يا أبت لنفسك عليك حق وهي تحاول إرغامه على أداء الصلاة في البيت بدل الذهاب إلى المسجد كمن يريد حجب الشمس بغربال والنقاش محتدم بين أبنائه حيث يدعو واحد لتطبيق الشريعة والآخر يدعو للعلمانية … شعرتٌ بالعزة حين تأملتٌ العطف ولين الجانب عندنا لذوي القربى وأنا أتأمل فتاة تنتهز فرصة رمضان لتواجه الكراهية بالحب فتزور خالتها رغم ما ارتكبتْ من أخطاء في حقها، تقبل رأسها وتدس في اليد مالها…أعجبني حين تأملتٌ أحوالنا في تلك الأم التي تستفز ابنها أمام الناس لتشهدهم كم هو مقيد بقيود الإسلام ولن يرد على أمه، شاهدتٌ بعض مظاهر التضامن الإجتماعي في الأفراح والأتراح كمن يتفنن في ادخال السرور على قلوب صيام الفئات المهمشة وهو يؤدي فريضة الزكاة في رمضان وأشياء آخرى تدل على سمو أخلاق الموريتانيين في رمضان و ليت كل شيء في وطني
يروق لي!
لاحظتٌ للأسف الارتفاع المفرط للأسعار وأشياء آخرى كثيرة لكنني صائمة.
يسألونك في هدوء هذا الليل الرمضاني إن كنت تنتمي لمعارضة تبالغ في الأمر كثيراً أم إلى موالاة تشهد بهتانا وزورا قل إنما أنا عصفورة طارتْ تحت السماء الزرقاء ونزلتْ في مطار أم التونسي الدولي دون أن تضع لانطباعاتها وملاحظاتها حدودا ولا خطوطا حمراء بل تمنتْ أن تكون كالهواء الذي ينتقل بين الحدود دون إذن السلطات فلم يكن لها ما تمنت رغم ما للوطن من طعم لن تفهموه وما للغربة من طعم العلقم.أعجبني المطار والطريق المؤدي إليه لولا أن الإنسان حل محل الزر في موقف السيارات وأن الناس في المطار لا تحترم الطوابير، نبهتني إحداهن أن العاصمة من بعدي انتشرتْ فيها المباني والعمارات والطرقات فلاحظتٌ فعلاً وأنا أجوب المدينة أن عمارة غريبة الأطوار حلتْ محل إبلوكاتْ وأن معظم الطرقات مسدودة لتزييف العاصمة للقمة الإفريقية المقبلة، وعلى الطرق المفتوحة يٌخيلٌ إليك أنك في أثرى مدن العالم حين تشاهد أناسا يقودون سيارات فائقة الفخامة ثم تحدثك نفسك بأنك في أفقر البلدان حين تشاهد آخرين في ملتقى الطرق يسألون الناس إلحافا ثم تتأكد أنك وصلتٌ بالفعل حين تلتفتٌ يميناً وشمالا فتلاحظ أنك الوحيد الذي يربط حزام الآمان و يقف عند الضوء الأحمر…من أجمل ما سمعتْ اذني خلال 48 ساعة التي قضيتها على تراب الوطن : الاذان والإقامة وصلاة التراويح …ومن بين الأمور التي راقت لي أن رجلاً مريضا بلغتْ حرارة جسمه الأربعين يطلب مساعدته على النهوض عند ما سمع الأذان ، تقول ابنته: يا أبت لنفسك عليك حق وهي تحاول إرغامه على أداء الصلاة في البيت بدل الذهاب إلى المسجد كمن يريد حجب الشمس بغربال والنقاش محتدم بين أبنائه حيث يدعو واحد لتطبيق الشريعة والآخر يدعو للعلمانية … شعرتٌ بالعزة حين تأملتٌ العطف ولين الجانب عندنا لذوي القربى وأنا أتأمل فتاة تنتهز فرصة رمضان لتواجه الكراهية بالحب فتزور خالتها رغم ما ارتكبتْ من أخطاء في حقها، تقبل رأسها وتدس في اليد مالها…أعجبني حين تأملتٌ أحوالنا في تلك الأم التي تستفز ابنها أمام الناس لتشهدهم كم هو مقيد بقيود الإسلام ولن يرد على أمه، شاهدتٌ بعض مظاهر التضامن الإجتماعي في الأفراح والأتراح كمن يتفنن في ادخال السرور على قلوب صيام الفئات المهمشة وهو يؤدي فريضة الزكاة في رمضان وأشياء آخرى تدل على سمو أخلاق الموريتانيين في رمضان و ليت كل شيء في وطنييروق لي! لاحظتٌ للأسف الارتفاع المفرط للأسعار وأشياء آخرى كثيرة لكنني صائمة.
Gepostet von Mahfoudha Zerrough am Sonntag, 27. Mai 2018
236 تعليقات