المنمون بين القحط ورياح الغرب و”كذب” الحكومة
الحصيرة (تكانت)- “مورينيوز”- من الشيخ الكبير- يجمع سيدي محمد عيدانا يابسة ويضعها أمام أفواه 5 بقرات سقطن في الطريق إلى “المنهل”، ثم يسرع الخطى، فعليه أن يسقي ثم ينقل على الحمير ماء لسقي البقرات العجاف قبل أن يلتحقن بخمسين من قطيعه نفقت بفعل قحط هذا العام.
وسيدي محمد واحد من مئات الآلاف من الموريتانيين الذين يعتمدون في حياتهم على الماشية ويواجهون أشد قحط عرفته البلاد خلال العقدين الأخيرين.
ونفقت قطعان الغنم والبقر في شكل مريع،فيما تضررت الابل وأصيبت عشارها بالاجهاض.
وقال محمد محمود وكان من أكبر ملاك الغنم في تكانت لـ”مورينيوز”: ” كنت أملك أكثر من 500 رأس والآن لم يبق منها إلا نحو المائة”.
وقال ولد مخيطرات وهو راعي إبل في تكانت لـ”مورينيوز”: “تركنا العشار سائبة في أرض الله وحاولنا إنقاذ // لخلف// والصغار بتقديم العلف قمحا و//ركل// غير أن العشار أجهضت وتدهورت حال معظمها”.
وأضاف:” نؤمل سقوط المطر، لكن هذه الفترة هي أخطر فترة على الماشية سواء هطل المطر بسرعة أو تأخر..”.
و شرح:” تؤثر رياح الغرب الباردة على الماشية وخصوصا الابل التي يظهر عليها مرض//إمندي//.. وفي حال هطول المطر وقبل أن تنبت الأرض تضعف الماشية ويساعد ماء الغدير في ذلك.. إذن ينبغي في هذه الفترة أن تضاعف كميات العلف”.
ويواجه المنمون ارتفاعا جنونيا في أسعار الأعلاف رغم قول الحكومة إنها رفعت عنها الرسوم الجمركية..
وقال المدون سيد اب محمد الأمين نقلا عن منمين إن الاسواق في المناطق الشرقية من البلاد شبه خالية من هذه المادة. وقالت مدونة إن سعر خنشة العلف وصل في مدينة تنبدغه شرقي البلاد 15000 أوقية قديمة.. ونقل عن منمين في مدينة العيون عاصمة الحوض الغربي القول إن سعر الخنشة بلغ 16000 أوقية قديمة أي 320000 للطن..
وقالت الحكومة الموريتانية قبل شهور إنها خصصت مبالغ مالية كبيرة لتوفير الاعلاف بكميات كافية وبأسعار معقولة غير أن المنمين يتهمونها بالكذب وإضاعة وقتهم.
وفي ولاية تكانت مثلا تدخلت السلطات مرتين فقط وفي شكل غير مفيد. وقال عيسى وهو صاحب ماشية لـ”مورينيوز”:” في المرة الأولى دخلت الطابور ثلاثة أيام في مدينة تيجكجه البعيده عن المكان الذي أوجد به، وخرجت من دون أي شيء لكن وعدوني، وحينما عدت كان نصيبي 7 خنشات من /ركل/.. وفي المرة الثانية حصلت بعد يومين قضيتهما إلى الليل في الطابور في المدينة نفسها على 9 خنشات من /ركل/..”
وقال: “نحن نقدم العلف لماشيتنا منذ خمسة أشهر.. وخلال الخمسة أشهر كان هذا هو تدخل الدولة”.
ويبدو عيسى شخصا محظوظا إذ يقول شهود إن كثيرين كانوا يضيعون الوقت في الطابور ويعودون بأيد خاوية.
وفي عدد من قرى تكانت قال شهود لـ”مورينيوز” إن كميات ضئيلة أرسلت إلى محلات “أمل” الحكومية مرتين، وكان نصيب ملاك الماشية من نصف خنشة إلى خنشة ( ما بين 25 كيلوغراما و 50).
وقال مهتم لـ”مورينيوز”: ” قصة الأعلاف كانت أكبر كذبة افترتها الحكومة”.
تعليق واحد