مع احتدام المعارك سكان الحديدة اليمنية يعانون نقص المياه والكهرباء
دبي (رويترز) – يواجه السكان غير القادرين على الفرار من مدينة الحديدة قصفا لا يهدأ ونقصا في المياه النظيفة فضلا عن انقطاع الكهرباء، في الوقت الذي يقاتل فيه التحالف العربي لانتزاع السيطرة على الميناء اليمني الرئيسي من قبضة الحوثيين المتحالفين مع إيران.
وقال عاصم محمد (30 عاما) وهو صيدلي عبر الهاتف ”نسمع صوت انفجارات طوال الوقت“.
وأضاف ”لم تصلنا المياه منذ ثلاثة أيام“.
ومحمد وزوجته وطفلته البالغة من العمر ستة أشهر ضمن عدد متناقص من السكان الذين بقوا في منطقة الحوك، المحصورة بين المطار الذي سيطر عليه التحالف هذا الأسبوع والميناء البحري، الهدف الأكبر للهجوم العسكري.
وبعض الأسر مثل أسرة محمد غير قادرة على الفرار لأسباب منها عدم وجود المال الكافي أو بسبب العمل أو التزامات شخصية أخرى.
ورفع السائقون الذين ينقلون الفارين من الحديدة الأجرة إلى أكثر من مثليها منذ بدء المعركة، بينما هدد المستشفى الذي يعمل به محمد الموظفين بالفصل إذا تغيبوا لفترات طويلة.
وقال محمد ”الكهرباء مقطوعة أيضا في معظم المدينة منذ ثلاثة أيام، وفي بعض الأحياء منذ أسبوع“.
وأرجع سبب نقص المياه إلى الأضرار التي لحقت بالأنابيب والتي يقول موظفو الإغاثة إنها نتجت عن حفر الحوثيين للخنادق. ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين حوثيين للتعليق.
ويستخدم سكان الحديدة منذ عام 2015 مولدات خاصة للحصول على الكهرباء. لكن الهجوم الذي بدأ هذا الشهر جعلهم يواجهون صعوبة في الحصول على وقود الديزل الضروري لتشغيلها.
وترتفع درجات الحرارة في الصيف في اليمن لتتجاوز الأربعين درجة مئوية في الظل، وهو ما قد يساعد إلى جانب نقص المياه النظيفة في انتشار الأمراض.
وتعهدت السعودية والإمارات اللتان تقودان التحالف بعملية عسكرية سريعة للسيطرة على الميناء دون دخول وسط المدينة وذلك لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين والحفاظ على تدفق السلع الأساسية.
لكن ميناء الحديدة نقطة أساسية لدخول إمدادات الإغاثة لليمن، وتخشى الأمم المتحدة أن يفاقم القتال العنيف أزمة إنسانية هي بالفعل الأسوأ في العالم إذ يعتمد 22 مليون يمني على المساعدات بينما يُعتقد أن ما يقدر بنحو 8.4 مليون نسمة على شفا المجاعة.
وقالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن يوم الخميس ”مستوى ودرجة المعاناة الإنسانية يفطر القلوب… من بين كل الأمور التي نخشاها، تأتي الكوليرا على رأس القائمة“.
وأضافت ”لن يستغرق الأمر طويلا قبل أن يبدأ انتشار لا يمكن وقفه“.
وقال محمد قاسم المسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الحديدة لرويترز بينما كان موظفو الإغاثة يوزعون أكياسا من الطعام في إحدى المنشآت إنه تم نقل عشرات الأسر النازحة إلى مدارس في المدينة.
نازح يحصل على مساعدات غذائية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة الحديدة اليمنية يوم الخميس. تصوير عبد الله زياد – رويترز.
وقالت امرأة بينما كانت تنتظر للحصول على حصتها ”هربنا بما علينا من ملابس فقط“.
ويقول التحالف إنه يسعى لمنع الحوثيين من الحصول على السلاح وجني أموال من الواردات، وإجبارهم في نهاية المطاف على بدء محادثات بشأن تسليم السلطة إلى حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا.
* الأمم المتحدة قلقة
حذرت جراندي من انتشار الكوليرا ”بسرعة البرق“ إذا انهارت شبكة المياه وما لم يتم اتخاذ إجراء للتصدي للوضع على الفور.
ويقدر مسؤولون بالأمم المتحدة أن القتال يمكن في أسوأ التصورات أن يزهق أرواح ما يصل إلى 250 ألف شخص، خاصة إذا حدث وباء للكوليرا في المنطقة التي تعاني من انتشار الفقر على نطاق واسع.
وتدخل التحالف بقيادة السعودية في الحرب عام 2015 لوضع حد لسيطرة الحوثيين على المراكز السكانية الرئيسية وإعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى السلطة. واستعادت قوات التحالف معظم الجنوب قبل دخول الحرب، التي ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها صراعا بالوكالة بين السعودية وإيران، حالة من الجمود.
وفرت عشرات الأسر من القتال في الحديدة طلبا للسلامة في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون بينما اتجه آخرون إلى ريمة ووصاب، وهي أيضا ضمن مناطق يسيطر عليها الحوثيون.
وقال مروان وهو أحد النازحين من الحديدة ”قالوا لنا إن هناك منظمة يمكننا التسجيل لديها كنازحين هنا، لكن الله أعلم“.
وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز في مدرسة بصنعاء رجالا ممن فروا من الحديدة يصطفون لتسجيل أسرهم كنازحين، بينما جلست النساء على أرض الفصول الدراسية في حين كان أطفالهم حفاة الأقدام يلعبون بالجوار.
16 تعليقات