سيرة قلعة الشقيف ترويها إضاءة ثلاثية الأبعاد مهرجان لبناني
قلعة الشقيق (جنوب لبنان) (رويترز) – تطايرت ليل الجمعة شرارات الإضاءة الثلاثية الأبعاد على مرتفعات قلعة الشقيف الأثرية الواقعة في أعالي محافظة النبطية في جنوب لبنان والتي يجثو تحت قدميها نهر الليطاني معلنة افتتاح مهرجانات صور والجنوب الدولية.
واختارت إدارة المهرجان الذي انطلق على المدرجات الرومانية في صور قبل أكثر من عشرين عاما نقل الفعاليات هذا العام إلى القلعة المعمرة والتي مرت عبرها حضارات وأمم وشهدت غزوات وفتوحات.
وغطى العلم اللبناني واجهة قلعة الشقيف قبل أن يبدأ قماش العلم بالتفاعل مع موسيقى عازف البيانو اللبناني جي مانوكيان التي صاحبت التاريخ المتسلسل والحروب التي مرت على القلعة والغزاة الذين احتلوا حصونها.
وفي عرض تاريخي كانت الأبعاد الثلاثية تروي سيرة القلعة وغزواتها وفتوحاتها والجيوش التي عبرتها من الصليبيين إلى المماليك والعثمانيين والرحالة العرب.
وزُينت جدران القلعة بصور لأحداث تاريخية فيما ارتفعت أصوات المؤذنين في المساجد وامتزجت مع أجراس الكنائس في وقت واحد بدءا من المسجد الأقصى في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم وانتهى العرض بعصرنا الحالي الذي شهد على تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000.
وحكى العرض سيرة هذا التاريخ بالضوء واللحن والمؤثرات الصوتية قبل أن يختتم بالإشارة إلى ”المقاومة اللبنانية“ ودورها في دفع إسرائيل إلى الانسحاب قبل 18 عاما.
كانت إسرائيل قد هددت بتفجير القلعة قبل سحب قواتها في عام 2000. وهذه القلعة سبق أن دمرت الطائرات الإسرائيلية أجزاء منها في اجتياح عام 1982 وتباهى باحتلالها وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون لما كانت تشكله من قاعدة عسكرية مشرفة على فلسطين وكانت تضم منظمات فلسطينية وأحزابا لبنانية يسارية.
وغابت الأعلام الحزبية التي غالبا ما تنتشر على طرقات الجنوب عن الطريق المؤدي إلى مهرجان أرنون واستعيض عنها بالعلم اللبناني الذي كان رمز المهرجان.
وفي شريط مصور قالت المديرة التنفيذية للمهرجان رولا عاصي إن اختيار أرنون كموقع أثري لاستضافة المهرجان يعود إلى قرب إنجاز ترميم هذه القلعة.
وأضافت ”أحب أن أشيد بدور دولة الكويت التي كانت أول دولة عربية تلتزم بترميم قلعة أثرية ثقافية خارج نطاق دولتها، والزائر الذي سيأتي إلى المهرجان ستتاح له الفرصة لمشاهدة هذه القلعة الأبية التي مر بها صلاح الدين وفخر الدين والعثمانيون والصليبيون وغيرهم“.
وقال المصور أديب فرحات بعد مشاهدته العرض لرويترز ”من أول ما خلقت بالجنوب لم أر هكذا عرض. كنا نعيش هذه الأجواء لكن بالحرب. أما اليوم فكان عرضا مبهرا لناحية التقنيات والتجهيزات والأبعاد الثلاثية التي جعلتنا نعتقد أن هناك جيوشا دخلت القلعة“.
وقال شادي ياسين الذي حضر المهرجان ”نحن وحاضرين شعرنا بالعزة. المكان الذي كنا نراه مصدرا للقصف صار مصدرا للحياة. بالنسبة لنا الفن هو من أدوات المواجهة“.
وقالت رولا جابر ”كانت أجواء ممتعة ونحن نشعر بالفرح لأن المهرجان هذه السنة أقيم في قلعة الشقيف وهذا حق للمنطقة أن يكون فيها مساحة للفرح“.
ويحيي الفنان التونسي لطفي بوشناق حفلا مساء يوم السبت في القلعة لتستكمل ليالي المهرجان في الثالث من اغسطس آب مع الفنان اللبناني عاصي الحلاني وتتابع يوم السبت التالي مع مغنية السوبرانو الكلاسيكية الأوكرانية أرينا دومسكي لتختتم يوم الأحد مع ليلة الشعر المرئي مع الشعراء من فلسطين أنور الخطيب ومنصف المزغني ومن مصر حسن شهاب الدين ومن لبنان إبراهيم شحرور وطارق ناصر الدين.