خطب الحملة الانتخابية: حديث عن عجز النظام والمأمورية الثالثة ومخاوف من التزوير
نواكشوط – مورينيوز – شهدت المهرجانات الإفتتاحية للحملات الدعائية للإنتخابات البلدية و النيابية و الجهوية المزمع تنظيمها فاتح الشهر القادم في موريتانيا خطابات سياسية لرؤساء الأحزاب المشاركة، و المترشحين، ركزت في مجملها على الدعاية للأحزاب و البرامج المقترحة من طرف المترشحين لكسب ود الناخبين ,
خطابات ساعة الصفر كان من أبرزها خطاب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في المهرجان الدعائي لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، حيث دعا ولد عبد العزيز الموريتانيين إلى التصويت لحزبه معتبرا أن من يصوت لغيره يدعم الفساد وخراب البلد، وقال إن التصويت للاتحاد من أجل الجمهورية هو ضمان “استمرار النظام” الذي بنى البلاد، مؤكدا أن النظام مستمر مستدركا أنه “ليس نظام محمد ولد عبد العزيز ولا الحكومة”.
وامتدح ولد عبد العزيز، في الحفل الذي أقيم في ساحة المطار القديم، نظام حكمه مبرزا ما قال إنها “إنجازات كبرى على مختلف الصعد”، وهاجم المعارضة متهما إياها “بالفساد” مشيرا إلى أن التصويت لها “تصويت للبلطجة” والفساد.
دعوة ولد عبد العزيز هذه، التي لم تختلف كثيرا عن تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي أثناء زيارته لولايات الشرف الموريتاني، و التي أثارت حفيظة رؤساء الأحزاب في موريتانيا و على رأسها الأحزاب المعارضة، فسرها مراقبون على انها محاولة منه لإستمالة اناخبين للحزب الذي يحكم البلاد، في ظل منافسة قوية من أحزاب معارضة كانت غابت عن المشهد الإنتخابي لسنة 2013
أما أحمد ولد داداه، رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض، أحد أبرز الأحزاب السياسية التي قاطعت إنتخابات 2013 فقال “إن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز أفلس في جميع الميادين”، مضيفا خلال مهرجان نظمه الحزب أمام مقره الرئيسي في مقاطعة لكصرـ أ”ن النظام عجز عن توفير قوت المواطن في أرجاء من البلاد”، و منتقدا في الوقت ذاته واقع المرافق الخدمية للدولة.
وقال رئيس الحزب إنه “لم يبق أي مبرر لبقاء نظام مفلس في جميع الميادين في سدة الحكم”، مشيرا إلى أن “سوء التسيير وسوء التدبير سمات طبعت واقع البلد خلال فترة حكم النظام الحالي”، و مشددا على أن “هذا الواقع يجب أن يتغير من خلال البلديات والبرلمان حتى يتم التمكين للتغيير غدا في الحكومة”.
.
من جهته و غير بعيد عن مكان انطلاقة دعاية الحزب الحاكم، و تحديدا قرب دار الشباب القديمة، دعا محمد محمود ولد سيدي، رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، أحزاب المعارضة المحاورة ، بوصفها “أحزابا ممثلة في لجنة الانتخابات والمجلس الدستوري والسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية”، إلى “تحمل مسؤولياتها و حماية العملية الإنتخابية ومنع أي نوع من أنواع التزوير التي قد تطالها”. وفق تعبيره.
ونبه رئيس الحزب ذو الخلفية الإسلامية، إلى أن حزبه يشارك في هذه الانتخابات “دون الحصول على أي ضمانات ودون أي تشاور معه بشأن التحضير لها”، معتبرا أن غياب المراقبين الدوليين وانعدام ضمانات الشفافية أمر مقلق”، لكن حزبه مع ذلك “قرر خوض المعاركة”، بحسب قوله.
رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير، فشدد في مهرجان خطابي في حي تفرغ زينة، أرقى أحياء العاصمة نواكشوط، رفضه “للمأمورية الثالثة وللملكية في موريتانيا”، مؤكدا أنه سبق وأن أعلن رفضه لها بشكل قاطع، و هو الآن “يجدد النية” بمناسبة افتتاح حملة انتخابات فاتح سبتمبر..
أما الأحزاب السياسية الأخرى فقد نظم بعضها مهرجانات خطابية داخل العاصمة و في المدن الداخلية بينما اكتفى البعض الآخر بتنظيم انطلاقة رمزية لحملاته الدعائية، الأمر الذي يرجعه المراقبون إلى ضعف التمويل لدى تلك الأحزاب، التي وجدت نفسها مجبرة على المشاركة في انتخابات 2018 بفعل قانون الأحزاب الذي يقضي بحل أي حزب لم يشارك في العمليات الانتخابية مرتين متتاليتين