سوق السمك ينتظر مشروع ترقية الصيد الممول من البنك الدولي
و م أ – يشكل سوق السمك بنواكشوط قطبا اقتصاديا هاما في مجال التنمية لما يمثله من بعد اقتصادي وسسيولوجي في عقلية وذهنية سكان نواكشوط، باعتباره النقطة الاولى التي تصلها الاسماك الطازجة القادمة من البحر .
مكان يشكل في تفاصيله وجهة ثابتة لسكان نواكشوط سواء في ذلك الراغبون منهم في شراء مادة السمك بغرض اعادة تسويقها داخل مختلف أحياء العاصمة، اومن يريدون تموين منازلهم بكميات من هذه المادة الحيوية ضمانا للاستهلاك اليومي.
ولا يتوقف نشاط سوق الصيادين في نواكشوط على هذا الثنائي بقدر مايتجاوزه الى فضاء حر يمارس فيه الجميع مهنة التكسب والبحث عن عائد اقتصادي من هذا النشاط اوذاك.
و قد عرف سوق السمك – الذي تم إنشاؤه فاتح مارس سنة 1997 كمؤسسة مختلطة ذات طابع اقتصادي -، بعض التغيير من حيث الإطار القانوني حيث تحول إلى مؤسسة ذات طابع تجاري وصناعي في 30 يوليو سنة 2014 ، مما ساهم في تطور البنية القانونية لهذه المنشأة و زيادة مداخيلها وتحسين ظروف عمالها البلغين 160 عاملا.
ولتفعيل دور هذه المنشأة الحيوية خصصت لها السلطات العمومية مبالغ معتبرة ضمن برامج التنمية المنفذة مع الممولين لمساعدتها على القيام بالدور المنوط بها كمصدر أساسي لتوفير مادة السمك وفضاء لخلق فرص العمل.
و في هذا الإطار يتوقع أن تشهد هذه المؤسسة تطورا كبيرا من خلال مشروع ترقية الصيد في غرب إفريقيا الممول من قبل البنك الدولي الذي تقرر ضمنه هذه السنة إقامة سياج على الحيز الجغرافي للسوق البالغ 8 كلم مربع (من فندق الأحمدي جنوبا إلى فندق صباح شمالا). و إقامة محطة للصرف الصحي وتصفية المياه الصناعية وتوفير الإنارة العمومية و بناء الطرق الاسفلتية، وذلك بغلاف إجمالي يبلغ 8 ملايين دولار مقدمة من المشروع المذكور.
وتتحدد مهمة مؤسسة السوق في تنظيف الحيز الجغرافي وتأجير المحلات التي يتم عرضها بأسعار مخفضة، حيث يشتمل هذا السوق 3 عنابر لاستقبال الأسماك وعنبرين للتقشير والتنظيف وعنبر لسمك الصردين وآخر للبيع و العديد من المحلات الأخرى المخصصة لتأجير معدات الصيد وماكينات الزوارق إضافة إلى محال تجارية متعددة.
و يضم السوق الذي يتحرك فيه يوميا قرابة 12500 شخص فرقة للشرطة ونقطة صحية كما يضم الحيز الجغرافي للسوق قرابة 22 مصنعا لتهيئة الاسماك و9 مصانع لإنتاج الثلج و11محطة للوقود.
وحسب الإحصاءات الصادرة عن مؤسسة سوق السمك في نواكشوط بلغ مجموع الأسماك التي وصلت السوق خلال سنة 2017، 9231 طنا و484 كلوغراما، تم الحصول عليها من خلال 28 ألف و 862 رحلة صيد قام بها أسطول الزوارق بالسوق الذي يبلغ 2671 زورقا.
وتزدهر بالسوق العديد من المهن المرتبطة بالصيد كالحمالة و تقشير وتنظيف الاسماك إضافة إلى مهنة السماك المعروفة وتجارة الشباك ومعدات الصيد الأخرى .
تقرير: محمد ولد عبد الحي