عزيز يتجه إلى خلق حالة قلق وخوف من التطرف شهورا قليلة قبل انتهاء مأموريته
نواكشوط – “مورينيوز” – من الشيخ الكبير- خيب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز توقعات مراقبين اعتقدوا أنه سيرد خلال مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية على بيان شديد اللهجة صدر عن رجل الاعمال المقيم في المنفى محمد ولد بوعماتو دعا فيه الموريتانيين إلى إسقاط النظام، لكنه أكد فرضيات أخرى تتعلق بتعديل دستوري مرتقب و السعي إلى خلق حالة من القلق من خلال شحن الموريتانيين ضد “تطرف إسلامي” و “عنصري” مفترض.
وغيب مراسلون معروفون وصحفيون مهنيون عن المؤتمر الصحفي الذي نظم في نهاية جولة على الولايات الموريتانية دعا فيها الرئيس إلى التصويت لحزبه مهددا أعضاء سابقين فيه بالطرد إذا صوتوا لغيره أو واصلوا الترشح على قوائم منافسه له.
ولم يطرح سؤال عن رجل الاعمال المعارض وبيانه، ويفترض أنه تم الاتفاق مع الذين حضروا على ذلك، لأن البيان الذي صدر عن الرجل شكل اهتماما لدى الرأي العام لوروده بلغة تصعيدية جديدة لم تعرف عن الرجل الذي صادرت السلطات مؤخرا ممتلكاته في البلاد. وكان من المفترض أن يسأل عنه الصحفيون.
ويعتقد محللون أن تركيز الرئيس عزيز على الاخوان المسلمين في حزب “تواصل” ذي المرجعية الاسلامية ترجمة لاتجاه نحو خلق حالة من الشعور بالخطر قد يتخذ منها النظام مبررا لأي عمل يقوم به قبل انتخابات العام 2019 التي يمنع الدستور على الرئيس الحالي خوضها.
وعرف عن جماعة الاخوان المسلمين الموريتانية التقليدية الابتعاد عن التطرف، أما الحزب الذي يقوده بعض أعضائها فهو مثل أي حزب موريتاني آخر يستقطب القوى القبلية والأعضاء من جميع المشارب. ولا يشكل الحزب بحجمه العادي وتوجهه الأيديولوجي أي خطر في نظر المتابعين.
وقال عزيز إن الفرق محدود بين الاسلام السياسي والارهاب مشيرا إلى أن الاسلامي السياسي يتحول إلى حمل السلاح بعد الفشل في الوصول إلى أهدافه بالسياسة.
وحذر عزيز من الذين قال إنهم وراء تدمير بلدان عربية عديدة في إشارة صريحة إلى الاسلاميين.
وتحدث ولد عبد العزيز عن متطرفين عنصريين في معسكر الموالاة يتلقون تعليمات من الخارج. ولم يسم هذه الفئة لكن يعتقد أنه يعني السياسي المتشدد برامه ولد عبيدي وبعض سياسي الزنوج.
وتبرأ الرئيس الموريتاني من وضع برامه في الحبس معتبرا المسألة شكوى تقدم بها شخص ضده ولا علاقة للسلطة بها.. غير أن مراقبين يشككون في براءة اعتقال برامه مهما كانت الاسباب في هذا الظرف بالذات.
ويدلي الموريتانيون بأصواتهم السبت في انتخابات برلمانية وجهوية وبلدية تأتي شهورا قبل انتهاء المأمورية الثانية للرئيس عزيز الذي تمنع مواد محصنة في الدستور ترشحه لمأمورية ثالثة.
وقال الرئيس مرارا إنه لا يفكر في خرق الدستور غير أن وزيره الأول ورئيس حزبه وكبار وزرائه يواصلون الحديث عن استمراره في السلطة.. وتصدر عن الرئيس نفسه تصريحات ملتبسة أحيانا، لكنه قال في مؤتمره الصحفي الليلة الماضية إنه لا يستبعد إجراء تعديلات دستورية بعد الانتخابات الحالية مؤكدا أن التعديل الدستوري لا ينبغي أن يكون على أساس مصلحة شخص ، إنما لمصلحة الامة.. وهذا أيضا بدا للبعض كلاما مبهما…