الموريتانيون يدلون بأصواتهم في انتخابات عامة وسط شكوك وقلق
“مورينيوز” – من الشيخ الكبير- بدأ نحو مليون وخمسمائة من الموريتانيين صباح اليوم الادلاء بأصواتهم في انتخابات اشتراعية وبلدية يشارك فيها 89 حزبا سياسيا وسط شكوك من المعارضة وقلق بشأن المستقبل السياسي للبلد.
ولاحظ مراسلون لـ”مورينيوز” في مناطق متعددة من البلاد أن الاقبال كان متوسطا في المدن الكبرى وكبيرا في المدن الداخلية والارياف. ويتوقع أن يرتفع في ساعات المساء.
ولاحظ مراسلو “مورينيوز” أن عملية الاقتراع تجري في شكل طبيعي. وقال ممثلون للأحزاب المشاركة إنه حتى الآن لم تلاحظ خروقات. غير أنه لوحظ أن بعض الناخبين يشتكي من عدم الحصول على بطاقات الناخب، كما قال البعض إنه سجل ولم يظهر اسمه.
ولاحظ مراسلو “مورينيوز” ضعف تمثيل أحزاب المعارضة والأحزاب الصغيرة الدائرة في فلك السلطة في مكاتب التصويت.. وعلل متابعون ذلك بأسباب تخص هذه الأحزاب.
وتعتبر الانتخابات الحالية حاسمة فهي تأتي قبل فترة قصيرة من انتهاء مأمورية الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي لا يسمح له الدستور بالتقدم للانتخابات المقررة قبل منتصف السنة المقبلة.
وعلى الرغم من إعلان الرئيس ولد عبد العزيز أنه لا ينوى خرق الدستور فإن وزيره الأول ورئيس حزبه وبعض كبار وزراء الحكومة ظلوا يقولون إنه لن يرحل.. وصدرت خلال حملة الانتخابات الحالية عن الرئيس تصريحات ملتبسة.
واندفع الرئيس الموريتاني في الحملة الانتخابية الحالية على غير المعهود، وجال على ولايات الوطن داعيا إلى التصويت لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم. ولم ينف الرئيس خلال مؤتمر صحفي له في نهاية الحملة احتمال إجراء تغيير دستوري انطلاقا من غرفة البرلمان المقبل، مؤكدا في الوقت ذاته أن تعديل الدستور لا ينبغي أن يكون إلا لمصلحة الأمة لا مصلحة الأشخاص.
ويعتقد محللون أن ولد عبد العزيز يعد لأمر ما بعد الانتخابات الحالية التي دعا الناخبين إلى أن يمكنوا حزبه من أغلبية مريحة عبرها.
وكانت الغالبية من أحزاب المعارضة قاطعت آخر انتخابات عامة ورئاسية تجري في البلاد قبل نحو خمسة أعوام، غير أنها تشارك كلها في الانتخابات الحالية وتعتبرها حاسمة..
ولا حظ مراسلو “مورينيوز” ومتابعون أن الانضباط الحزبي لن يميز هذه الانتخابات حيث سيصوت معظم الناخبين للأقارب حيث كانوا، لا للأحزاب.
ولاحظ مراسلون لـ” مورينيوز” أن مجموعات من أنصار هذا المرشح أو ذاك توجد أمام مكاتب التصويت لإرشاد الناخبين من جماعاتهم القبلية.. ويحدث أن يتم إرشاد الشخص إلى مرشحين من مختلف الأحزاب. وتبعا للقرابة يرشد الشخص إلى التصويت للحزب الحاكم، ولخصمه اللدود تكتل القوى الديمقراطية وغيره من الأحزاب المعارضة إضافة إلى سيل الأحزاب الصغيرة التي يجذب المرشحون الأوائل على قوائمها أقاربهم.