هل العشوائيات في موريتانيا شر لابد منه؟
نواكشوط-“مورينيوز”- محمد ولد سيد أحمد- رغم تعهدات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز التي أطلقها في سنة 2009 من داخل الحي الشعبي بالعاصمة نواكشوط المعروف باسم” الحي الساكن” لا يزال آلاف المواطنين الموريتانيين يعيشون في أحياء الصفيح، وذلك بعد نحو ثمان سنوات من تعهدات الرئيس بتأهيل جميع الأحياء العشوائية والقضاء نهائيا على هذه المعاناة التي يرزخ تحتها المواطنون منذ فجر الدولة الموريتانية.
تعتبر هذه الأحياء العشوائية مرتعا للقاذورات والأوساخ ووكر للمجرمين ومصدر قلق لمدينة انواكشوط، حيث أن أغلب العصابات تتخذ من هذه العشوائيات عرين لها، فتعيد تنظيم صفوفها كلما فككتها السلطات الأمنية، وهو ما يجعل من إنهاء هذه الظاهرة من الأمور الأمنية وصميم العملية الوقائية من الإرهاب والجريمة المنظمة، وذلك بإنهاء هذه العشوائيات تماما.
عشوائيات انواكشوط مرتع للقمامة ووكر للجريمة
وبالرغم من حملات التأهيل الكثيرة التي مكنت من تأهيل عدة أحياء داخل العاصمة نواكشوط من بينها حملة تأهيل الحي الساكن بالكامل بالإضافة إلى أحياء عديدة في كل من عرفات والسبخة والرياض وتوجنين ودار النعيم إلا أن جيوبا كبيرة تضم آلاف المواطنين في ظروف جد قاسية وغير صحية بالإضافة إلى مستواهم المادي المعدوم حيث أن جلهم ينحدر من الشرائح المهمشة والفقيرة.
ويعتقد البعض أن السر وراء ترك بعض من مظاهر العشوائيات هو سعي خفي لإيجاد مبررات لبرامج انتخابية مستقبلية وهو ما يجعل هؤلاء المواطنون ضحايا لما يصفه البعض بخبث السياسة وخبث البرامج.
جدير بالذكر أن الحكومات المتعاقبة منذ 2009 وحتى اليوم نفذت العديد من عمليات تأهيل الأحياء العشوائية داخل انواكشوط وفي الولايات الدخلية، إلا أن متابعين يرون أن ذهاب برامج التأهيل لخارج العاصمة نواكشوط التي يعتبر المشكل فيها مطروح بشكل ملح ومتراكم منذ عقود يجعل قرارات الحكومات المتعاقبة على برنامج تأهيل الأحياء قرارات مرتبكة حيث أنه وبرأي متابعين أولى إعطاء الأولوية لإنهاء عملية التأهيل داخل العاصمة انواكشوط وبعد ذلك يفتح برنامج للولايات الداخلية بدلا من تشتيت جهود الدولة وإفراغ العملية من معناها بتراكم المشكلة بانواكشوط رغم كل المحاولات لتبقى الأحياء العشوائية ومعاناة ساكنتها من المهمشين والفقراء قدر وشر لابد منه.
12 تعليقات