السكان في مسقط رأس البشير ينقسمون بين مؤيد ومعارض للاحتجاجات في السودان
شندي (السودان) (رويترز) – انقسم سكان بلدة شندي مسقط رأس الرئيس السوداني عمر البشير بين مؤيد لاستمراره في الحكم وبين المطالبة بتنحيته ولكنهم أجمعوا على تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد وسوء الخدمات في بلدتهم المطلة على الشاطئ الشرقي لنهر النيل وتبعد 150 كيلومترا شمالي الخرطوم.
واشتكى لؤي محمد خير (43 عاما) الموظف بأحد المكاتب وهو يتحدث بغضب لرويترز بوسط بلدة شندي بولاية نهر النيل من طوابير الخبز المستمرة منذ أشهر وارتفاع أسعار السلع ونقص البنزين ويرى أن هناك حلا واحدا ”نحن نحتاج لرئيس جديد وحكومة جديدة منتخبة“.
وهذا الرد ليس معتادا من أحد سكان البلدة التي كان ينظر إليها لفترة طويلة على أنها أحد ركائز السلطة الأقوى للبشير والبلدة الرئيسية لقبيلته.
ولم تشهد شندي أيا من الاحتجاجات الحاشدة المناهضة لحكم البشير والتي هزت الكثير من المناطق بالسودان خلال الأسابيع الستة الأخيرة لكنها لم تسلم من المتاعب الاقتصادية التي كانت السبب في اندلاع شرارة الاحتجاجات.
وبينما كان خير يتحدث في منزله كان آخرون يقفون أمام المخابز في حين انتظرت السيارات في طوابير طويلة للحصول على الوقود في محطات الوقود القليلة الموجودة بالمنطقة.
وقال خير لرويترز إن الأوضاع تدهورت خلال حكم البشير وهناك فشل في إدارة البلاد اقتصاديا وسياسيا. وعبر عن مساندته للاحتجاجات المناهضة لحكم البشير قائلا ”الاحتجاجات سوف تستمر حتى نهاية النظام“.
لكن بعض السكان يدافعون عن الحكومة ويتخوفون من أن تنتهي الاحتجاجات إلى فوضى في البلاد.
وقال عماد عبد الرحمن (53 عاما) إنه يتخوف من أن يسيطر العلمانيون على الحكم في البلاد. وأضاف لرويترز ”أنا أساند الشعار الإسلامي والدعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية ولذلك أساند الحزب الحاكم حتى لا يحكم البلاد أنصار العلمانية“. وتابع ”نعم نعاني من ضيق اقتصادي ولكننا ندعم الإسلام والاستقرار في السودان“.
”وجه جديد“
يناقش السكان سجل البشير في الشوارع. ويشكو البعض من ارتفاع أسعار السلع الغذائية حتى بالنسبة للخضروات واللحوم المنتجة محليا مع زيادة التضخم.
وتقول موظفة (27 عاما) طلبت عدم نشر اسمها ”نعم البشير ابن المنطقة ولكن 30 سنة من الحكم كافية وهناك حاجة لنظام جديد لتحسين حياتنا. نحن نعيش في مأساة. نحن لسنا ضد البشير ولكن اعتقد أن من الأفضل له أن لا يترشح لانتخابات 2020 . البلد يحتاج لرئيس جديد“.
ويتحول النقاش إلى الحديث حول ما فعله البشير لبلدته.
ولد البشير في عام 1944 في قرية حوش بانقا المجاورة ثم ذهب إلى المدرسة وترعرع في شندي. وينسب أنصاره الفضل له في بناء جامعة شندي ومستشفى البلدة وكذلك الجسر الذي ينقل الناس إلى الجانب الآخر من النيل والذي افتتح في عام 2009.
أما المنتقدون فيتحدثون عن الطرق غير المعبدة في شندي وحوش بانقا. ففي حوش بانقا ما زال كثيرون يعيشون في منازل بالطوب اللبن وشوارعها ترابية ويمكن رؤية عربات تجرها الدواب تحمل البضائع التجارية والأغراض الشخصية للسكان.
وتفاقمت المشكلات الاقتصادية للسودان والتي تتراوح من نقص حاد في السيولة النقدية إلى ارتفاع التضخم نتيجة فقدان معظم احتياطاته النفطية منذ انفصال جنوب السودان في 2011.
وأدت الأوضاع في السودان إلى عزوف الكثير من المستثمرين الأجانب إذ أنهم غير مستعدين لإبرام صفقات تجارية مع بلد رئيسها مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة تدبير أعمال إبادة جماعية في دارفور وهي التهمة التي ينفيها البشير.
وأنحى البشير باللوم على أعداء خارجيين والعقوبات الأجنبية.
وتعهد الرئيس السوداني بجلب المزيد من الاستثمارات والضغط من أجل رفع اسم السودان من قائمة الدول التي تعتبرها واشنطن راعية للإرهاب والتي تضم أيضا سوريا وإيران وكوريا الشمالية.
ويقول كثيرون في شندي إنه لم ينفذ أيا من هذه الوعود بعد.
وقالت طالبة جامعية (19 عاما) طلبت عدم نشر اسمها ”ليست لدينا مشكلة شخصية مع البشير. إذا تمكن من إصلاح البلاد وتوفير الخبز والوقود والظائف فليس لدينا مشكلة في أن يستمر في الحكم. نحن نعاني من الغلاء ونريد أن نعيش حياة أفضل“.