مودة.. برنامج توعية مصري لطلاب الجامعة عن الحب والزواج للحد من الطلاق
تقول الزوجة ”باخد العيال وبجيب العيال وباروح الشغل وباروق (أرتب البيت) والأكل على النار … مقصرة أنا علشان الأكل على النار؟“ فيرد الزوج قائلا ”الشقة عبارة عن زبالة“.
والمسرحية جزء من مشروع حكومي جديد باسم ”مودة“ يقدم دروسا لطلاب الجامعات عن كيفية اختيار شريك الحياة وإدارة الخلافات الزوجية.
والهدف هو الحد من الطلاق بعد أن بلغ عدد حالات الطلاق أكثر من 198 ألف حالة في 2017 بزيادة بنسبة 3.2 بالمئة عن العام السابق.
ومشروع مودة ما زال في طور التجربة لكن الهدف منه هو استهداف 800 ألف شاب وشابة سنويا بدءا من عام 2020 وأن يصبح تلقيه إلزاميا في نهاية الأمر على طلاب الجامعات قبل تخرجهم.
وبعد مشاهدة المسرحية أشار بعض الطلاب والمدرس إلى أن على الزوج أداء المزيد من المهام المنزلية.
وقال المدرس صلاح أحمد ”مش واجب عليها تعمل ده“ وأضاف أن النبي محمد كان يساعد زوجاته في جميع المهام ويجب الاقتداء به.
لكنه قال كذلك أن الزوجة يجب أن تكون أكثر تفهما وأن تبدو بمظهر حسن أمام زوجها بدلا من استقباله وهي تكنس الأرض.
وقالت جوليا جوزيف (23 عاما) التي حضرت الفصل الدراسي مع خطيبها إنها تشعر بالقلق من أن تؤثر المصاعب الاقتصادية في مصر على زواجها. فالزوجان لا يمكنهما الاعتماد على راتب واحد لذلك ستضطر للعمل وهو ما قد يؤدي إلى ترتيبات تشبه الواردة في المسرحية.
وقالت جوليا ”شايفة إن أنا مش حاقدر أشوف أمور بيتي وأدير أسرتي بطريقة كويسة“.
ودروس برنامج مودة ترافقها تسجيلات فيديو متاحة على تطبيق يوتيوب وبرامج إذاعية ومسرحيات تعليمية. وتشارك فيه الكنيسة والأزهر.
وقال عمرو عثمان مدير مشروع مودة بوزارة التضامن الاجتماعي ”إذا كنا عايزين نحل المشكلة من جذورها بنكلم وبنخاطب المقبلين على الزواج“. وأضاف أن هناك ارتباطا في مصر بين الطلاق ومشكلات مثل أطفال الشوارع وإدمان المخدرات.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر للشباب في يوليو تموز إن الطلاق والانفصال يعني أن ملايين الأطفال المصريين يعيشون بدون أحد أبويهم.
وأضاف السيسي إنه يريد أن ينهي ظاهرة الطلاق الشفهي، إي إلقاء يمين الطلاق دون توثيقه رسميا، في مصر لأن معدلات الطلاق مرتفعة للغاية. وقال مسؤولون إن مشروع مودة انطلق استجابة لدعوة السيسي.
ويقول باراك بارفي الباحث الزميل في مركز دراسات نيو أمريكا في واشنطن عن السيسي ”إن أسلوبه أبوي ويتكلم عن المصريين باعتباره أبا لهم… (مشروع مودة) يعكس قناعته بأن التغيير يمكن إحداثه من أعلى وليس من أسفل على مستوى القواعد الشعبية“.
وقال عبد الله الحسيني (26 عاما) الذي قام بدور الزوج في المسرحية إنه يأمل أن يتزوج في المستقبل القريب.
وأضاف أن الضغوط الخارجية هي ما يمكن أن يتسبب في مشكلات بعد الزواج.
وتابع ”الحاجة اللي ممكن تسبب صعوبات بالنسبة لي هي الضغوطات النفسية ..المصاريف الأقساط ظروف الأولاد إذا كان مثلا مشكلة فلوس بالنسبة للدروس أو مدرسة أو نادي أو الأكل كل الكلام ده ضغوطات نفسية بتأثر على حالتي“.