فلسطينيون يشتبكون مع مستوطنين لمنعهم من السيطرة على جبل تاريخي
من علي صوافطة
جبل العرمة (الضفة الغربية) (رويترز) – اشتبك مئات الفلسطينيين يوم الإثنين مع عدد من المستوطنين الذين حاولوا الوصول إلى جبل العرمة الأثري جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية.
جنديان إسرائيليان بالقرب من جبل العرمة بالقرب من نابلس يوم الاثنين. تصوير: محمد تركمان – رويترز.
وعملت قوات الجيش الإسرائيلي الذي وصلت إلى المكان على إبعاد المستوطنين في البداية قبل أن تشتبك مع الفلسطينيين الذين رشقوها بالحجارة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني أنه نتج عن هذه المواجهات ”إصابتين بالرصاص الحي و50 إصابة بالغاز و 10 إصابات بالمطاط“.
وأوضح فؤاد معالي رئيس بلدية بيتا التي يقع الجبل ضمن أرضيها أن المستوطنين يحاولون السيطرة على هذا الجبل الذي يبلغ ارتفاعه 1500 متر عن سطح البحر ويضم قلعة أثرية ويطل على منطقة واسعة تشمل عدة قرى مجاورة.
وقال معالي فيما كان يقف وسط مئات الشبان الغاضبين الذين كانوا يهتفون بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المكان يا (بيتاوي سير سير حتى النصر والتحرير)“ سنحمي هذا الجبل ومن واجب الناس حمايته إذا استولى المستوطنون على هذه التلة سيتم السيطرة على كل القرى المجاورة“
وأضاف في حديث لرويترز ”المستوطنون كل ما يشوفوا تل بدهم يستولوا عليها بدهم يسيطروا على كل المناطق“.
وعمل الشبان الفلسطينيون قبل عدة أيام على وضع علم فلسطيني ضخم على سارية وسط الجبل وحراسته ليلا ونهارا.
وقال أحد الشبان الذي اكتفى بتعريف نفسه بأحمد أن ”مئات الشبان جاءوا اليوم بعد سماعهم النداء بالمساجد من اجل التوجه إلى الجبل لمساعدة الشبان الموجودين هناك الذين يتعرضون لهجوم من قبل المستوطنين“.
ويخشى مسؤولون فلسطينيون من سيطرة المستوطنين على الجبل رغم عدم وجود قرار من إسرائيل بمصادرته لغاية الأن.
وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في محافظة نابلس ” قصة الجبل أن الاحتلال له أطماع فيه“.
وأضاف في حديث لرويترز أثناء وجوده في المكان ”المستوطنون قرورا في البداية عمل مسير سياحي على الجبل لذلك قرر الشبان قطع الطريق على هذا المخطط الاستيطاني ووضعوا علما على سفح الجبل واحتشدوا عليه“.
وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطينية أن ”صفقة القرن ضاعفت إرهاب المستوطنين وشهيتهم لابتلاع المزيد من الأراضي“
وأضافت في بيان لها يوم الاثنين أنها ”تنظر بخطورة بالغة لحملات المستوطنين الهادفة للسيطرة على منطقة جنوب وجنوب غرب نابلس وإقامة تجمع استيطاني ضخم فيها يفصل شمال الضفة الغربية عن وسطها وجنوبها“.
وتابعت في بيانها أن ”هذا المخطط خطير بما يخلفه وينشره من خراب ودمار لأراضي وممتلكات المواطنين الفلسطينيين، ذلك كله بحماية قوات الاحتلال وبدعم واشراف المستوى السياسي في أمريكا واسرائيل، وهذه المرة تحت ستار صفقة القرن“.
وتشهد الضفة الغربية نشاطا استيطانيا في مناطق مختلفة تتزامن مع إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مصادقته على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية قبل أيام.
وتظاهر عشرات الفلسطينيين يوم الاثنين في جبل النجمة جنوب مدينة نابلس حيث عملت الجرافات الإسرائيلية على تسوية الأرض في المنطقة يوم الأحد.
وأطلقت القوات الإسرائيلية التي تواجدت في المكان القنابل الصوتية لتفريق المحتجين.
وطالبت الخارجية الفلسطينية في بيانها“ المجتمع الدولي الدفاع عما تبقى من مصداقية له، وسرعة التحرك للجم اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال والضغط عليها لوقف تنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية تحت مسمى خطة السلام الامريكية“.