تحت حصار كورونا.. الوضع في أرمجدون أشبه بنهاية العالم
أرمجدون -(رويترز) – لم يعد من الممكن مشاهدة إنسان واحد في موقع أرمجدون حيث أدى إغلاقه شبه الكامل بسبب انتشار فيروس كورونا إلى ابتعاد الزائرين المسيحيين عن هذا الموقع الذي ورد ذكره في الكتاب المقدس في شمال إسرائيل على مسافة نصف ساعة بالسيارة من مدينة الناصرة.
ففي الأوقات العادية يصل السياح يوميا لشق طريقهم صعودا إلى الأطلال القائمة على قمة أرمجدون التي يغلفها الضباب ويقال إنها ساحة معركة نهاية الزمان بين الخير والشر في السفر الأخير من العهد الجديد.
أما الآن فما من علامة على وجود حافلات السياح والزائرين المتدينين على تلك الرابية العتيقة.
وقال حارس أمني محذرا من العدوى ”قلة من الناس الجريئين صعدت إلى هنا للتمشية. وأنا لا أنصح بذلك“. وكان هذا الحارس واحدا من عدد من العاملين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة في الموقع.
تقع أرمجدون قرب بلدة مجدو الإسرائيلية الحديثة وسجنها الشهير. ويبدو أن أقدم إشارة إليها في النصوص القديمة خلال حكم الفرعون المصري تحتمس الثالث الذي انتصر على ممالك سوريا وكنعان في سنة 1468 قبل الميلاد.
وأرمجدون من المواقع السياحية العديدة التي تقف مهجورة الآن بعد أن فرضت إسرائيل حجرا صحيا إجباريا لمدة 14 يوما على كل القادمين إلى البلاد من الخارج، الأمر الذي يعد تجميدا فعليا لصناعة السياحة.
وبالتطلع شرقا عبر الجليل تبدو كنيسة البشارة، التي بنيت في موقع يعتقد كثيرون من المسيحيين أنه كان بيت السيدة مريم العذراء في طفولتها، مهجورة إلا من بعض المتدينين.
وكان قساوسة يملأون أكياسا من البلاستيك بالشموع البيضاء والمياه المقدسة يوم الأحد يطلبون من المصلين أداء الصلوات في بيوتهم. وتغلق الكنيسة نفسها فيما بين الصلوات واقتصر عدد الحاضرين على 10 مصلين فقط.
وقالت الأخت بياتريس بورات التي تعمل مع الزائرين الكاثوليك القادمين لزيارة الناصرة ومواقع أخرى في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة ”كنا نستعد لما كان يجب أن يصبح أشد مواسم السياحة كثافة على الإطلاق في عيد القيامة“.
وأضافت ”بيوت الاستضافة والفنادق استعانت بعمالة موسمية. والآن أصبح الجميع يجلسون في بيوتهم. شيء محزن“.
* خدمات أساسية
قالت إسرائيل إنها رصدت أكثر من 300 حالة إصابة بفيروس كورونا. وقالت السلطة الفلسطينية إنها رصدت أكثر من 40 حالة في الضفة الغربية. وأغلقت السلطات الدينية كنيسة المهد في مدينة بيت لحم مسقط رأس المسيح والتي خلت أيضا من الزوار.
وفي الأغلب تم إغلاق الأبواب الحديدية لسوق البلدة القديمة في مدينة الناصرة في مطلع الأسبوع بتوجيه من وزارة الصحة الإسرائيلية لكن متجرا واحدا متخصصا في طحن الحبوب لصناعة المشروبات العربية القوية ظل مفتوحا.
وقال رغد فاهوم الذي يدير المتجر المسمى فاهوم بن وبهارات ”قالت الحكومة إن الخدمات الأساسية يجب أن تظل مفتوحة. القهوة خدمة أساسية“.
لكن مع عدم وجود سائحين يخدمهم فإنه ينتظر ضائقة. وقال ”شيء يقول لي إننا لم نصل إلى القاع بعد“.
وحتى إذا كان تراجع السياحة قصير المدى فإنه يترك أثرا على الاقتصاد في المدن التي تعتمد على السياحة مثل الناصرة وبيت لحم على حد تعبير بسيم عصفور رئيس مجلس مدينة الناصرة.
وقال عصفور خارج كنيسة البشارة وهي كنيسة يونانية أرثوذكسية ”في العادة تغص الكنيسة بالناس في أيام الأحد من المطقة ومن خارجها. هذا أقل عدد من الناس رأيته إلى الآن هنا“.
وأيضا بلغ عدد المصلين في تلك الكنيسة عشرة مصلين. وطبقا للتراث فإن النبع الموجود تحت الأرض في هذا المزار الأرثوذكسي المكون من الحجر الطفلي هو المكان الذي كانت مريم العذراء تحصل منه على الماء خلال البشارة عندما أبلغها جبريل بأنها ستلد المسيح.
وقالت روان جرجورة وهي واحدة من المصلين إنها جاءت للصلاة ”لأننا نحتاج إلى الله في أوقات مثل هذا“ الوقت. وأضافت ”سأبقى بعيدة عن الجار وأحاول أن أظل قريبة من الله“.
إعداد منير البويطي ومحمد عبد اللاه للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة