طبيب يحذر: وفيات كورونا في أمريكا قد تصل إلى 200 ألف مع ملايين الإصابات
(رويترز) – حذر كبير خبراء الحكومة الأمريكية بمجال الأمراض المعدية يوم الأحد من احتمال ارتفاع الوفيات بسبب فيروس كورونا في الولايات المتحدة إلى 200 ألف مع إصابة الملايين بالفيروس في حين حذر مسؤوولون في نيويورك ونيو أورليانز ومدن رئيسية أخرى من قرب نفاذ الإمدادات الطبية.
وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي.إن.إن) قدر الطبيب أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية عدد الوفيات التي قد تسببها الجائحة في الولايات المتحدة بين 100 و200 ألف.
ويشير موقع المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها على الإنترنت إلى أنه منذ 2010 يتوفى سنويا بين 12 ألفا و61 ألفا بسبب الأنفلونزا في الولايات المتحدة.
وتجاوز عدد حالات الوفاة بفيروس كورونا المستجد يوم الأحد 2400 حالة بعد أن تجاوزت الوفيات يوم السبت أكثر من مثلي مستواها قبل يومين. وسجلت الولايات المتحدة الآن أكثر من 137 ألف حالة إصابة بمرض كوفيد-19 الناجم عن الفيروس وهو ما يفوق الأرقام المسجلة في أي بلد آخر بالعالم.
وقال جيسون براون الذي فقد عمله في الإعلام الرقمي بسبب تفشي الفيروس إن تقديرات فاوتشي مفزعة.
وأضاف ”أشعر وكأنها تتزايد وتتزايد…لا يوجد مصل. يبدو أن العديد من الناس لا يأخذون الأمر بجدية في الولايات المتحدة وهو ما يجعلني أعتقد أن الأمر سيزداد مأساوية“.
وخيم الهدوء على مدينة نيويورك الصاخبة عادة باستثناء أصوات أبواق سيارات الإسعاف.
وأعلنت ولاية نيويورك نحو 60 ألف حالة إصابة بكورونا و695 حالة وفاة في المجمل يوم الأحد بارتفاع 237 حالة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مع وفاة شخص في الولاية كل ست دقائق. وقال حاكم الولاية أندرو كومو إن عدد المرضي الذين ينقلون للمستشفى بدأ يتباطأ حيث أنه يتضاعف كل ستة أيام بدلا من كل أربعة أيام.
*نقص أجهزة التنفس
وصف جريتشن ويتمر حاكم ولاية ميشيجان، الذي أصبحت ولايته من بين أسرع الولايات في ارتفاع عدد الإصابات خاصة في المقاطعة التي تضم ديترويت، التفشي بأنه مفزع بدرجة ”تمزق الأحشاء“.
وقال لشبكة تلفزيون (سي.إن.إن) ”لدينا عمال تمريض يرتدون كمامة واحدة من بداية دورة عملهم حتى نهايتها، الكمامات التي يفترض أن تكون لفحص مريض واحد … نريد بعض المساعدات وسنحتاج لآلاف من أجهزة التنفس الصناعي“.
وقال بيل دي بلاسيو رئيس بلدية نيويورك لتلفزيون (سي.إن.إن) يوم الأحد إن المدينة ستحتاج إلى مئات أخرى من أجهزة التنفس الصناعي خلال أيام والمزيد من الأقنعة والملابس الطبية وإمدادات أخرى بحلول الخامس من ابريل نيسان.
وقال جون بيل إدواردز حاكم ولاية لويزيانا إن أجهزة التنفس الصناعي في نيو أورليانز ستنفد قرب الرابع من ابريل نيسان ولا يعلم المسؤولون في الولاية إذا كانوا سيتلقون أي أجهزة أخرى من المخزون الوطني.
وقال لبرنامج (واجه الحقيقة) بقناة تلفزيون (سي.بي.إس) إن لويزيانا حاولت طلب 12000 جهاز تنفس صناعي من شركات تجارية وتلقت 192.
وقال إدواردز ”لم نحصل بعد على موافقة بالحصول على أجهزة تنفس صناعي من المخزون الوطني. سأستمر في الضغط من أجل هذا وأتمنى أن نحصل على بعض مما تبقى“.
وبارقة الأمل الوحيدة يوم الاحد جاءت من فلوريدا التي سجلت نحو 200 حالة إصابة جديدة لكن لم تسجل أي وفيات. وبلغ إجمالي الوفيات في الولاية 56 حالة.
ويشعر الأطباء أيضا بقلق خاص بشأن نقص أجهزة التنفس الصناعي التي يحتاجها من يعانون من المرض التنفسي الذي يشبه الالتهاب الرئوي.
ويوم السبت حذرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها سكان نيويورك وكونيتيكت ونيوجيرزي من السفر لغير حالات الضرورة لمدة 14 يوما.
وما يزال نقض الإمدادات يؤثر على اختبارات متابعة تطور المرض رغم وعود البيت الأبيض المتكررة بتوفيرها بشكل كبير.
ومنذ ظهور الفيروس لأول مرة بالولايات المتحدة نهاية يناير كانون الثاني تأرجح رد فعل الرئيس دونالد ترامب بين التهوين من مخاطر العدوى وحث الأمريكيين على اتخاذ خطوات للحد من انتشارها.
وفي وقت لاحق يوم الاحد قال ترامب للصحفيين إنه سيكون على المستشفيات التي لا تستخدم أجهزة التنفس الصناعي التخلي عنها مشيرا إلى أن هناك اكتنازا لهذه الأجهزة.