فرنسا: من هم “الشيباني” ولماذا يقتلهم كوفيد -19 في صمت رهيب؟
علاء الدين بونجار
“الشيباني” مصطلح يُطلق في فرنسا على كبار السن المتقاعدين من أصول مغاربية وافريقية. الكثير منهم لايزالون يعيشون في مراكز إيواء المهاجرين وفيروس كورونا الذي بات يخطف حياة المُسنين الفرنسيين، لم يستثن فئة “الشيباني”. جمعيات مساعدة الأجانب باتت تناشد قنصليات المغرب والجزائر وغيرها لترحيل الجثث ودفنها بكرامة في البلدان الأصلية
عدد كبار السن الفرنسيين الذين توفوا بسبب فيروس كورونا داخل دور العجزة تجاوز ستة آلاف شخص، وهناك مسنون آخرون لا يملكون الإمكانات المادية للاستفادة من هذه المؤسسات الصحية وهم من أصول أجنبية ويسمون بـ”الشيباني “.
وتعني كلمة ” الشيباني” بالعامية في دول المغرب العربي كبير السن ، وقد اشتقت منها عبارة Chibani في اللغة الفرنسية والتي تعني عمالا متقاعدين يعيشون في مراكز إيواء ، جيء بهم بعد الحرب العالمية الثانية للعمل في المصانع والمزارع وإعادة الحياة للاقتصاد الفرنسي .
جمعيات مساعدة “الشيباني” تقول إن فيروس كورونا بات يفتك بهؤلاء في صمت، فأصلا مراكز الإيواء هي مراكز تضم أشخاصا يعانون أمراضًا مزمنة، وهي مراكز تفتقد لشروط العيش الكريم حيث لا تتعدى مساحة الغرفة 8 أمتار، مع استخدام جماعي للمطبخ والحمام، وهذا يزيد من مخاطر انتشار الفيروس.
حسب الأرقام الرسمية، يوجد 142 مركزا للإيواء أو ما يسمى بالفرنسية “Foyers “، وهذه المراكز تستقبل نحو أ120 لف مقيم ، حيث لم تقدم الشركات المسيرة أي مستلزمات صحية للمسنين ، وواصلت المطالبة بأجرة الكراء دون إجراءات خاصة لمواجهة وباء كورونا .
بعض الجمعيات الجزائرية والمغربية تتحدث عن عشرات الجثث التي باتت تتكدس وتنتظر الدفن بسبب غياب المقابر الإسلامية، ومع غلق الحدود تمت مراسلة القنصليات لترحيل الجثث ومنح “الشيباني” نهاية كريمة تُريحهم من حياة صعبة وضنكة عاشوها مقّطعين بين بلدانهم الأصلية وفرنسا، حيث تم استغلالهم دون أن يتم منحهم الحقوق التي اكتسبها المتقاعدون الفرنسيون.