رئيس مبادرة “لمعلمين”: لآبائنا جزاء الصابرين ولنا جزاء المجاهدين.. نريدها معركة سلمية ونحن على استعداد لها إذا كانت غير ذلك
القضاء الموريتاني سيف مسلط على الراغبات في الزواج من طبقتي.. والزوايا يحسدوننا لأنا نافسناهم في العلم
نواكشوط – “مورينيوز”- من الشيخ بكاي
اتهم الشيخ ولد ابيبه وهو موريتاني من طبقة “المعلمين” (الصناع التقليديون) طبقة “الزوايا” بالنفاق والحسد ومحاربة أبناء طبقته لأنها نافستهم في العلم،واصفا المنظومة القضائية الموريتانية بالجهاز المنحاز للزوايا وحامي قيمهم. وحذر الرجل – في حديث إلى “مورينيوز”- من أن “موريتانيا إما أن تكون للكل “أو لا تكون” ، مؤكدا استعداد “لمعلمين” للعنف في حال اضطروا إلى ذلك.
نص الحديث:
* لم تصرون على الزواج المختلط؟
– كل الراغبين في الزواج المختلط وهم كثر يخافون من جهاز القضاء.. لقد سجنوا هنا وعذبوا وفسخ زواجهم …
* إشرح
– القضاء الموريتاني تسيطر عليه فئة الزوايا وهو يحمي قيمها وثقافتها وهو الذي سجن المعلمين كثيرا لهذا السبب وبالتالي الشرح أنه يستقذر المعلمين.. يرفض المعلمين.. لا يريد أن يختلط المعلمين بفئات المجتمع الأخرى..
* قلت إنه تم سجن //معلمين// بسبب أنهم تزوجوا من زاويات؟
– نعم… القضاء الموريتاني سيف مسلط على المعلمين المستعدين لأن يتزوجوا من زاويات والزاويات المستعدات أن يتزوجن من المعلمين .. هذا الجهاز القضائي الموريتاني هو الذي يشكل إرهابا على الفتيات من الزايا اللائي يعانين العنوسة ويتدفقن في الشوارع وتفضلن ممارسة الرذيلة والحرام على الزواج الشرعي لأنه سيقود إلى القضاء… أما السفاح فسيكون مسألة تخفى أو يقتل الابن…
أقول لك حالات كثيرة …نسبة تدفق الفتيات إلى الحرام مرتفعة بسبب قمع القضاء المسيطر عليه من طرف طبقة الزوايا والنظام السياسي الذي يعين القضاة ويضع يده على القضاء هو الذي يحمي ثقافة…
* تريد من النظام السياسي أن يرغم الناس على الزواج المختلط؟
– أقترح على النظام مبادرة : النظام له ثلاثة أطراف هي التي تحمي هذه الثقافة: الزعامات القبلية والقضاء والرئاسة…. إذا أراد النظام السياسي القضاء على هذه الفوارق فلا بد من أن يسبق ذلك تنظيم حوار وطني بين كل طلبة العلم من كل الفئات وهم أكثر في المعلمين من الزوايا .. حوار يصلون فيه إلى حقيقة أن هذه أوهام وجاهلية لا يحميها شرع.. ثم بعد ذلك يعلن استعداده لإقامة عرس جماعي وسيكون بالآلاف وليس بالمئات لأن ضغط فتيات الزوايا ضاغط على المؤسسات التقليدية.. هن محتاجات مقيدات تكتوين بنار العادات السيئة التي ورثنها ويحميها النظام…
* عدد لي أمورا ترى فيها تجذيرا لبقاء //لمعلمين// من الدرجة السفلى
– لا يقبل الزاوي أبدا في أي خلاف مع //معلم// أمام القضاء أن يكون الطرف الخاسر.. لان هذا يمس شرفه وعلى //لمعلم// أن يقبل الهزيمة ليقبل في المجتمع.. أما أن يصر على حقه كاملا فقد تجاوز الخطوط الحمراء…
حينما يتقدم شاب من //لمعلمين// اليوم لخطبة زاوية يتصدى القضاء لحماية العرف الاجتماعي..وتتداني القبيلة وتحمي لها الدولة عرفها، والقضاء جاهز لحماية ذلك العرف الجاهلي..
لا يمكن لجماعة من المعلمين أن تذهب إلى أسرة من الزوايا لخطبة ابنتها.. لن يكون الرد مجاملة.. سيكون الرد (؟) لأن عرفا اجتماعيا اهتز يسمونه //الدرجة//.. هذا ليس //درجة// هو جاهلية…
لا يمكن لأي منافسة ديمقراطية ايضا بمرشحين أن يفوز //لمعلم// أو يترشح باسم القبية…
ومن النظرة الدونية أنهم يتشاءمون بـ //لمعلمين//.. //الغلط // والجشع والكذب صفات تلصق بهم… أكذب الناس اليوم هم أهل الادارة والسماسرة لكن هذه الخاصية مخصصة للمعلمين..
الاعلام الرسمي لا يعطي فرصة للعلماء من //لمعلمين// .. يجدون الفضاء في الخارج وتلاحقهم فيه النظرة الدونية.. يقدمون هناك على أنهم ليسوا عربا.. والدولة لا ترشح معلم للبرلمان.
* لكن البرلمان كان بقيادة //معلم//
– لم يكن باسمه //معلم//.. كانت صداقة بينه وشخص معين ولم يرثها أي //معلم//.. وحينما اختفى اختفت.. كان يقمع ويمنع من الانتماء لطبقته.. وحينما اختفى ذلك النظام عاد إلينا ويعرف كيف عاد إلينا….هناك مسألة أخرى كانت سببا رئيسيا في ظلم //لمعلمين// هي إقصاؤهم من كتابة التاريخ.. لا يكتب عنهم كرموز ليظلوا مجهولين.. إقصاؤهم من كتابة التاريخ وعدم ظهور الكوكبة المثقفة في الاعلام جعلت كل الموريتانيين يقولون لنا تعلموا فالعلم يرفع. وأنا أقول إن العلم لا يرفع في موريتانيا… نحن أول من تعلم حين كان العلم حكرا على طبقة واحدة لكن هذا لم يشفع لنا… ظلت طبقة //لمعلمين// موضع تهكم وتنكيت من الفئة المتعلمة.. تسعون في المائة من قصص الجدات كانت تندرا علينا مما ملأ مخيلة النشء بالنظرة الدونية إلينا وبالتالي فإن الوضع في موريتانيا كارثي لأن الطبقة الحاكمة تريد أن تظل حاكمة.
* لكن الطبقة الحاكمة ليست بالضرورة من الطبقات العليا.. مزيج من الحراطين والزوايا والعرب وأزناقة والمعلمين هؤلاء هم الذين يحكمون موريتانيا
– هذا ليس صحيحا هناك أشخاص وضعوا في النظام القائم ليقال إنه ليس طبقيا..
* أنت تدعو إلى الاحتفاظ بطبقة //لمعلمين//.. صحيح؟
– .. سكتنا كثيرا نراهن على ذوبان الطبقات ولأنها لم تذب أدعو إلى إنشائها لنراجع مع الآخرين وندرك أهمية أن تذوب الطبقات …. سأقول لك إن النظام يحميها يوفر الاعلام والمال وينشئ رجال الاعمال والقيادات العسكرية منها….
* من أي طبقة؟
– من طبقة الزوايا وبعض حسان.. طبقة الزوايا التي حملت مشروع التفكيك والتفرقة تحافظ على التفكيك والتفرقة..
دعني أقول لهذه الطبقة: يصدق فيكم القول رمتني بدائها وانسلت… إنهم من فرقونا ويقولون إن الاسلام لا يحمل التفرقة .. من الذي فرق المجتمع من الذي ألف كتبا ستورث للأجيال القادمة وتحمى الآن كأنها تراث….
من كتب عن //لمعلمين// وقال إنهم من أصل معين وقنن أو شرع لبقائهم طبقة دنيا؟….
نعم هناك سيل من الكتب منه الكتاب سيئ الصيت المنتشر في الساحة “الوسيط”.. لقد انتقم منا صاحب الوسيط وقال إننا يهود.. قال إننا يهود.. نسي شرع الله.. إنه تكفيري بامتياز.. لقد استباح أعراضنا..
إن هناك طبقة اجتماعية تستبيح أعراضنا وأموالنا وامكنتنا… يتعاملون معنا بمبدا ليس علينا في الاميين سبيل، لكن أبناء //لمعلمين// الشرفاء اليوم أبوا إلا أن يعلنوها معركة نريدها فكرية وإن شاء القدر أن تكون غير ذلك فنحن فداء، ومستعدون للنتائج، مستعدون لدفع الثمن.. موريتانيا إما أن تكون لنا جميعا أو لا تكون. لأي أحد..
* لماذا قيل إنكم يهود؟
قيل إننا يهود لأننا نافسنا الزوايا فأرادوا التخلص منا لأنهم لم يكونوا يتعلمون للعلم كعبادة بل كانوا يتعلمون من أجل العيش ومن نافسهم في العيش (..) لقد نافسناهم.. لم يكونوا حرفيين ولا مزارعين حتى يستطيعوا العيش، كانوا يعيشون فقط بالميداد.. فلما نافسناهم ونحن الطبقة الوحيدة التي نافستهم في العلم أعلنوها حربا علينا….قل أن تجد أسرة //معلمين// إلا وفيها حافظ لكتاب الله..
كان آباؤنا صابرون ولهم جزاء الصابرين وكنا مجاهدين ولنا جزاء المجاهدين بإذن الله.
* لو قيل إنك حاقد طبقيا ماذا تقول؟
– أرد من أورثني أسباب أن أكون حاقدا عليكم؟ .. تعالوا نراجع سيرنا.. هل فيكم من يرفض الجاهلية… من يرفض الجاهلية لا أكون له عدوا ولكن من يفرض أن أظل دونه… ويرمي علي كل ما يتهم به.. وقد كتبها أحد كتاب التكرور رحمه الله أننا سلة ترمى فينا القاذورات.. من أراد لي أن أبقى هكذا سأكون له بالمرصاد وثوابي على الله.. لن يرى مني إلا الشجار والعيب والتوبيخ وحتى المواجهة لأنه تحدى عرقي ومن مات دون عرقه فهو شهيد… الطبقية هل تنازلوا عنها حتى يقولوا لي أنت حاقد.. كيف لا أكون حاقدا وهم مصرون عليها؟؟
* موضوعيا هل هناك عراقيل أمام //لمعلم// في المدرسة، في الوظيفة، تمنعه من أن يصبح “إنسانا كاملا” ؟
– نعم.. النظام والمجتمع متفقان على الحصار الذي يفرض علينا. ليست لنا فرصة في أن نتفوق في المدرسة وأبناؤنا متفوقون… لقد شاهدت بأم عيني ومعي شباب في المبادرة بعد إعلان النتائج كانوا على رأس اللائحة وبعد أيام انتقمت منهم أسر متنفذة فعلقت لوائح أخرى كانوا في أسفلها..
* وهذا لأنهم معلمين؟
– نعم لأنهم //معلمين//.. وهذا انتهاك لشرف تلك الأسر أن يفوز عليها معلم إن كان لها شرف…..
تاريخ النشر الأولالاثنين 15-07-2013|