سيارة ومطبخ وغرفة نوم ومكبر للصوت.. هذه هي مهنة تحويل الرصيد في موريتانيا
نواكشوط ” مورينيوز ” – مولاي أحمد ولد محمدن
بدأت حكاية تحويل الرصيد قبل نحو أربع سنوات وكان الإقبال عليها محدودا جدا وغير منتشر بين فئات عديدة من المتصلين بسبب عدم إمكانية تحويل الرصيد الزائد عن السعر الأصلي لبطاقة الشحن .
غير أنه بعد أن سمح بتحويل الرصيد -خاصة شركة موريتل موبيل وشركة ماتال لاحقا عبر ماسيعرف بخدمة <مشيلي>– وهو ما يعرفه المختصون في المجال بالرصيد <فوق وتحت > انتشرت هذه المهنة ولم تعد تقتصر علي اصحاب الدكاكين العادية بل تخصص فيها المئات من الباعة المنتشرين علي الشوارع الرئيسية وقرب إشارات المرور، ثم أتسع الأمر إلي درجة إفتتاح دكاكين خاصة بها لها علامتها التجارية فعبارة “تحويل الرصيد ” بالحجم الكبير أصبحت مألوفة لكل الموريتانيين كالبقالة ومقهي الانترنت مع مايميزها عن الجميع باسخدام الصوتيات التي تعلن عن أسعار التحويل لكل صنف ف 550 مثلا ب 1000 و1050ب 2000وهكذا .
ولايكاد يخلو شارع رئيسي أومجمع سكني في أنواكشوط وكبريات المدن الموريتانية من محلات تحويل الرصيد المميزة، ويعتبر أعمر ولد محمد السالك والذي لايحب أن تظهر صورته من أقدم من أنخرط في هذه المهنة بعد أن جرب عدة مهن كبيع الصحف وتلميع السيارات، وقد علمته هذه المهنة شيئا واحدا وهو كما يقول “أعلم فقط أن الموريتانيين يتكلمون في الهاتف أكثر مما يقرؤون “، وعن إمكانية أن يغير مهنته هذه إلي أخري أكثر دخلا فإن ولد محمد السالك لا يؤكد أو ينفي هذه الإمكانية فالعلم عند لله ولكني يقول ولد محمد السالك “متأكد من شيء واحد وهو أن هذه المهنة مدرة للدخل وليس لها رأسمال كبير ولا أقوم فيها بتأجير محل ولا عامل “.
ويشارك ولد محمد السالك هذه الآراء عبد البركة الذي أتخذ من شرقي سوق العاصمة مقرا خاصا به لا يمكن أن يقربه أحد من محولي الرصيد، ويضيف “من حقي ألا يزاحمني أحد فأرض لله واسعة ولن أزاحم أحدا”.
ولا يخفي عبد البركة سعادته بهذه المهنة التي بفضلها يدرس أبناؤه كلهم في المدرسة فهو لايريد لهم نفس المصير ولكنه كذلك يخاف علي مستقبلهم فهو لا يستطيع أن يوفر لهم كل شيء دائما.
أما أحمد ولد سيدي صاحب سيارة تحويل الرصيد فإن هذه السيارة بالنسبة له هي مكتبه وبيته ومحله وحتى مطبخه وتعني له كل شيء، ويزاحم بها “بوتيك كسكس” تاشهير والواقع في تفرع زينة من الصباح الباكر حتي الساعة الثانية عشر ليلا.
ويعمل أحمد ولد سيدي ذو الثلاثين ربيعا عند ابن عمه الذي استجلبه من مدينة بوتيلميت منتشلا إياه من براثين البطالة بأجر يناهز 60000 أوقية ورصيد دائم ومجاني يجعله علي اتصال مستمر مع أهله.
ويعتبر أحمد أن فكرة استخدام السيارات كان منشأها الحاجة إلي بطارية لتشغيل مكبر الصوت أولا ثم استخدمت لحفظ النقود وبطاقات الشحن عندما يكون الإقبال مرتفعا.
ثم تطور الأمر لجعلها مطبخا ومكانا للراحة ومحلا تجاريا كاملا له عماله وزبناؤه.
هذه هي مهنة تحويل الرصيد التي يعمل الآن بها المئات من العمال مع أنها كانت في الاصل مهنة قرر البنك الدولي أن يمولها ويجعلها حكرا على المعوقين، لعلها تقلل عوزهم وحاجتهم للغير وهي المهنة التي لا يبذل صاحبها أدنى جهد.
الاثنين 18-02-2013