أجواء ماطرة.. أوساخ ومياه راكدة ومتسوقون يشتكون الغلاء.. والبطل التركي مراد.. عندما يأتي العيد في الخريف….
نواكشوط ” مورينيوز “- من مولاي أحمد ولد محمدن
الأحد 12-09-2010| 09:48
باعة متجولون من جنسيات، مختلفة ومتسوقون أغلبهم نساء، ومخلفات ورقية وبلاستيكية وسيارات إسعاف وشرطة منهمكون في المراقبة والإشراف على سير السوق بانسيابية، وعيون الباعة المترقبة، وسيدات يفترشن الأرض لعرض مبيعاتهن، والبطل التركي ” مراد ” له أيضا وجوده.
هذه هي صورة السوق المركزي وسط العاصمة نواكشوط المعروف بسوق “كبيتال” يوما واحدا قبل حلول عيد الفطر المبارك.
يبدو على المشترين التعب والإرهاق بعد صيام رمضان تزامن مع خريف حار وماطر، ولكنهم مصرون على اقتناء حاجياتهم قبل حلول العيد مهما كلف الأمر.
السيدة فاطمة بنت محمد يحي في عقدها الثالث، ومن قاطني الأحياء الشعبية، وأم لثلاثة أطفال جاءت بهم للسوق كي يختاروا على ذوقهم وهم بذلك فرحون.
وتشتكي السيدة فاطمة من ارتفاع الأسعار، وصرحت لـ “مورينيوز” وهي تساوم أحد الباعة الأجانب المتجولين بأن:” أسعار الأطفال غالية الثمن، ولا أستطيع اقتناء فستان صغير لابتني فهو يصل ل 5000أوقية، ولا دراعة من ” مراد ” لولدي فثمنها ب 4000 أوقية”.
ويعمل زوج السيدة فاطمة أجيرا في دكان لبيع المواد الغذائية تقول بأن:” راتبه لا يكفي لتلبية كل حاجياتها وأطفالها المتزايدة، ولكنه عمل كلما في وسعه”.
أما السيد أ.م الصحفي بالإذاعة الوطنية والمتزوج حديثا، والذي طلب منا عدم الكشف عن اسمه لأسباب أسرية، فهو يقتني حاجيات العيد له ولزوجته على غير عادة الرجال، وأعاد ذلك لقلة إمكانياته وخوفا من مغالاة زوجته في طلباتها التي لو تركها على غاربها ما انتهت، وأضاف ” لمورينيوز ” ربما أن زمن سيطرة النساء قد ولى وانقضى”.
مريام بنت الطاهر تعيش في نهاية عقدها الرابع وتخاف من التصوير والصحافة، تعمل في خياطة وصباغة وبيع الملاحف، وعلى حد وصفها فقد ألجأتها الظروف لهذه الحرفة الشاقة بعد أن طلقت وتركها الزمن وحيدة مع أطفالها دون معيل.
ولا تحب مريام أن تذكر عدد أطفالها وتكتفي بقولها لـ ” مورينيوز”: ” فتبارك الله أعرف فقط بأنه لدي عدة أطفال”.
تفترش السيدة مريام الأرض ناثرة ملاحفها بمعية ورقابة ولدها ذي التسعة أعوام، الذي يبادرنا في تودد بالغ بالإجابة على أسئلة “مورينيوز” كلما تأخرت والدته في الإجابة عليها لانشغالها بالنداء على المتسوقات معلمة إياهم بأن لديها أنواعا جديدة من الملاحف تساير الموضة وفي مقدمتها ملاحف ” مراد ” وبسعر مناسب.
علامات الإعياء بادية على مريام التي تقطن في منطقة نائية من عرفات ويلزمها لبلوغ مكان عملها الذهاب باكرا تاركة أطفالها يغطون في نوم عميق، وتقوم بحاجياتهم عند الاستيقاظ ابنتها البكر، التي تتابع دراستها في الثانوية، ولا تريد لها مريام أن تعيش مثل حياتها القاسية.
السيد المختار ولد الحسن بائع في محل للألبسة الرجالية ويبدو عليه الانشغال في ترتيب أغراضه التجارية، إلا أنه غير راض عن حركة السوق وقال لـ “مورينيوز” إن: “الإقبال ضعيف رغم تدني الأسعار وسهولتها”. فهي على حد وصفه بين 35000 أوقية للنوعية الأفضل من دراعة ” بزاه “، و15000 أوقية لبزاه ” مراد ” التي تلقى إقبالا كبيرا من المتسوقين كما صرح لنا المختار و2000 أوقية ” للشكة ” الذي يقتنيها أغلب الموريتانيين من ذوي الدخل المحدود.
ويقول السيد إبراهيم ولد أحمد الذي يبيع حاجيات الأطفال إن ضعف الإقبال يعود للعيد نفسه ويصف عيد الفطر بأنه ” يقل فيه إقبال المتسوقين عن عيد الأضحى المبارك”.
وفي جانب آخر من نواكشوط ينتصب سوق ” المربط ” للأغنام وهو سوق يرتاده الموريتانيون بكثرة في المناسبات الدينية والاجتماعية، ويعتبرون اللحم من الوجبات المفضلة لديهم.
ويبلغ سعر الكبش ” الأملح الأقرن ” 40000 أوقية وهو سعر يصفه إسماعيل الذي كان يساوم بعض الباعة بأنه|:” سعر مبالغ فيه جدا”؛ ولذلك فهو يفضل اقتناء كبش أصغر منه ” أويال ” مقابل 18000 أوقية.
إلا أن يرب وهو جالب أغنام وخبير في سوق الماشية ـ كما قدم لنا نفسه ـ فيتوقع أن ترتفع الأسعار عما هي عليه الآن بسبب تزايد الإقبال، ويضيف باسما ” وبسبب اشتياق الصائمين للحم المذبوح في العيد ” أي ” أتينيك”.