قطاع النقل بين ضرورة استمرارية الخدمة و احترام الإجراءات
و م أ-
شكلت جائحة كورونا منعطفا تاريخيا غير مسبوق في الحياة البشرية وغيرت التداعيات التي نجمت عنها وتلك المترتبة عن مكافحة انتشارها أساليب الحياة والمعاملات في كل المجتمعات عبر العالم.
ومنذ ظهور الموجة الأولى من الجائحة بدأت السلطات العليا في بلادنا تنفيذ سلسلة من الإجراءات الاحترازية، سعيا منها للحيلولة دون انتشار الجائحة في صفوف المواطنين.
وتمثلت تلك الإجراءات حينها في إغلاق حدود البلاد البرية والبحرية والجوية وتوقفت الحركة بين المدن وفرض حظر التجول في عموم التراب الوطني و اغلقت الدراسة.
وواكبت تلك الإجراءات حملات تحسيسية جابت البلاد طولا لتوعية المواطنين في كل مكان بخطورة الجائحة وطرق الوقاية منها، مخافة توسع دائرة انتشارها في صفوف المواطنين.
ومنذ الوهلة الأولى لظهور الجائحة يواجه العالم بأسره تحديات غير مسبوقة ألقت بظلالها على معظم القطاعات الحيوية في كل البلدان، حيث كان لقطاع النقل في موريتانيا نصيب الأسد من التداعيات التي خلفتها الجائحة.
وكان العاملون في هذا القطاع في مقدمة المتضررين بتداعيات الأزمة، حيث شلت الحركة في البداية وتتابعت الأحداث ليتم فيما بعد حظر التنقل بن كل المدن في المستوى المحلى ويتم حظر التنقل كذلك بين كل الدول والقارات ولمدة زمنية ليست بالقصيرة.
إن الإجراءات المُطبَّقة للحد من تفشي جائحة كوفيد19 شلت حركة تنقل المسافرين بحريّة بين المدن والدول والقارات، بالإضافة إلى عدم قدرة بعض الشركات على تسديد مرتبات العمال بفعل انخفاض حاد في إيرادات النقل،الأمر الذي ولد مجموعة من التحديات على المديين القصير والطويل، نتيجة خفض الرواتب والاستغناء عن بعض الموظفين دون أبسط حقوق.
ولتسليط الضوء على واقع الناقلين في موريتانيا والتحديات المترتبة عن جائحة كوفيد 19 بادرت الوكالة الموريتانية للأنباء باستنطاق السائقين وأصحاب سيارات الأجرة والعاملين في مجال النقل للوقوف على طبيعة التحديات المترتبة على انتشار جائحة كورونا والتداعيات التي خلفتها الإجراءات الاحترازية على قطاع النقل.
وفي هذا السياق أوضح سيد أحمد ولد سالم سائق سيارة أجرة في مدينة نواكشوط أن جائحة كورونا كان لها تأثري سلبي خصوصا على الناقلين بين نواكشوط والولايات الداخلية، حيث توقف النقل بين الولايات ولمدة فترة زمنية معتبرة.
وأضاف أن أصحاب سيارات الأجرة في نواكشوط كانوا من بين الناقلين الأقل تضررا من الجائحة لأن العمل في العاصمة لم ينقطع رغم قلته نتيجة لإغلاق المدارس والاستغناء عن بعض موظفي القطاع العمومي وإغلاق بعض الأسواق والمطاعم خلال الموجة الأولى، مؤكدا أن سلطة تنظيم النقل ألطرقي بادرت بإصدار قرار يحد من ركاب سيارات الأجرة وحاولنا تطبيقه في البداية إلا أن سعر البنزين وعدم مراعاة ظروف الناقلين حالت دون تطبيقه.
وبين أن الإجراء الوحيد الذي تم الالتزام به يتمثل في ارتداء الكمامات أو ما ينوب عنها داخل الأسواق وسيارات الأجرة وأماكن التجمع العام.
فيما يرى محمد يحي ولد النقرة السائق بين المدن والعاصمة نواكشوط أن الجائحة تسببت في إعاقة حقيقية للنقل بدأت من الحظر الكامل للتنقل بين الولايات وعدم السماح بالمرور لغير الحاملين للبضائع، مضيفا أن السائقين الخصوصيين في هذه الفترة تكبدوا خسائر كبيرة دون أي لفتة من الجهات المعنية.
بدوره أوضح السيد محمد الأمين ولد أعمر ممثل وكالة التيسير للنقل أن جائحة كورونا كانت لها تداعيات سلبية على قطاع النقل عموما والعاملين فيه على وجه الخصوص، حيث أثرت الإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي للجائحة على مستوى دخل الناقلين وساعات دوامهم .
وأكد أن حظر التجوال كان من ضمن الإجراءات الأكثر تأثيرا على شركات النقل خصوصا أن الرحلات المبرمجة في الصباح يبدأ الحجز لها عادة في الليل.
وأضاف أن فترة حظر التنقل بين الولايات خلال الموجة الأولى كانت من أصعب الفترات التي واجهت الناقلين في موريتانيا، حيث تأثرت الشركات العاملة في المجال وبدأت في فصل بعض العمال وهو ما تسبب في تأثيرات اجتماعية كبيرة على ممتهني النقل .
وأردف نأمل أن تأخذ الجهات المعنية بعين الاعتبار الأضرار الناجمة عن تطبيق الإجراءات الاحترازية وتقديم الدعم للعاملين في القطاع لتجاوز تبعات الجائحة.
أما في ما يتعلق بتطبيق الإجراءات الاحترازية فبين ممثل وكالة التيسير أن ارتداء الكمامات مفروض على المسافرين والزوار بالإضافة إلى توفير المعقمات للتصدي لمخاطر كوفيد19 .
أما في ما يتعلق بتقليص عدد الركاب في الحافلات فأشار أن هذا الإجراء لم يطبق بشكل فعلي بسبب غلاء البنزين وطول الرحلة والعدد المحدود من الركاب وهو الإجراء الذي لم يراعي جانب الناقلين ولم يطبق لا في الموجة الأولى و لا في الثانية من الجائحة.
وأبرز ممثل وكالة التيسر أن قطاع النقل يعاني العديد من المشاكل الجوهرية والعائدة إلى عدم التنظيم وعجز الجهات المعنية عن تثبيت وتوحيد الأسعار المخصصة للنقل بين كل محور على حدة.
وكانت سلطة تنظيم النقل الطرقي قد أطلقت حملات تحسيسية لإبراز مخاطر فيروس كورونا في عموم التراب الوطني والمعابر الحدودية لتوعية المواطنين بخطورة جائحة كوفيد 19.
كما قامت بحملات دائمة ومتواصلة في معظم المحطات والملتقيات الرئيسية في العاصمة نواكشوط، مع وجود فرق لمتابعة هذه الحملات في مختلف النقاط المركزية و تقوم كذلك بتوزيع الكمامات ومواد التعقيم على المسافرين.
وشاركت في هذه الحملات عشرات الفرق والسيارات التى تحمل مكبرات للصوت وتتجول في مختلف المناطق والأماكن المستهدفة في إطار هذه الحملة على مستوى العاصمة بالاضافة إلى توزيع كميات معتبرة من الملصقات والكمامات والمعقمات على المستهدفين.
إعداد:محمد ولد الكوري