نصف قرن من خدمة الوطن.. مقتطفات من حياة وزير الداخلية السابق جبريل ولد عبد الله( 1): المولد والنشأة
ولد جبريل ولد عبد الله يوم ٢٥ دجنبر من عام ١٩٤٣ في مدينة كيفة.
أبوه هو عبد الله سينبير، إداري فرنسي مولود في بانكوك حيث كان والده إدغار سينبير يعمل أمينا للخزينة الفرنسية في تايلند، وهو من أسرة فرنسية معروفة تقطن في مدينة بيرلوتان بولاية بوردو بالشمال الفرنسي.
اعتنق عبد الله الإسلام بعد مقدمه إلى موريتانيا سنة ١٩٣٧، وتزوج بالسيدة فاطمة بنت دلمة ولد ولاته الجعفرية، وهي بنت عم الرئيس السابق المصطفى ولد محمد السالك ولد ولاته رحمهم الله جميعا.
كانت فاطمة أم جبريل، سيدة وجيهة وعصامية، ولها هيبتها في لعصابة. وقد اشتهرت في وسطها بالسخاء والكرم وحب الخير للجميع. تربت مع أخوالها أهل جدو ولد اخليفة بين آمرجّل وتامشكّط. وقد أسست في مستفيضة من بني عمومتها، ما يسمى ب”حلف المنفردة” أواخر أربعينيات القرن الماضي. حيث كان حلفا تحرريا يدعو إلى التحرر من بعض العادات المجتمعية السلبية والتبعية التقليدية العمياء ويحث على التعلم والولوج إلى المدارس، وكان من نتائج تأسيس هذا الحلف إنشاء قرية احسي البكاي لتمكين ساكنتها من الاستفادة من خدمات مدينة كيفة الناشئة آنذاك.
نشأ جبريل وترعرع في هذه الأسرة العصامية من الجهتين، فأخذ عن أبيه اعتزازه بالإسلام، وعن أمه حب المجتمع وخدمته.
بدأ جبريل مسيرته التعليمية متنقلا بين المدارس الابتدائية الفرنسية في كيفة وانيور وغاوه وتمبكتو وسيليبابي، مرافقا والده في تحولاته الوظيفية.
تربى جبريل في صباه في حي القديمة بكيفه أساسا، وهو أعرق أحياء كيفة. تم تأسيسه على خد “لمسيلة” الشرقي. وحي القديمة هو حي يدمج في وجدانه جميع المكونات المجتمعية في المنطقة، ويتميز ساكنوه تاريخيا بالتآخي والتآلف والمحبة وحفظ العهد.
بدأت صداقات طفولة جبريل رحمه الله في حي القديمة مع بعض أعيان لعصابه لاحقا مثل محمد ولد النهاه وسيدنا ولد حوبت ومحمد ولد الخليفة رحمهم الله، ومحمد عبد الرحمن ولد امين والمختار ولد بوسيف، ومن جامبور محمد ولد محمد الامين وجبريل بوكو رحمهما الله وادي بوبه وعبد القادر ولد بنضة أطال الله عمريهما.
كانت له صداقة خاصة مع أخويه لأمه ميشيل فيرجز ورينيه فيرجيز، فكان لإصرار الأم أثر كبير في ترابط الإخوة وتكوينهم واعتزازهم ببعضهم البعض.
أحمد جبريل ولد عبد الله