استمرار الجهود من أجل تعميم الماء على أحياء نواكشوط
و م أ-
يكتسي المرحلة الثانية من توسعة شبكة المياه في نواكشوط، أهمية بالغة لتغطية كل الأحياء السكنية في العاصمة بمخططها الحالي، بالمياه الصالحة للشرب، وهو أحد المشاريع الكبيرة التي تعكف على تنفيذها الحكومة تجسيدا لتعهدات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
ولتسليط الضوء أكثر على هذه التوسعة، ومراحل تنفيذها، والأهداف المرجوة منها، ومعرفة المعايير الفنية المتبعة في إنجازها، بادرت الوكالة الموريتانية للأنباء بإجراء مقابلات مع القائمين عليها.
وفي هذا الإطار أوضح منسق مشروع وحدة تنفيذ توسعة شبكة المياه في نواكشوط، السيد أب فال ولد محفوظ، أن هذا المشروع يشمل مرحلتين أساسيتين هما:
– المرحلة الأولي، وتتعلق بإنجاز 1500 كلم من الأنابيب و70 ألف توصيلة منزلية تم تنفيذها بالكامل وتسليمها، وأصبح المواطنون يستفيدون منها في الأحياء السكنية كالترحيل “قطاع 18” الذي يتوفر اليوم على 12 ألف توصيلة منزلية و على شبكة توزيع جديدة، كما تستفيد من هذه المرحلة بعض الأحياء القديمةفي كل من لكصر وتيارت ودار النعيم والسبخة والميناء وعرفات والرياض.
– المرحلة الثانية: تم إطلاقها في 12 نوفمبر 2019 من طرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وتشمل 1433 كيلومتر من الأنابيب، بالإضافة إلى إنجاز 100 ألف توصيلة منزلية، حيث بدأت هذه المرحلة بجزئين هما؛ الجزء الرابع تكميلي، والجزء العاشر .
وتأتي المرحلة الثانية -حسب منسق المشروع- حينما رأت الحكومة أن أحياء في العاصمة ظلت خارج تغطية شبكة المياه بعد اكتمال المرحلة الأولية، حيث تقرر تحيين دراسة المخطط الرئيسي، وتوصلت نتائج التحيين إلى إمكانية إنجاز 6 أجزاء جديدة، لتكون المرحلة الثانية من المشروع.
و بين منسق المشروع أن نسبة الأشغال في الجزء الرابع من طرح الأنابيب وتجربتها وصلت 90%، فيما بدأت مرحلة تنظيف الأنابيب وتعقيمها، تزامنا مع ربط التوصيلات المنزلية.
وأضاف أن الجزء العاشر يشمل 374 كلم من الأنابيب، وضعت منها 228 كلم، ما يعني تجاوز نسبة الأشغال حاجز 60%.
وتقدر الجهات الفنية انتهاء الأشغال في هذين الجزئين، حال استمرار العمل على وتيرته الحالية، في غضون 5 أشهر من الآن.
ويرى منسف المشروع أن السكان سيتمكنون لأول مرة من الحصول على خدمة المياه، قبل انتهاء الأشغال في المشروع، قائلا: “هذه مسألة جديدة في التنفيذ استحدثها معالي وزير المياه والصرف الصحي”، موضحا أن ساكنة “الحي الساكن” سيستفيدون من المياه الصالحة للشرب في غضون أسبوعين من الآن.
وأكد أن الأشغال متقدمة ولا يوجد ولله الحمد أي تعثر، مبينا أن أجزاء جديدة سيبدأ العمل فيها قريبا “كالجزء 6 التكميلي، و المتعلق بتغطية أجزاء من مقاطعتي عرفات والرياض، ثم الجزء 13 المتعلق بقطب توزيع السبخة والميناء، حيث جرى توقيع الصفقات، ومن المتوقع أن تبدأ الأشغال فيها قريبا.
أما الجزئين المتبقيين فيتعلقان بالأحياء الهشة، في كل من توجنين بوحديدة اسبيخة، وقندهار، ويشملان 7000 كيلومتر من الأنابيب و35 ألف توصيلة منزلية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الدراسات اكتملت والتمويل موجود وملف المناقصة صادق عليه الممول وهو حاليا على مستوى لجنة الصفقات، ومن المنتظر خلال الأشهر الأولى من هذه السنة اكتمال الملف فنيا لبدء الأشغال فيه.
وأكد منسق المشروع أن الآجال المحددة عموما تصب في صالح الهدف العام للمشروع، والمتمثل في اكتمال الأشغال قبل 2023، مشيرا إلى وجود بعض التحديات التي يواجههاالمشروع من أبرزها تنفيذه في محيط حضري مترامي الأطراف، وهو ما يتطلب عددا من الاستشاريين المكلفين بالمتابعة وعدد من شركات التنفيذ.
وكشف منسق المشروع أن الأجزاء الأخيرة من المشروع لا تتطلب تمويلا جديدا، بل يمكن إنجازها من الفائض التانج عن تمويلات المرحلة الأولى.
من جهته أوضح المسؤول الفني عن الجزء العاشر من المشروع، السيد محمد ولد اعزيز، أن هذا الجزء يتمثل في توسعة الشبكة في مناطق من الحي الساكن ودار السلام والزعتر وأمورات في عين الطلح وأحياء (صكوك) التي طرأت بعد الدراسة الأولى.
وأضاف أن هذا الجزء يشمل 400 كلم من الأنابيب بأقطار تتراوح مابين 500 مم و75 مم، وهي مكونة من نوعين من الأنابيب (الحديد المطاوع والبولي إتيلين). مبينا أنه تم حتى الآن وضع 228 كلم من هذه الأنابيب، أي نسبة 57%، كما تم تجريب 173 كلم منها وهو مايمثل نسبة 75% مقارنة بما تم وضعه من الأنابيب.
وفي منطقة صكوك أكد مسؤول الجزء العاشر أن العمل متقدم، حيث بلغت نسبة الأشغال 70%، وفيما يتعلق بأحياء عين الطلح تم وضع 50 كلم من الأنابيب وبقيت مرحلة التنظيف والتوصيلات المنزلية، مضيفا أن هذا الجزء يشمل 22 ألف توصيلة منزلية.
وبين أن الجزء الرابع يتضمن تجديد الشبكة في “سيتي ابلاج”، وبعض أجزاء تفرغ زينة، وقد تجاوزت نسبة الأشغال فيه 92%، كما تم تنظيف 30 كلم منها، أي ما يمثل 10%، فضلا عن إنجاز 50 توصيلة منزلية.
وفي ما يتعلق بتنظيف الأنابيب أوضح مسؤول الجزء العاشر من المشروع أن العملية تبدأ بتحديد المقطع أو الجزء المطلوب تنظيفه، ثم دراسة مستوى قوة الضخ للتأكد من عدم تأثير تنظيف الأنابيب على مياه الشرب في الشبكة القديمة، مشيرا إلى أن عملية التنظيف تتزامن دائما مع عمليات إنجاز التوصيلات المنزلية لضمان عدم ركود المياه، وتتم في أوقات قلة حجم الاستهلاك.
إعداد: محمد اعل الكوري