ممثل موريتانيا في البود كاست :ربما نحتاج عقودا لفهم البود كاست وعقودا أخرى للاستفادة من فرص عمل به.
نواكشوط_”مورينيوز”_ دادي سيدي يعرف
تنقسم وسائل الإعلام بين مسموع ومرئي، وقد استغنت الوسائل المسموعة عن الصورة دون أن تستطيع الوسائل المرئية بث محتواها دون الصوت، كان ذلك لأهمية الدور الذي يلعبه الصوت في إيصال المحتوى للمتلقي، ومن هنا ولد ما يعرف بفن التعليق الصوتي، “Voice Over” وهو مجال واسع عرفه العالم عام 1900 لدى مخترع اللاسلكي ريجنالد فيسي ندين، عند تسجيله للنشرة الجوية وكانت أول صوت مسجل يستخدم للتوصيل،
يخفي فن التعليق الصوتي في طياته نجوما مبدعين، ظلوا خلف المقصورة، تتعرف كل الآذان على أصواتهم، من الحرف الأول، وعمد رواد مجال التعليق الصوتي كغيره من المجالات إلى وضع بصمة أو فتح نافذة على التكنلوجيا المتطورة، وكان ذلك عن طريق تطبيق “البود كاست” أو “البث الجيبي” وهو تطبيق يعنى بمحتوى صوتي يمكن للمتلقي التعامل معه بسهولة أكثر من الإذاعة، وعرف عام 2004 في الولايات المتحدة حيث يستخدمه حوالي 40في المائة من السكان حسب إحصائيات 2015، وإلى الآن لم ينتشر بشكل واسع في العالم العربي، فمن بواكير استخدام قنوات البود كاست في العالم العربي، مركز الشباب العربي الذي ينظم مسابقة بسم البرنامج، تهدف لتكوين شباب لمدة ثلاثة أشهر، لإنتاج قصص عن الوطن العربي،
انتقت المسابقة من مجمل الشباب العربي 100 شاب من رواد “البود كاست” بينهم موريتانيان، وخضعت المجموعة لتكوين عن بعد لمدة شهر قبل أن تتم تصفيتهم على أساس المادة المقدمة، ليبقى 20 مشاركا من 18 دولة عربية، بينهم ممثل وحيد لموريتانيا،
هكذا ظل العلم الموريتاني يرفرف في سماء البود كاست، بيد الإعلامي عدنان عبد الله حب الله، وهو إعلامي موريتاني مهتم بفن الإلقاء الصوتي وهو الصوت الرسمي لقناة البرلمانية، وقد أفتتح عام 2018 مشروع “صوتي” المهتم بالتعليق الصوتي، وهو أول مشروع بموريتانيا ينظم دورات للتعليق الصوتي،
موقع مورينيوز أجرى مقابلة مع ممثل موريتانيا في مسابقة مركز الشباب العربي” البود كاست” عدنان عبد الله
س- ماهي مسابقة بود كاست؟
هي مسابقة نظمها مركز الشباب العربي برئاسة “الشيخ منصوربن زايد” وهو برنامج تدريبي يهدف لإنتاج قصص عن الوطن العربي، وتطوير المحتوى الصوتي العربي، شاركتُ فيه ببود كاست تحت عنوان “نوته”، وتأهلت للمرحلة النهائية التي تضم 20 مشاركا من أصل 100،
وينتظر ان نكمل تكويننا عن بعد ثلاثة أشهر، حيث نتنافس لنيل المرتبة الأولي، وكلمة بود كاست تعني محتوى صوتي يختلف عن المحتوى الإذاعي،
س- ما هي نوته ولماذا اخترت هذا الاسم؟
نوته هي أسم يطلق على الحرف الموسيقي، هذ البود كاست ليس وليد المسابقة هو بود كاست انشأته قبل المسابقة وشاركت به في عدت ورشات دولية حول التعليق الصوتي،
س- ما سر اهتمامك بفن التعليق الصوتي ومتى بدأ؟
بدأ اهتمامي بالتعليق الصوتي مع بدايات ولوجي للإعلام في إذاعة التنوير، عندها شدني مجال الصوت بدأت أقرأ عنه وعن أبرز المعلقين الصوتيين خصوصا “ماهر الآغا” الذي شاركت في أول دورة للتدريب الصوتي ينظمها وكان ذالك في تونس، عام 2020 حيث نلت حينها تزكية من الآغا اعتبرها وساما، وعدت للبلاد بفكرة مشروع صوتي،
س- ما هو مشروع صوتي؟
مشروع صوتي وليد اهتمامي بفن الصوت الذي أعتبره محل إبداع واسع واكبر مجالات الاستثمار في الإعلام، ويهتم “صوتي” بشقين هما الشق التدريبي الذي يقوم على تنظيم دورات تدريبية في المجال ، وشق تثقيفي يقوم على التوعية في بلادي على أهمية الصوت ودوره في إيصال المحتوي الإعلامي،
س- من هو عدنان وما هي مسيرته؟
إعلامي لا يهتم بالأضواء، بدأت العمل الصحفي عام 2012 مع إذاعة التنوير، بعدها التحقت بالتلفزيون الموريتاني خلال مسابقة رسمية، وعملت بها ثلاث سنوات قبل أن انتقل للعمل بموقع إيرام انيوز بأبو ظبي، واثناء تلك الفترة تعاونت مع بعض المؤسسات الإعلامية هناك لتسجيل الكتب الصوتية، حيث طورت مهارتي في التعليق الصوتي،
عدت للبلاد ولاكن رفض التلفزيون الموريتاني الرسمي عودتي للعمل، وبدأت ادرس سبلا للعمل الحر، وخلال ذالك بادرت بالمشاركة في دورة “ماهر الآغا” بتونس وعدت لتأسيس مشروع صوتي وهو الآن يتلقى عقود عمل جيدة ،كما انني أعمل في تلفزيون البرلمانية كصوت رسمي.
س- كيف تقيم الاهتمام في موريتانيا بهذا المجال
دون المستوى المطلوب، والوعي بالمجال وبما يفتحه من فرص العمل ضعيف جدا فمن بين أبرز الصعوبات التي واجهتني غياب الدعم الرسمي، حيث سافرت للتكوين في تونس بموارد شخصية وبها فتحت مشروع صوتي وانظم التدريبات،
الأغلبية هنا لا تفهم طبيعة عملي، فأواجه أحيانا عند حديثي عن المجال بعض التنمر والسخرية ممن يفترض بهم الوعي .
في الختام يقول
“سوق البود كاست الدولي واعد ويخلق فرص عمل كثيرة لكن للأسف في وطني ربما نحتاج عقودا لفهم البود كاست وعقودا أخرى للاستفادة من فرص عمل القطاع”.