“تسابيح” وشيب وشِعر وقرآن في محاكمة الرئيس الموريتاني السابق
نواكشوط- “مورينيوز”- من الشيخ بكاي
مر اليوم السادس من محاكمة الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز وعشرة من القريبين منه وسط جدل ساخن بين محامي المتهمين ومحامي الحكومة استخدم فيه القرآن وشعر الحماسة، فيما لاحظ مراسل “مورينيوز” ارتفاعا في أعداد “السبحات” في أيدي النسوة خصوصا ،ووجود عدد أكبر من الشرطيات.
واستمر اختصاص المحكمة من منظور المادة 93 من الدستور الموريتاني موضوع جدل في القاعة. وحاول كل طرف إقناع القاضي بقراءته للمادة التي تنص على حصانة الرئيس “اثناء ممارسته سلطاته الا في حالة الخيانة العظمى”، وتقول أيضا إنه:“لا يتهم رئيس الجمهورية إلا من طرف الجمعية الوطنية، التي تبت بتصويت عن طريق الاقتراع العلني وبالأغلبية المطلقة لأعضائها، وتحاكمه في هذه الحالة محكمة العدل السامية”.
ويواجه ولد عبد العزيز تهما بالفساد و ”غسيل الأموال والإثراء غير المشروع ، و استغلال النفوذ، وتبديد المال العام وإعاقة العدالة».
ورفعت المحكمة جلستها مساء اليوم الاثنين، بعد أن قدم كل المحامين إلا اثنين دفوعهم الشكلية التي أخذت ستة أيام، ويتوقع أن تبت غدا في موضوع الدفوع.
وسمعت في القاعة أبيات شعر وآيات قرآنية..
وافتتح أحد المحامين مرافعته بقراءة سورة الصف من “نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ…” إلى “فَأَيَّدۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمۡ فَأَصۡبَحُواْ ظَٰهِرِينَ”..
و”أنشد” محام ” بيت حرب” :
“أَنا الَّذي سَمَتني أُمي حَيدَرَه
…
…
كَلَيثِ غابة كَريهِ المَنظَرَه”.
وكان هنا يرد على محام آخر استخدم في مداخلته:
” إذا صرصر البازي فلا ديك يصرخ” …
وبدأت المشادات الكلامية باعتراض الاستاذ محمد ولد إشدو رئيس فريق الدفاع عن الرئيس السابق على النداء على المتهمين في كل جلسة معتبرا أن “الهدف من ذلك هو إذلالهم”. وقال: “هم عندكم، وعند جهاز الأمن والنداء هكذا في كل جلسة هدفه الاذلال”.
واحتج إشدو أيضا على وجود عدد قليل من الجمهور في القاعة، مشيرا إلى أن المحاكمة علنية ولذا لا ينبغي أن يسمح فقط لـ”مجموعة قليلة من جمهور يبكر إلى المحكمة من أجل الحضور”.
وفي حين رد رئيس المحكمة بأن سلطته لا تتجاوز القاعة التي هو مسؤول عنها، أما خارجها فلايعنيه، قال وكيل النيابة إن “الجمهور ليس من مسؤوليات الدفاع”.
وبدت أعداد الجمهور قليلة اليوم لا سيما في الجانب المخصص للنساء .وبدا جانبها المخصص للرجال أكبر حشدا..
وتقول ألسنة السوء إنه باستثناء عدد غير كبير من الصحفيين والنشطين في المجال، تبدو غالبية الحاضرين في هذا الجانب من رجال الشرطة في الزي المدني.
أما في الجانب المخصص للنساء فقد عد مراسل “مورينيوز” 30 امرأة في الزي المدني من دون التمكن من معرفة ماإذا كان من بينهن شرطيات، غير اللائي ظهرن بزيهن الرسمي.
ولاحظ المراسل أيضا وجود 21 سبحة في أيدي النساء إحداها في يد شرطية بالزي الرسمي..
وارتفع عدد الشرطيات مقارنة باليومين الأولين من المحاكمة. وبدت القاعة اليوم منضبطة لصرامة القاضي وشرطييه.
وبدت الشرطة أكثر احتراما للجمهور والصحفيين، وإن لم تخل الساحة من شخص هنا أو هناك يظهر سلوكا سيئا.
ولم يفت انتباه صحفي اشتعل رأسه شيبا في تغطية المحاكمات والمؤتمرات والمؤامرات أنه إذا كانت “التسابيح” هي التي خطفت الاضواء في المقاعد الخلفية بالقاعة فإن “الشيب” كان المهيمن في الجانبين الايمن والايسر من النصف الأمامي منها ..
ويتربع “الشيب” وسط هيئة المحكمة في شخص رئيسها، فيما يتناغم بياض الرؤوس مع سواد “روبات” المحامين في شكل يمنح الثقة، و يعطي الانطباع بقوة التأثير، واتساع الخبرة..