canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
تحقيقات ومقابلات

هول الخسائر البشرية في صراع الموصل من خلال مشرحة عراقية

القيارة (العراق) -رويترز-  من إيزابيل كولز – تزكم رائحة كريهة أنفك حتى قبل أن تصل إلى المشرحة التي تُنقل إليها جثث أحدث القتلى في الحرب بين متشددي تنظيم الدولة الإسلامية والقوات العراقية.

يقترب الطبيب منصور معروف من ثلاجة المشرحة وهو يرتدي قناع الجراحة ثم يتوقف قبل أن يفتح الباب لتهب في وجهه نفحة هواء شديدة البرودة.

داخل المشرحة تقبع أكثر من عشرين جثة على الأرض بعضها موضوع في أكياس للجثث في حين توجد بضع جثث مغطاة ببطانيات. وكانت بعض الجثث ممزقة إلى أجزاء لدرجة أنها نقلت إلى المشرحة في أكياس.

وكل هؤلاء القتلى تقريبا من ضحايا المعارك المستمرة لطرد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية من الموصل الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الشمال. وفي أحد أكثر الأيام فتكا حتى الآن وصلت 21 جثة إلى المستشفى في بلدة القيارة.

وتعطي المشرحة لمحة عن هول ما يتكبده المدنيون من خسائر بسبب الصراع لكنها تسلط الضوء أيضا على التحديات على أرض الواقع في التعامل مع الموتى عندما تكون البنية التحتية مدمرة والإدارة منهارة.

واشترى العاملون في المستشفى الذي تديره منظمة واحة الدولية الأسلاك التي تصل ثلاجة المشرحة بخطوط إمدادات الكهرباء لكن المساحة محدودة.

وقال الطبيب إن وزارة الصحة العراقية “وعدت بتوفير أرفف لنا لزيادة السعة”.

وحتى وقت قريب كان المكان الوحيد في المحافظة المصرح له بإصدار شهادات الوفاة هو إدارة الطب الشرعي في غرب الموصل والذي لا يزال تحت سيطرة الدولة الإسلامية.

ويعني ذلك نقل الموتى بالسيارة لمئات الكيلومترات إلى مدينتي تكريت أو أربيل وفي الغالب الانتظار لفترات طويلة عند نقاط تفتيش على الطريق إذا لم تضطر السيارات للعودة.

ولحل هذه المشكلة أجازت حكومة العراق للمستشفى في القيارة إصدار شهادات وفاة باستثناء الحالات التي لا يتم فيها التعرف على هوية الضحية أو سبب الوفاة.

وفي هذه الحالات يجري نقل الجثة إلى مشرحة جديدة في الجانب الشرقي من الموصل الخاضع لسيطرة قوات الأمن العراقية.

وهناك يجرى تشريح إذا كان ضروريا وتدفن الجثة في مقابر مرقمة حتى يمكن العثور عليها في المستقبل إذا جاء أحد للبحث عنها.

وقال الطبيب مظهر العمري المسؤول عن المشرحة بينما كانت تردد أصوات قصف مدفعي في الخلفية “ننتظر فترة من الوقت (قبل دفن الجثة) تبعا لمدى امتلاء الثلاجات.”

وامتنع العمري عن ذكر عدد الجثث التي استقبلها.

* نقل الجثث

ربما يبدو أن ضغط العمل سيخف على العمري بمجرد انتهاء معركة الموصل لكن الطبيب يتوقع النقيض.

فعندها ستبدأ مهمة الكشف عن المقابر الجماعية التي ألقى متشددو تنظيم الدولة الإسلامية بمعارضيهم فيها بعد إعدامهم.

ووفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش فإن حفرة جنوبي الموصل، من المعتقد أنها أكبر موقع، ربما تضم زهاء أربعة آلاف جثة.

ويعرف أحد العاملين في المشرحة أكثر من غيره حجم أعمال القتل التي نفذها الدولة الإسلامية على مدى عامين ونصف العام. وكان موظفا في مشرحة الموصل عندما اجتاح مقاتلو التنظيم المدينة في صيف 2014 وبقي يعمل هناك حتى قبل حوالي شهر.

ويقول إنه خلال تلك الفترة مرت “أعداد هائلة” من الجثث على المشرحة كثيرون منهم مدنيون أو أفراد شرطة وجنود سابقون قتلهم المتشددون. وقال “في بعض الأحيان كان يصلنا ما بين 20 إلى 25 وربما 50 جثة (في اليوم).”

ومنع المتشددون، الذين سيطروا على المستشفيات في أرجاء الموصل وعينوا “أميرا للصحة”، العاملين في المشرحة من إجراء تشريح لجثث ضحاياهم.

ويقول العامل إنه بالنسبة لقتلى الدولة الإسلامية فإنه كان مجبرا على تلفيق سبب الوفاة في شهادات وفيات المقاتلين العراقيين في المعارك كأن يكتب مثلا “حادث سيارة”.

وبالنسبة له كان هذا مؤشرا إلى هزيمة المتشددين المتوقعة كما كان يريد أن يسهل الأمر على أفراد أسر المقاتلين العراقيين بعد رحيل الدولة الإسلامية.

وذكر أن شهادات الوفاة لم تكن تصدر للمقاتلين الأجانب لأن هوياتهم كانت أسماء مستعارة.

وأثناء المعركة في الجانب الشرقي من الموصل قال العامل إنه استقبل جثث 72 متشددا في يوم واحد وقدر أن نحو 2000 مروا عبر المشرحة في الأشهر الثلاثة التي استغرقتها القوات العراقية لطرد المتشددين من هذا الجانب.

وتكافح القوات العراقية الآن لطرد المتشددين من أحياء قليلة باقية في غرب المدينة وقال العامل إن أعداد جثث المقاتلين التي وصلت المشرحة حتى رحيله كان أقل نسبيا. وأضاف قائلا “أعداد الضحايا المدنيين أكبر.”

ودفن الكثير من المدنيين الذين قتلوا في الموصل في حدائق من قبل أقاربهم الذين لم يستطيعوا الوصول إلى مقابر أثناء المعارك. ويريد هؤلاء الأقارب الآن استخراج جثث أحبائهم ودفنها بشكل لائق.

وجاء رجلان يسألان الدكتور العمري بشأن ما الذي ينبغي أن يفعلاه برفات عدد من أقربائهما الذين كانوا بين عشرات من المدنيين قتلوا في ضربة جوية نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على حي الجديدة في غرب الموصل الشهر الماضي.

وقال أحد الرجلين للطبيب “دفناهم بجانب الطريق والآن نريد إحضارهم هنا”. ونصحه الطبيب أن يتمهل حتى تنتهي القوات العراقية من تطهير باقي المدينة.

وينبغي استخراج الجثث من أجل الحصول على شهادة الوفاة الرسمية التي ستمكن أقارب الضحايا من المطالبة بتعويض من الحكومة.

لكن ما لم تنتبه السلطات فإن البعض قد يستغل الفوضى لتزوير وفيات إما بغرض الهروب من العدالة أو بدء حياة جديدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى