مدارس إسلامية أميركية تسعى إلى كسب قلوب الأميركيين وعقولهم
هنتنجتون (نيويورك) -رويترز – من ليلى كيرني- في مدرسة ثانوية كاثوليكية بضاحية لونج أيلند في نيويورك قام نحو 24 طالبا مسلما بأداء الصلاة خلال زيارة لتلك المدرسة في حين وقف طلاب المدرسة المضيفة لمشاهدة الصلاة.
وكان جدول الزيارة بسيطا: إعطاء الطلاب ،الذين تبتعد مدرستهم عن الأخرى 16 كيلومترا فقط لكنها تختلف كلية من حيث الثقافة، الفرصة لمعرفة بعضهم البعض.
تأتي الزيارة أيضا في إطار مبادرة طموحة ستتبناها قرابة 80 مدرسة إسلامية أمريكية من المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية بداية من الخريف لإعطاء الأمريكيين صورة أفضل عن المسلمين الأمريكيين في وقت يشعر فيه كثيرون بأنهم مستهدفون من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب.
ووفقا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في فبراير شباط فإن من المرجح أن ينظر الأمريكيون إلى المسلمين الذين يشكلون واحد في المئة من الشعب الأمريكي على أنهم متطرفون إذا لم تكن لديهم معرفة شخصية بهم. وأظهر نفس الاستطلاع أن 60 في المئة من الأمريكيين الذين يعرفون مسلمين يعتقدون أن المسلمين لا يدعمون التطرف لكن 48 في المئة فقط من الذين لا يعرفون مسلمين يعتقدون ذلك.
وقال كريس بيرني (17 عاما) بينما كان هو وزملاؤه يتناولون الغداء مع الطلاب المسلمين الزائرين “لم أتعامل في واقع الأمر مع الكثير من المسلمين قبل هذا.”
وأضاف “عادة ما يتم وضع المسلمين ضمن هذه المجموعة الواحدة مع المتطرفين..أعتقد أن حل تلك المشكلة سيكون في عقد لقاءات من هذا النوع”.
وفي مسعى لمحو تلك الصورة قرر مجلس المدارس الإسلامية في أمريكا الشمالية وهو الوكالة الوحيدة المعتمدة للمدارس المسلمة تغيير منهجه الدراسي. وسيطلب من المدارس التابعة للمجلس وعددها 78 مدرسة في 24 ولاية أمريكية أن تنظم عقد لقاءات بين طلابها وطلاب المدارس غير المسلمة.
ويأتي ذلك في وقت تسلط فيه الأضواء على المسلمين نتيجة هجمات نفذها متطرفون باسم الإسلام في الولايات المتحدة والخارج.
وفي أعنف حادث إطلاق نار جماعي في التاريخ الأمريكي الحديث أطلق مسلح أمريكي المولد بايع عدة جماعات إسلامية متشددة النار فقتل 49 شخصا في ملهى ليلى في أورلاندو بولاية فلوريدا في يونيو حزيران الماضي.
وندد رجال الدين الإسلامي بالواقعة قائلين إن الدين الإسلامي ينبذ العنف. والمسلمون هم ثاني أكثر جماعة دينية في الولايات المتحدة يتم استهدافها في جرائم كراهية بعد اليهود وفقا لأحدث إحصائيات من مكتب التحقيقات الاتحادي.
وأظهر تقرير لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية نشر هذا الشهر زيادة 57 في المئة في عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين المسجلة في الولايات المتحدة العام الماضي مقارنة بعام 2015.
وبعد عشرة أيام من الانتخابات الأمريكية التي أجريت في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني زادت الهجمات البدنية والشفهية ضد المسلمين بنسبة ستة في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي