العامرية والقرصان/ الشيخ بكاي
نظر إلي محيا “العامرية” الأسمر الناحل المسكون بالوجع والحزن ساعة الغروب … إلي عينيها الغائرتين الباحثتين عن منقذ، وأهدابها العائمة في بجر الدموع … إلي شبح أمل غائر بين وجنتيها يزقو ويتمرغ في بركة الدماء المنصبة من حلمات ثدي يتجاذبه القراصنة وقطاع الطرق … إلي ثيابها الحريرية وقد تحولت إلي أسمال بالية تعبث بها القطط والذئاب الجائعة والفئران..
تأمل المشهد منكسر الخاطر، وغاب في ديمومة الأحلام المستحيلة ، و”لاءات” الرفض اليتيمة، ونام وفي أذنيه أصوات العصي تجلد “المعنى”، وهمهمات الوحوش تغتصب “الجسد”، وقصائد الحب “العذري” تنطلق من حناجر الجلادين، ووقع سقوط الخيل تحت أقدام البغال…
إنه السقوط.. ولو حاول القرصان الصغير أن يجعل من نفسه “الفدائي” الذي يهب لتخليص “محبوبته”، أو نصب نفسه إماما يدافع عن “الحريم”.
إنه زمن السقوط .. ولعل أخفه وقعا سقوط العاشق المطعون…
يقولون إن “السمكة تموت وصدرها إلى أعلى، وتطفو من القاع، وتعلو.. إنه أسلوبها في السقوط”…