لن أهاجمهم../ الشيخ بكاي
مرت ثلاثة أسابيع تركتُ خلالها الحديث في السياسة للمصفقين، و”المصفقين في الاتجاه المعاكس” الذين يصب تصفيق معظمهم في الحفرة نفسها التي تتجمع فيها المصالح الشخصية…
وأجدني الآن مضطرا للحديث ولو قليلا وسط اللغط المثار أمام لقاءات مرتقبة بين نظام الحكم وأحزاب “المعارضة”..
لن أهاجم الزعيم مسعود ولد بلخير، فهو مثلهم كلهم رجل يبحث عن مصالحه، لكن بوضوح أكثر، وجرأة أكبر.. وكاريزمية أقوى، وخلفية تاريخية أعمق..
أختلف معه في بعض الاهداف وفي الاسلوب، لكنني أقدره..
لن أقزم الزعيم أحمد ولد داداه فهو مناضل لا يلين، وصادق في ما يؤمن به.. ويجر وراءه نحو 30 عاما من النضال والسجون وتحمل الخيانات..
أختلف مع ولد داداه في أسلوبه وفي بعض مواقفه، لكنني أقدر فيه عزة النفس والاخلاص لما آمن به..
لن أهاجم الاخوان المسلمين الذين يرمز إليهم باسم “تواصل”.. وأنا إن فعلت لن يكون ذلك غريبا: ( ناصري يهاجم من لا تسلم من حربهم عظام موتى القوميين.. ويضنون عليهم باستخدام فعل “مات”، فيصفونهم بالهالكين معتقدين وجود فرق بين الموت والهلاك)..
وبعيدا عن الهزل لن أهاجم “حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية”، وهذا هو اسم الجماعة التي سميتها هنا “الاخوان المسلمين”.
هو من أفضل الاحزاب السياسية في البلد تنظيما، وأداؤه السياسي أيضا يجعله في الصدارة.. يسعى الحزب إلى تحقيق مصالحه بأساليب ليس مضطرا لأن يجعلها تناسب ما أراه صحيحا، وطبعي أن نختلف..
لن يتوقع مني أي أحد أن أذكر المناضل محمد ولد مولود إلا بما سطر هو بقلمه النضالي.. يعرف هو وأعرف أنا ما نختلف فيه. ولأننا “أبناء عمومة” لن نكشف لكم أسرارنا.. عاش المد اليساري والقومي.
لن أقزم المعارضة كلها عكسا لما يقوم به البعض وتسعى إليه هي نفسها بأدائها وسلوكها السياسي. ذلك أن بلدا بلا معارضة يظل عرضة لـ”تجبر” الانظمة، ولو كان الحاكم هو عمر بن الخطاب..
لن أسعى إلى تقزيم المعارضة مثلما يفعل آخرون متذرعون بروح الانسجام والهدوء التي تطبع الاجواء السياسية في البلد..
لم لا..؟!..
لقد اعتمد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سياسة الباب المفتوح والنقاش الهادئ، والاستماع إلى نبض الشارع السياسي والشعبي.. فلم التطرف والصراخ؟.. لقد أحسنت المعارضة هنا بالتقاط الرسالة والتفاعل معها..
فقط .. قبل أن أودع أود أن أذكِّر وبكل هدوء، بأن أساليب الامس لا تصلح لليوم.. وبأنه لا “أزمة سياسية” في البلد.. إنه من تلك الناحية بخير.. (ابحثوا عن غيرها)
تشاوروا حول مصالح البلد، ولا تتخذوا من التشاور مطية للتطرف الهادف إلى تحقيق مصالح شخصية أو حزبية…